## تكريم نسائي في مهرجان البحر الأحمر
تشهد الدورة المقبلة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في عام 2024 تكريماً مميزاً للنساء، حيث سيكون من بين المكرمين الممثلتان الأميركية فيولا ديفيس، والمصرية منى زكي، وذلك خلال حفلي الافتتاح والختام.
### فعاليات فريدة في جدة
ستعقد الدورة في المنطقة التاريخية بمدينة جدة من 6 إلى 14 ديسمبر/كانون الأول 2024، تحت شعار “بيت جديد للسينما”. وتخطط ديفيس لتقديم مشوارها الفني من خلال “ماستر كلاس” خاص بها، حيث حصلت على “التاج الثلاثي” من خلال فوزها بجوائز الأوسكار، والتوني، والغرامي. لكن التحدي الحقيقي الذي واجهته هو بدايتها المتواضعة في ظل الفقر، ما أثر على أدائها وقدرتها في تجسيد شخصيات الضعفاء والمهمشين.
### تاريخ مؤلم ونشأة صعبة
وُلدت فيولا ديفيس في 11 أغسطس/آب عام 1965 في سانت ماثيوز بولاية ساوث كارولينا، كأصغر طفلة بين أربعة إخوة. انتقلت عائلتها إلى سنترال فولز بولاية رود آيلاند، حيث عاشوا في شقة صغيرة وواجهوا صعوبات اقتصادية، حيث كان والدها يعمل في مجال رعاية الخيول، وكانت والدتها تعمل كمدبرة منزل وعاملة في مصنع.
### معاناة الطفولة
عانت ديفيس في طفولتها من مشاعر الجوع والفقر، وكانت تُسجن والدتها بسبب نشاطها في مظاهرة ضد التمييز العنصري، ما جعل من طفولتها فترة تحديات وصراعات. وقد تعرضت للتنمر نتيجة لفقرها، لكنها وجدت عزاءً في قصص الأفلام وتخيل أنها الشخصيات التي تراها على الشاشة، وهو ما جعلها تحلم بالتمثيل.
### بدء المسيرة الفنية
بعد تخرجها من قسم المسرح في جامعة غوليارد، بدأت فيولا مسيرتها كممثلة في المسرح، حيث تألقت في عدة أعمال مسرحية قبل أن تنتقل إلى شاشة السينما. انطلاقتها الكبيرة جاءت من خلال فيلم “الشك” عام 2008، والذي حصلت فيه على ترشيح لجائزة الأوسكار بعد أداء قوي خلال مشهد قصير.
### شغف وتقدير متزايد
عززت فيولا من مكانتها كممثلة بعد دورها في فيلم “المساعدة” عام 2011، والذي منحها ترشيحًا آخر للأوسكار، مثبتةً أنها تمتلك موهبة فريدة من نوعها تستطيع من خلالها تجسيد الشخصيات بكل دقة وعمق.
### الأوسكار والتاج الثلاثي
حصدت فيولا ديفيس جوائز عديدة، بما في ذلك الأوسكار، وهو ما يمنحها تصنيفًا ضمن النخبة في هوليود، مما يجعل تكريمها في مهرجان البحر الأحمر هو احتفاء بتجربتها الفريدة وصوتها الفاعل في الساحة الفنية.## مسيرة فيولا ديفيس: من البؤس إلى القمة
في عام 2014، تألقت فيولا ديفيس من خلال دور آناليس كيتنغ في مسلسل “كيف تفلت من جريمة قتل” (How to Get Away with Murder)، والذي يعدّ علامة فارقة في العالم التلفزيوني، إذ تحدى الصور النمطية المرتبطة بالنساء السود في الأدوار الرئيسية. جسدت ديفيس شخصية محامية بارعة، مما أكسبها جائزة إيمي، لتصبح بذلك أول امرأة سوداء تحصل على هذه الجائزة. لكن نجاحها لم يتوقف عند هذا الحد، إذ قادها دور “روز” في فيلم “الأسوار” 2016 (Fences) إلى خشبة مسرح “دولبي” في لوس أنجلوس لتستلم جائزة الأوسكار عن دورها كزوجة وأم تحملت الكثير من المعاناة.
## لحظة مؤثرة في حفل الأوسكار
في كلمتها على المسرح، بكت فيولا بكاءً مؤثراً لم يشهده حفل الأوسكار من قبل، مما جعل العديد من الحاضرين يشاركونها مشاعرها ويستذكرون معهم لحظات الصراع والمعاناة. لكنها أكدت أيضاً على أهمية مقاومة البؤس من خلال تقديم قصص البشر العاديين في السينما.
## من المدافعة عن التنوع إلى صانعة الأفلام
تجارب البؤس التي عاشتها شكلت دافعاً قويّاً لفيفولا لتصبح واحدة من أبرز المدافعات عن التنوع والاندماج في هوليوود. وقد عُرفت بحديثها الصريح حول نقص الفرص المتاحة للممثلين الملونين، وجودة العوائق الهيكلية التي تحول دون تقدمهم في هذا المجال. ولم تكتفِ ديفيس بالتصريحات، بل أسست شركة مع زوجها لإنتاج أعمال تظهر قصص السود والملونين في صناعة السينما.
## أعمال بارزة تثبت مكانتها
استمرت فيولا ديفيس في تقديم أداءات رائعة، فقد أبدعت في فيلم “قاع ماريني الأسود” (Ma Rainey’s Black Bottom) عام 2020، وحصلت على ترشيح جديد للأوسكار. ثم عادت لتأكيد تفوقها في دور الجنرال “نانيسكا” في فيلم “المرأة الملك” (The Woman King) عام 2022، مما حفز مكانتها كواحدة من أعظم الممثلات في جيلها.
## رحلة ديفيس الشخصية
تواصل ديفيس مسيرتها القوية، مبتدئة من قاع البؤس بمواهبها وقدراتها المدهشة. نجاحها يمثل تكريماً للأصوات التي اندثرت تحت ضغط العرق واللون. ومع ذلك، تعيش ديفيس حالة من الرضا والأمل، كما صرحت في حوارها مع المذيعة الشهيرة أوبرا وينفري، حيث دعت ربها أن يرزقها بزوج يشبه الممثل جوليوس تينون. وبعد أسبوعين من الدعاء، التقت به خلال تصوير فيلم “مدينة الملائكة” (City of Angels).
## عائلة ديفيس
تزوجت ديفيس من تينون وأنجبا ابنة تبنياها تدعى “نيسيس”، بالإضافة إلى كونها زوجة أب لطفلين من زيجات سابقة لتينون.