غزة تتصدر المشهد في مؤتمر الديمقراطي الأميركي سواء داخل أو خارج الأروقة

By العربية الآن



غزة تلقي بظلالها على مؤتمر الحزب الديمقراطي الأميركي

Demonstrators take down part of a fence during the rally "March on the DNC" on the sidelines of the Democratic National Convention (DNC) in Chicago, Illinois, U.S., August 19, 2024. REUTERS/Leah Millis
نشطاء غاضبون من دعم بايدن وهاريس لإسرائيل حاولوا اقتحام الحواجز إلى المؤتمر الديمقراطي (رويترز)

واشنطن– زادت أزمة العدوان الإسرائيلي على غزة من حدة التوتر في أروقة مؤتمر الحزب الديمقراطي الأميركي، وسط تظاهرات ضخمة انطلقت قرب مكان انعقاده تزامناً مع بداية فعالياته.

ويشعر القادة الديمقراطيون بالقلق من أن تؤثر هذه المظاهرات ومواقفها تجاه الوضع في غزة على وحدة الحزب في مرحلة حساسة، خاصة مع بدء مسيرة جو بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس في الترشح لمواجهة الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب.

بينما كان الملايين من الأميركيين يتابعون فعاليات المؤتمر، تجمع عشرات الآلاف من المحتجين في شيكاغو للتعبير عن استيائهم من دعم إدارة بايدن-هاريس للعدوان المستمر على غزة.

وحاول بعض المتظاهرين اقتحام الحواجز الأمنية المحيطة بالمؤتمر للتعبير عن غضبهم تجاه الموقف الأميركي المؤيد لإسرائيل، مما استدعى تدخل قوات الأمن لمنعهم.

ردد المتظاهرون شعارات من قبيل “أنهوا الاحتلال الآن، العالم كله يشاهد”، وطالبوا الرئيس بايدن بأن لا يختبئ، موجهين اتهامات له بالإبادة الجماعية، كما وجهوا انتقادات مشابهة لهاريس.

جانب من تجمع مؤيد للفلسطينيين خارج مقر انعقاد المؤتمر الديمقراطي بشيكاغو (رويترز)

داخل قاعات المؤتمر

في قاعة المؤتمر الرئيسية، من المتوقع أن يعبر نحو 30 مندوبا من عدة ولايات عن اعتراضهم على سياسات بايدن-هاريس تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة.

بينما أثار اختيار هاريس لحاكم ولاية مينيسوتا تيم والز كمرشح نائب لها بدلاً من حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو، الذي هو يهودي، بعض التفاؤل في حركة “غير ملتزم” التي تأسست للاحتجاج على دعم بايدن لإسرائيل. يأمل الكثيرون في هذه الحركة في أن تغير هاريس من موقف واشنطن ليصبح أكثر تعاطفا مع الفلسطينيين وأكثر صرامة تجاه ممارسات الحكومة الإسرائيلية.

ومن جهة أخرى، كانت هاريس قد تعاملت “بحنكة” مع هذه القضية، ودعمت جهود بايدن لتأمين اتفاق وقف إطلاق النار. يسعى الديمقراطيون إلى تحقيق توازن بين دعم الحزب التقليدي لإسرائيل واستيعاب الأصوات المناهضة للاحتلال التي تمثل فصلاً صغيراً لكن صوتها مرتفع.

يعتقد القادة السياسيون والخبراء أن قضية غزة ستبقى مسألة حيوية في السباق الرئاسي وستؤثر بشكل كبير على فرص هاريس، مع تصاعد أصوات الحركة المناصرة للفلسطينيين من جهة، واللوبيات المؤيدة لإسرائيل من جهة أخرى.

على الرغم من أن الناخب الأميركي غالباً ما لا يهتم بقضايا السياسة الخارجية، يُتوقع أن تكون قضية غزة الأكثر إثارة بين جميع القضايا الخارجية خلال موسم الانتخابات.

من المتوقع أن يؤثر العدوان على غزة على اتخاذ مئات الآلاف من الناخبين العرب والمسلمين قراراتهم، خصوصاً في الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا، حيث يمكن أن تحدد أصواتهم مصير المرشح الفائز في الانتخابات الرئاسية.

تدعو هاريس إلى إنهاء الحرب، وتحقيق وقف فوري لإطلاق النار لمعالجة الوضع الإنساني المتدهور، والإفراج عن المواطنين المحتجزين لدى حماس.

