فنية من غزة تكتشف نظامًا لتحويل ماء المحيط إلى ماء صالح للشرب
ومع أزمة المياه التي يعاني منها أهالي قطاع غزة نتيجة استهداف إسرائيل لآبار المياه، لم تقف الغول، الفنية الزراعية النازحة إلى مدينة خان يونس، مكتوفة اليدين، بل قامت بابتكار هذا الحل العملي لمواجهة هذه الأزمة التي تجتاح السكان.
مبتكر شمسي
تستخدم المهجرة صندوقًا خشبيًا مُغلقًا بالزجاج والجلد، يُدعى جهاز تبخير شمسي، يتضمن الصندوق ثُقوبًا لدخول المياه وخروجها، حيث تمُرّ المياه قبل خروجها عبر طبقة من الفحم النشط لتنقيتها.
الجهاز تبخير الشمسي هو جِهَازٌ يستخدم الطاقة الشمسية لتبخير المياه، لإنتاج ماء نقي من مياه مصدرها مُلوّن أو مُالِح، عن طريق تَسخين المياه باستخدام الطاقة الشمسية، ما يُؤدي إلى تَبَخُّر المياه ثم تَكثُّف البُخار ليرُجِعَ إلى الحالة السَائِلَة في شكل ماء نقي.
تُعاني قطاع غزة من نَقْصٍ حاد في مياه الشرب، مع استمرار الحَرْب الإسرائيلية المُدَمّرَة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول المُنْصَرِم، وتتَعَمَّد إسرائيل قَطْع إمدادات المياه من الْأرَاضِي المُحتَلّة وتَدْمِير الآبار والخـُــزَانات ومحطات التحلية المُخْتَلِفَة.
أدوات بسيطة
أبلَغَت الغول مراسل الأناضول، بأنها نجَحَت في صُنع هذا الجِهَاز بِاِستِخدام أدوات بسيطة مثل الخشب والزجاج والجلد، وتَمكُنَت من تحويل مياه البحر المالحة إلى مياه صالحة للشرب.
وأَضَافَت، يُعاني المواطنون في قطاع غزة من نُقصٍ في المياه، ونَحنُ على مَقَرَبَةٍ مِن شَاطِئ البحر، لِذَا نَعْتمَدُ عَلَيهَا ونَعْمَلُ على تنقيتها مِن الشَوَائِب والمَلوحة عَبر نظام التبخير.
وتَابَعَت، لا تُوجَدُ وسائِل أُخْرَى يمكن الاعتماد عليها، ونظام التبخير قد يفي بالغرض في ظل أزمة المياه التي يُعاني منها السكان.
وأشارت إلى أن الاحتلال قَصَفَ مَحَطَّات تحلية المياه خلال الحرب، لِذَا توجَّهت لصُنع جِهَاز سَهْل الاستِخدام وخفيف يمكن نقله إلى أي مَكَانٍ.
وشَرَحَتْ أن المياه العُذبة المتاحة في قطاع غزة مُرَتَفَعَةتواجه الكثيرون صعوبات في تحمل تكلفة السلعة نظرًا لارتفاع السعر بشكل كبير، حيث يصل سعر 16 لترا إلى دولار أميركي، مما يجعل الكثيرين غير قادرين على اقتنائها.
نقص المياه
يواجه سكان قطاع غزة صعوبة شديدة في الحصول على مياه صالحة للشرب، حيث يضطرون إلى السفر مسافات طويلة من أجل الحصول على كميات ضئيلة منها.
كما يقوم النازحون في مناطق متفرقة بتنظيم استهلاكهم للمياه الشرب خوفًا من نفادها وعدم قدرتهم على تأمين كميات جديدة.
وبحسب الإدارة الإعلامية الحكومية في غزة، فقد وصل عدد النازحين داخل القطاع بسبب النزاع الحالي إلى حوالي مليوني شخص من إجمالي عدد السكان البالغ 2.3 مليون نسمة.
وتدعم إسرائيل، بداية من السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حربًا همجية ضد قطاع غزة أسفرت عن مقتل وجرح أكثر من 131 ألف فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، إضافة إلى دمار هائل ومأساة إنسانية وبؤس قاتل.
وعلى الرغم من قرار مجلس الأمن الدولي بوقف العدوان على الفور، إلا أن إسرائيل تواصل حربها تجاهلًا لتلك القرارات الدولية، وتتجاهل أيضًا أوامر المحكمة الدولية باتخاذ إجراءات لمنع جرائم الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني المأساوي في غزة.