فورين بوليسي: أسرار الانهيار السريع لنظام الأسد
كما تمكنت القوات المعارضة من السيطرة على مدينة حلب، ثاني أكبر المدن السورية، خلال 24 ساعة فقط، حيث انهارت خطوط الدفاع الخاصة بالنظام السوري بشكل متتابع.
تحليل التطورات الأخيرة
في تحليل نشرته مجلة فورين بوليسي، أكد تشارلز ليستر، مدير برنامج سوريا ومكافحة الإرهاب والتطرف في معهد الشرق الأوسط، أن التطورات الأخيرة في سوريا لم تكن مفاجئة بالكامل. حيث يرى أن الأسد لم يحقق “انتصارا حقيقيا” في الحرب، وأن نظامه يواجه تحديات تهدد استقراره أكثر من أي وقت مضى.
تراجع الاهتمام الدولي
أصبحت الظروف مهيأة لتناقص الاهتمام الدولي بالحرب السورية، حيث توقفت الجهود الدبلوماسية التي كانت تتركز على الأزمة إلى حد كبير، مع سحب الحكومات مواردها من القضايا المتعلقة بسياساتها تجاه سوريا ووجهتها إلى تحديات عالمية أخرى، كما أوضح الكاتب.
وأشار ليستر إلى أن بعض الدول العربية بدأت في الانخراط مع الأسد منذ عام 2023، مما يوحي بعودة وضعه إلى طبيعته في الشرق الأوسط.
تقديرات خاطئة
يعتقد ليستر أن الانطباع السائد بأن الأطراف الفاعلة في المنطقة تتولى مسؤولية الأزمة السورية قد أدى إلى شعور من الارتياح لدى صناع السياسة في الولايات المتحدة، معتقدين أنها علامة إيجابية. لكنه يوضح أن هذا التفاؤل قد يكون مبنيا على فرضيات خاطئة حول قوة نظام الأسد.
الوضع الاقتصادي المأساوي
بالإضافة إلى ذلك، تشير التقديرات إلى أن الاقتصاد السوري يعاني من انهيار منذ سنوات، حيث انخفضت قيمة الليرة السورية إلى 17,500 للمبلغ الواحد من الدولار، مقارنة بـ 1,150 للدوار في بداية عام 2020. ورغم أن النظام استمر في الاستفادة من الجريمة المنظمة، إلا أن الأمور تتدهور بشكل متسارع.
### تدهور الوضع الاقتصادي وظهور الفوضى
تشير التحليلات إلى أن الشعب السوري لم يستفد من تدفق المخدرات المصنَّعة، كما يدّعي المحلل ليستر. ويؤكد أن “لا من ينقذ بشار الأسد من إفلاس دولته”، خصوصًا في ظل الأضرار التي لحقت بالاقتصاد الروسي بسبب الحرب في أوكرانيا، بالإضافة إلى الوضع السيء للاقتصاد الإيراني.
فرصة ضائعة
يتوقع ليستر أن الوضع كان من الممكن أن يكون أفضل، لو أن الأسد قد تعاونا بشكل إيجابي مع حكومات المنطقة التي استأنفت العلاقات معه في عام 2023، أو لو كان قد بادر بانفتاح تجاه تركيا في بداية العام. ويضيف أن السوريين، بعد عدم وجود أمل في تحسن الوضع، بدأوا في الخروج إلى الشوارع للمطالبة بإسقاط الأسد.
عودة المعارضة المسلحة
كما أشار إلى أن المعارضة المسلحة، التي أبرمت اتفاقًا مع الحكومة قبل ست سنوات، استأنفت منذ أشهر تحدي جيش النظام وحققت انتصارات ملحوظة.
الكبتاغون في قلب النظام
في هذا السياق، يشير ليستر إلى أن الجريمة المنظمة وإنتاج المخدرات انتشرا في سوريا، مضيفًا أن نظام الأسد ربما أصبح “أكبر نظام مخدرات في العالم” مع التركيز على إنتاج الأمفيتامين المعروف باسم الكبتاغون. ويكشف الكاتب أن تجارة المخدرات تدار بواسطة الفرقة الرابعة، التي يقودها ماهر الأسد، وتغلغلت هذه التجارة في كل مفاصل الجيش والمليشيات الموالية له.
تفكك النظام العسكري
ويصف ليستر تآكل تركيبة القوة داخل النظام الأمني السوري بسبب الفوضى وظهور أمراء الحرب، حيث يشير إلى أن الآلة العسكرية للنظام تعرضت للركود والضعف، وأصبحت المليشيات الموالية للأسد أكثر قوة من الجيش نفسه.
تعزيز قدرات المعارضة
في المقابل، قامت هيئة تحرير الشام وجماعات المعارضة المسلحة بتعزيز قدراتها منذ عام 2020، حيث أنشأت وحدات جديدة تمامًا من شأنها أن تُغير مسار المعارك في الفترة الأخيرة.
المصدر
فورين بوليسي