تنافس عربي يهودي

رحبت حركة “غير ملتزم”، التي تمثل الناخبين في الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان ومينيسوتا وويسكونسن، بإبداء هاريس استعدادها للاستماع لمطالبهم، بعيداً عن تشدد بايدن في دعمه لإسرائيل. ومع ذلك، طرحوا مطالب تعتبر حادة بمقاييس السياسة الأميركية، مثل فرض حظر على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، مما قد يعقد موقف هاريس في تبنيها بالكامل لموقف الحركة.

في سياق متصل، ينظم نشطاء مؤيدون للفلسطينيين حلقة نقاش حول الحقوق الفلسطينية على هامش المؤتمر الوطني الديمقراطي، وهو حدث غير مسبوق، بينما تستضيف مجموعة من الجماعات اليهودية فعاليات مشابهة لدعم الحزب الديمقراطي لإسرائيل.

أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن قادة الحزب الديمقراطي يتواصلون عن كثب مع المندوبين غير الملتزمين لتجنب خلق حالة من الانقسام أو الفوضى في قاعة المؤتمر، مما قد يعرض صورة وحدتهم للخطر.

وعلى صعيد آخر، يعمل الديمقراطيون على تمثيل عائلة أحد المحتجزين الإسرائيليين في غزة، ورغم ذلك يسعون لتوفير صوت من يتبنون انتقادات للموقف الإسرائيلي في المؤتمر.

تشير نيويورك تايمز إلى أن أحد المرشحين للحديث يمثل عائلة المحتجزين هو المدعي العام في ولاية مينيسوتا كيث إليسون، المعروف بانتقاداته لإسرائيل وبالتحول إلى الإسلام قبل سنوات.

في هذا الإطار، انتقد جيمس زغبي، مؤسس المعهد العربي الأميركي، اختيار إليسون للحديث بصوت الفلسطينيين، مطالباً بضرورة منح فرصة لأحد ممثلي عائلة فلسطينية فقدت أبناءها نتيجة العدوان الإسرائيلي.

معلقون يشككون في قدرة هاريس على استمالة الغاضبين من تعامل إدارة بايدن مع العدوان الإسرائيلي (الأناضول)

نهج التوازن

يرى جيريمي بن عامي، رئيس منظمة “جي ستريت” المؤيدة لإسرائيل ولحل الدولتين، أن نهج هاريس المتوازن بين دعم الإسرائيليين والفلسطينيين قد يحظى بقبول إيجابي عند العديد من الناخبين الديمقراطيين. ولكنه اعترف أنه “لا أعلم إن كان الجانبان المتطرفان سيكونان راضيين عن هذا التوازن”.

مع ظهور تقارير إيجابية من الدوحة والقاهرة حول قرب التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، يراقب الحزب الديمقراطي مسألة غزة، على أمل أن يسهم وقف الحرب في تعزيز حظوظ هاريس الانتخابية.

خلال جولة انتخابية في ولاية بنسلفانيا يوم الأحد الماضي، أكدت هاريس أن الولايات المتحدة “لن تفقد الأمل” وستواصل العمل بجد لتحقيق مطلب وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، موضحة أن من بين المحتجزين خمسة مواطنين أميركيين يحملون جنسية مزدوجة.

لا يزال بعض المعلقين يشككون في قدرة هاريس على التأثير على الناخبين الغاضبين من تعامل إدارة بايدن مع العدوان الإسرائيلي، ويتوقعون أن تظل مواقفها ضمن نطاق دعمي لإسرائيل، مع بعض التعاطف تجاه الضحايا الفلسطينيين.

كرر ترامب ذلك في تصريحات له لمؤيديه اليهود، مهاجماً موقف هاريس تجاه إسرائيل، قائلاً إن “هاريس مرشحة القوى الساعية لتدمير الحضارة الغربية، بشكل خاص إسرائيل والشعب اليهودي”.

وأضاف في اجتماع مع ناخبين يهود في منتجعه في نيوجيرسي “إذا تم انتخاب هاريس والز، فإن اليسار الراديكالي والمتعاطفين مع حماس لن يتسببوا في الفوضى في شوارعنا فقط، بل سيديرون السياسة الخارجية الأميركية من داخل البيت الأبيض، وستختفي إسرائيل”.

كما أكد ترامب لمناصريه اليهود أهمية رفض “معاداة السامية” في صناديق الاقتراع، ووجه انتقادات للأميركيين اليهود الذين يصوتون للديمقراطيين.

المصدر : العربية الآن



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version