الفتاة اللبنانية الشابة تحارب من أجل حياتها بعد الضربات الإسرائيلية
الأوضاع في وادي البقاع
في جبال وادي البقاع، كما في أجزاء واسعة من لبنان، بات الموت يأتي من السماء في أي لحظة. حيث تكثفت الغارات الجوية الإسرائيلية خلال اليوم، مسجلة أكثر من 30 ضربة في ساعة واحدة فقط. وقد تم تأكيد وفاة 46 شخصًا، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد. العشرات في حالة حرجة في المستشفيات نتيجة الهجمات الإسرائيلية التي وقعت في وقت سابق من هذا الأسبوع.
حالة نور مسوّى
من بين هؤلاء المصابين، تأتي نور مسوّى، الفتاة البالغة من العمر six سنوات، التي ترقد فاقدة الوعي في وحدة العناية المركزة للأطفال في مستشفى راياك، مع ضمادات تلف رأسها المكسور. تجلس والدتها ريمة بجوار سريرها، ممسكة بنسخة من القرآن وتدعو لابنتها.
تشير ريمة إلى أن ابنتها كانت تتمتع بشخصية مفعمة بالحياة وتحب التعرف على الناس. وتقول: “عندما لا تكون هنا، يشعر البيت بالفراغ. كانت تضفي جواً من المرح”.
لكن كل شيء تغير يوم الإثنين الماضي مع الضربة الإسرائيلية. تُظهر ريمة لنا مقطع فيديو آخر لابنتها وهي تصلي قبل الهجوم، قائلة: “كنت أهدئها وأخبرها ألا تخاف، وأنه لن يحدث شيء. كانت تدعو الله والأنبياء طلباً للمساعدة”.
اللحظة الحاسمة أثناء القصف
مع اقتراب القصف، كانت ريمة تتحصن بجوار باب منزلها مع نور وشقيقها التوأم محمد. تقول: “لم نكن شجعاناً بما يكفي للدخول، لأننا كنا نعتقد أن المبنى سينهار علينا إذا تعرض للقصف”. في لحظة حرجة، وقبل أن تتمكن من إدخال الأطفال، أصابتها صاروخ.
نتيجة هذا الهجوم، تعرض محمد لإصابة طفيفة، بينما تركت نور تقاتل من أجل حياتها.
الغضب المعبر من الأب
في الأثناء، جاء والد نور، عبد الله، لزيارتها، وهو يشعر بغضب شديد. يقول: “من فضلكم، صوروا ابنتي. هي لا تعرف ما هي الأسلحة، بل كانت تلعب في المنزل عندما بدأ القصف. كانوا يريدون ترهيب الناس ودفعهم للفرار”.
تدعي إسرائيل أن ضرباتها تستهدف مواقع حزب الله، بما في ذلك مخازن الأسلحة. لكن عبد الله يختلف مع هذا الرأي، قائلاً: “ليس لدينا أي علاقة بالأسلحة. أنا لا أشارك في المقاومة. لكن الآن أتمنى لو كنت كذلك لحماية أطفالي”.
بعد لحظات، تُسمع صفارات الإنذارات في الأسفل، حيث تأتي سيارة إسعاف تحمل مصابين من الضربة الأخيرة. يتسابق الموظفون الطبيون، بينما يعم التوتر قسم الطوارئ مع صرخات غاضبة وأقارب في حالة صدمة. يُطلب منا التوقف عن التصوير.