غزة في متحف العمارة العربية للفن المعاصر عبر معرض “رؤيا” التفاعلي بقطر
المعرض -الذي يقام في الطابق الأولمن معرض الفنون – عبارة عن إبداع مرئي جمع بين التقنيات السمعية والبصرية التفاعلية، يضم 4 صور رقمية معالجة عارضة على لوحة تمتد عبر الحائط، تعكس هذه الصور مشاهد مؤثرة انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي، وحازت على اهتمام كبير من الحضور لهذه الكارثة.
أفاد الرسام خالد البيه لموقع الجزيرة نت أن العمل التجميعي الذي قام به جديد ومختلف بالنسبة له كرسام كاريكاتير سياسي، إذ فكرته تتلخص في تجربة حياة الزائر كجزء من أحداث غزة ومعاناتها ومشاهدها.
وأضاف “العمل التجميعي يحث زواره على أن يصبحوا شهودًا من خلال قراءة أسماء الشهداء الذين نعرف أعمارهم وتفاصيل حياتهم، وهكذا نرفض مواصلة الجرائم حتى يحصل المظلومون على حقوقهم”.
وأجرى البيه “كفنان سوداني في ظل قطع الاتصال بالإنترنت وغياب وسائل الإعلام العالمية، فإنني أشعر بمعاناة غزة التي على الرغم من توجّه وسائل الإعلام وتدفّق الصور والفيديوهات من غزة، يخطو الإعلام الغربي في جانبه عن شهادة الأحداث”.
ويؤكد تأثير صور الزوّار المعكوسة مع صور الضحايا الدور المهم الذي يلعبونه كشهود، ويتصاعد الطابع المؤلم من خلال إظهار صورة معكوسة لمدينة غزة المدمرة في المرآة، بصوت يسجل التكرار الذي يذكّر بأسماء الشهداء وتفاصيل حياتهم.
يستمر المعرض حتى 10 أغسطس/آب القادم، ويحث الزوّار على تحمّل دورهم كشهود على الإبادة الجماعية خلال الجرائم البشعة الأخيرة التي شهدتها غزة، ويتمتع المعرض بتقدير فاطمة مصطفوي وهديل الكوهجي.
وصرحت مديرة “المتحف العربي للفن الحديث” زينة عريضة بأن المتحف يلتزم دائمًا بإبراز مجموعة متنوعة من الفنون العربية، قائلة “ليس لدينا إلّا أن نتحمل مسؤوليتنا”.
وأضافت عريضة في حوار لموقع الجزيرة نت “ضمن خطتنا خلال أقل من 6 أشهر لتنفيذ المعرض، دورنا في المتحف هو توفير منصة للفنانين الإقليميين لعرض أفكارهم ومخاوفهم وليسلّطوا الضوء على المواضيع الهامة لهم وللمجتمع، ويسعى المعرض إلى رواية قصص وتحفّز التفكير في جميع المشاكل التي تواجه المجتمع”.
وأكدت عريضة “لا نملك إجابات ولكن لدينا أسئلة نود طرحها على الجمهور بخصوص دور الفن في سياقنا المحلي والإقليمي، حيث نوفر فرصة للفنانين والمفكرين ليطرحوا أسئلتهم في المتحف ويعبروا عنها بشكل فني، ويمكن مشاهدتهذا في مجموعات المتحف مثل معرض الكتب الذي يركز على فلسطين كعنصر أساسي في الشرق الأوسط”.
من خلال هذا العمل الفني المجمع، يؤكد البيه دور كل زائر بوصفه “شاهدًا” وكيف يجسد صوته جنبًا إلى جنب مع أصوات الذين يتحدثون علنًا عن فلسطين في مواجهة وسائل الإعلام المحسوبة، حيث ينقل الفنان تأثير الانعكاس، سواء حرفيًا أو مجازًا، للكشف عن تواطؤ المجتمع الدولي في هذه الكارثة، وعن التحيّز والظلم المحيطين بالمشهد السياسي الحالي والقوانين الدولية.
وعلق خالد البيه قائلًا: “إذا كان العالم لا يستطيع رؤية الحدث في غزة رغم الأدلة الواضحة التي تمتلكها، فكيف يستطيع رؤية ما يجري في السودان؛ فهذا يدل على أنه إذا تمكن العالم من استيعاب الواقع في غزة، سيتمكن بالتأكيد من فهم ما يحدث لنا جميعًا”.