في الأمم المتحدة، الشباب يدفعون لسرعة وفاعلية التغيير الجيلي

By العربية الآن

اختيار الصغار للأصوات القديمة

الأمم المتحدة (أسوشيتد برس) – اجتمع مجموعة من الشباب على الساحة العالمية لمناقشة خطة لتعزيز دور الشباب في القرارات التي تؤثر على حياتهم. وتحدثت الناشطة في مجال الإعاقة وتغير المناخ، دافني فرياس، 26 عامًا، إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش.

قالت فرياس: “حان الوقت حقًا للأشخاص الذين يتحدثون كثيرًا أن يتحدثوا أقل، ولتكون أصوات جيلي هي التي تقود.” حيث جرى هذا الحوار في فعالية تمهيدية لاجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.

فجوة الأجيال في الدبلوماسية

يظهر هذا الحوار فجوة الجيل في الساحة الدبلوماسية، حيث تنضج مجموعة كبيرة من الشباب في عالم مليء بالتحديات وتأتي معهم أفكار حول الشمولية والمشاركة والسلطة. هذه الأفكار تتحدى الأنماط البيروقراطية الهرمية لنظام دولي تأسس عندما كان أجدادهم أطفالاً أو لم يولدوا بعد.

قال غوتيريش، البالغ من العمر 75 عامًا، لفرياس والجمهور في قاعة الجمعية العامة: “لقد أخطأت جيلي في التعامل مع قضايا العالم اليوم”. وأكد على الحاجة إلى جيل جديد يفهم “أننا نعيش في كارثة”، مضيفًا: “لا يمكننا تغيير ذلك إذا لم يكن جيلكم جزءًا من عملية اتخاذ القرار التي لا تزال تحت سيطرة جيلي الذي ارتكب الأخطاء.”

تحديات إحداث التغيير

ولكن كيف يمكن إحداث هذا التغيير في نظام عالمي وحكومات يديرها في الغالب كبار السن، وفي الأمم المتحدة التي حاولت إشراك الشباب، ولكن لا زالت لديها بعض الإجراءات والبروتوكولات التي تعكس ما كان “عصريًا” منذ أكثر من سبعة عقود؟ وهل تظل الأمم المتحدة ذات أهمية لجيل نشأ في عالم الشبكات الاجتماعية، ولديه وسائل خاصة للتواصل والتنظيم عبر الحدود، ومع احساس بالعجلة يتصادم مع وتيرة الاتفاقات الحكومية الدولية؟

مارينل سموك أوبالدو، ناشطة من الفلبين تبلغ من العمر 27 عامًا، شاركت في مؤتمرات الأمم المتحدة وتعتقد أن المنظمة يمكن أن تكون منصة قيمة للدعوة. لكنها أشارت إلى أن التنظيم المجتمعي وبناء الضغط العام خارج المنظمات الكبيرة يمكن أن يكون له تأثير فعال أيضاً.

وقالت أوبالدو: “إذا استطاعت الأمم المتحدة الانتقال من الشمول الرمزي إلى تمكين الشباب بشكل حقيقي من خلال منحهم سلطات اتخاذ القرار وآليات المساءلة، فسأقول إنها ستظل ذات صلة. ولكن إذا لم يحدث ذلك، فسيستمر الشباب في خلق طرق جديدة.”

يعيش أكثر من 1.9 مليار شخص – أي ما يقرب من…

الشبان: فئة غائبة في عالم السلطة

تشير الإحصائيات إلى أن ربع سكان العالم، أي ما يقارب الملياري شخص، تتراوح أعمارهم بين 10 و24 عامًا، لكنهم ما زالوا يتواجدون بشكل نادر في مراكز القرار. وفقًا للاتحاد البرلماني الدولي، لا تتعدى نسبة الأعضاء الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا في البرلمانات الوطنية 3%.

جيل ناشط وسط الأزمات

لم يكن جيل اليوم من الناشطين الشباب الأول الذي يشعر بالقلق حيال العالم الذي سيرثونه أو يسعى لجعل صوته مسموعًا. ولكن هذا الجيل يواجه مجموعة خاصة من المخاطر والأزمات، بما في ذلك الحروب التي تلت أحداث 11 سبتمبر، والأزمة المالية، والوباء، وجود مليارات من الأشخاص يعيشون في مناطق النزاع، وكوكب يواجه ظاهرة الاحترار بأسرع معدل على الإطلاق. كما أن صعود وسائل التواصل الاجتماعي أسهم في تغيير أفكارهم حول كيفية التعامل مع هذه التحديات بسرعة قياسية.

دعوات متزايدة للمشاركة

أعربت فيرغينيا فرياس، ناشطة أمريكية من أصول دومينيكانية، عن رأيها بالقول: “ليس لدينا الوقت للانتظار”. وأضافت خلال مقابلة: “نُخبر دائماً بأننا ملهمون، وأننا نقوم بعمل عظيم، وأننا مستقبل العالم. لكن الإلهام لا يغير العالم، بل الأفعال هي التي تفعل ذلك”.

لقد أبدت الأمم المتحدة في السنوات الأخيرة أهميةً متزايدة للشباب. تم تعيين فيليبي باولير كمساعد للأمين العام لشؤون الشباب العام الماضي، وكانت هناك مبادرات متعددة مثل برنامج “الشباب 2030″، الذي يهدف إلى جعل الشباب شريكًا كاملًا في أعمال الأمم المتحدة.

وثيقة “ميثاق من أجل المستقبل”

تمت الموافقة على وثيقة “ميثاق من أجل المستقبل” خلال قمة افتتحت تجمع الجمعية العامة، وهي تتضمن تعهدات بزيادة الإنفاق على خدمات الشباب، وخلق فرص عمل، وتعزيز “المشاركة الفعّالة للشباب” في صنع القرار الوطني وعمليات الأمم المتحدة.

على الرغم من أن هذه التعهدات قد تبدو عادية للبعض، إلا أنها تعكس اهتمامًا حقيقيًا بفئة الشباب. قال باولير، “قبل عشر أو خمس عشرة سنة، كان يُنظر إلى الشباب كأشخاص مستفيدين من السياسات. أما الآن، فإن المؤسسات وصانعي القرار بدأوا يعتبرونهم شركاء”.

أهمية المشاركة الفعالة

سادرة نودهارا يوسف، التي شاركت في رئاسة مؤتمر المجتمع المدني الإعداد للقمة، ترى أن الأمم المتحدة بدأت بالفعل “تحولًا حقيقيًا” في إشراك الشباب. ومع ذلك، تبقى التحديات قائمة في جعل المشاركة فعالة وذات مغزى.

طرحت يوسف تساؤلات حول كيفية ضمان مشاركة الشباب في الحوار الدائر خلف الكواليس، مضيفة أنه يجب أن تكون هناك آليات فعّالة لضمان ذلك.

كما أعرب أماني جويل مافيدي، الذي أسس منظمة ريادة أعمال في أوغندا، عن أهمية إنشاء صندوق تمويل للشباب لدعم المبادرات المناخية والاجتماعية. وأشار إلى أن الشباب يحتاجون إلى أن يكونوا في قلب إنشاء الصندوق وتوجيه عمله.

دعوة للتغيير

أكد غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، خلال حديثه أمام الجمعية العمومية على أهمية زيادة عدد الشباب العاملين في الأمم المتحدة ومنحهم صوتًا خلال اتخاذ القرارات. ووجه كلمة للشباب بالقول: “لنكون واضحين: السلطة لا تُعطى، بل تُنتزع. لذا أشجع الشباب على عدم الخوف من القتال من أجل حقوقهم”.

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version