الخلافات الإقليمية تؤثر على نتائج القمة الخليجية الأوروبية
حفصة علمي
18/10/2024
بروكسل- عُقدت القمة الخليجية الأوروبية الأولى بمبادرة من الاتحاد الأوروبي، في بروكسل، حيث تهدف لتعزيز الشراكة الجيوإستراتيجية وتفادي تصاعد النزاعات في الشرق الأوسط وأوكرانيا، فضلاً عن بحث سبل التعاون الاقتصادي.
تعتبر القمة ذات أهمية كبيرة، إذ تدرك الدول الأوروبية القيمة الإستراتيجية لدول الخليج من ناحية الأمن والطاقة، ولكن الجانب العربي يشعر بخيبة أمل بسبب المعايير المزدوجة التي يتبعها الأوروبيون، حيث يدعمون أوكرانيا ضد روسيا ولا يظهرون معارضة قوية للحرب في غزة.
بينما نالت القمة إشادة من بعض المتخصصين في شؤون الشرق الأوسط، انتقد آخرون البيان الختامي الذي لم يتضمن قرارات أو التزامات واضحة، مما أثار خلافات حول موقفي الدول من الحربين في غزة وأوكرانيا.
نتائج محدودة
عبر السفير الفرنسي السابق برتراند بيزانسينو عن تفاؤله بمخرجات القمة، معتبرًا إياها فرصة لتقييم المصالح المشتركة وبداية جديدة للتعاون في عالم متعدد الأقطاب. وأكد أن استقرار الشرق الأوسط يجب أن يكون على رأس أولويات القمة، وأن الوقت قد حان لإحراز تقدم بشأن اتفاقيات التجارة الحرة.
ورغم غياب القرارات الجوهرية، أعرب بيزانسينو عن أمله في تعزيز الحوار والتعاون على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية.
ذكر أيضاً أن الاتحاد الأوروبي يمثل المورد الثاني لدول الخليج وهو شريك أساسي، بينما تصدرت هذه الدول قائمة متلقّي الاستثمارات الأوروبية المباشرة.
وفي الجهة المقابلة، اعتبر المستشار السابق بالخارجية الفرنسية مناف كيلاني، أن القمة لم تحقق أهمية تذكر، فالنقاط التي تمت مناقشتها لم تتناول قرارات ملموسة، رغم الإشارة إلى الأوضاع الإقليمية.
وأشار كيلاني إلى أن دول الخليج كانت تواجه 27 دولة منقسمة، وتحدثت عن قضايا عدم الاستقرار والمسائل الاقتصادية، دون معالجة معالم الصراع في غزة أو ذكر “فلسطين”، داعيًا إلى تأجيل القمة أو إلغائها في ظل الظروف الدولية الحالية.