موقع الدُّور: اكتشافات أثرية تعكس التاريخ اليوناني
يعتبر موقع الدُّور في إمارة أم القيوين واحدًا من أهم المواقع الأثرية التي كشفت عنها أعمال التنقيب في دولة الإمارات العربية، حيث يجاور الطريق الحديث الذي يربط بين رأس الخيمة والشارقة. وقد تم العثور على العديد من القطع الأثرية المتنوعة، بما في ذلك مجموعة ذات طابع يوناني كلاسيكي، تعكس مواضيع رشاقة وأسلوب فني متميز.
تاريخ الموقع والاكتشافات الأثرية
استعاد موقع الدُّور أهميته في بداية السبعينات عندما بدأت أربع بعثات تنقيب أوروبية أعمالها بين عامي 1987 و1995. وتؤكد الاكتشافات أن هذا الموقع يضم مستوطنة تاريخية تشكلت بين القرن الثالث قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي، بما في ذلك حصن ومعبد ومباني أخرى. يمتد الموقع على حوالي 5 كيلومترات مربعة ويقع على خور يسمى خور البيضاء، وهو متصل بموقع مليحة، أحد أبرز المواقع الأثرية بالإمارات.
معبد الدُّور: ميزات فنية وأثرية
يحتوي معبد الدُّور على تصميم شبه مربع مع مدخليْن متقابلين من الشرق والغرب. وقد كشفت أعمال المسح فيه عن قطع أثرية، بما في ذلك قطعتان برونزيتان شكلتا في الأصل قاعدتين لتمثال. تمثل إحدى القطعتين قاعدة دائرية بسيطة، بينما الأخرى مكعبه الشكل، يبلغ عرضها 9.5 سنتيمترات، وتظهر تمثالًا نصفيًا لشاب أمرد.
يتميز هذا الشاب بتقنية النقش الناتئ ويرتدي «توجة» وهي لباس الرومان القدامى، مما يعكس الجمال الفني والدقة في التجسيم الواقعي.
آثار الإغريق والرومان: أيقونات التاريخ
تتواجد آثار يونانية أخرى في الموقع، تشمل قطع خزفية منمنمة كانت جزءًا من الحلي التزيينية، مثل قطع على شكل عناقيد عنب ورمز تمثيلي لإلهة الحب والجمال أفروديت. وفي الروايات، تُستحضر أفروديت كأجمل النساء في العالم الإغريقي، وقد استمرت لتكون رمزًا للجمال في الثقافة الرومانية أيضًا.
أماكن أخرى تبرز التأثير اليوناني
تشير الاكتشافات أيضًا إلى وجود آثار يونانية في مناطق متعددة مثل البحرين وجزيرة فيلكا في الكويت، بالإضافة إلى المواقع الأثرية مثل قرية الفاو وثاج في السعودية. وتمثل هذه القطع الفنية المتنوعة دليلاً على التأثير اليوناني الذي بلغ بعض أجزائه في شمال شرقي شبه الجزيرة العربية على مر القرون.
