شعور بالقلق في دمشق مع اقتراب المتمردين من العاصمة السورية
شوارع العاصمة فارغة
تشهد شوارع دمشق مساء السبت فراغًا غير معتاد، حيث أفادت الصحفية زينة شاهلا، البالغة من العمر 42 عامًا، والتي تعيش في مركز العاصمة السورية، لقناة بي بي سي. بعد صباح “عادي”، قالت إن الشوارع امتلأت بالناس الذين يسعون لتخزين الإمدادات بعد تقارير تفيد بوجود مقاتلين متمردين يتجهون إلى المدينة من الشمال والجنوب. الآن، يبدو أن الجميع قد عادوا إلى منازلهم، مما أحدث شعورًا بالخوف بين السكان.
حالة من الخوف والقلق
أعربت شاهلا عن مخاوفها قائلة: “نحن خائفون لأننا لا نعرف حقًا ما الذي سيحدث”. وأضافت: “لا أحد يريد رؤية القتال في دمشق. كل شيء غامض ولا يوجد وضوح لأي شخص.”
الوضع المتدهور في المدينة
تتوافق شعور شاهلا مع ريم تركماني، المديرة في برنامج أبحاث النزاع السوري في جامعة لندن للاقتصاد. وقد أخبرتها شقيقتها من دمشق أن المتاجر تُغلق، والإمدادات تنفد، وتواجه أجهزة الصراف الآلي نقصًا في السيولة. “لا أحد يعرف ما يحدث”، كما قالت تركماني. لم تشهد دمشق نفس مستوى العنف الذي شهدته باقي المناطق السورية على مدار عقد من الحرب الأهلية، مما منح بعض سكانها شعورًا بالاستقرار، لكن التقارير تشير إلى أن التوترات تتزايد بالفعل.
هجمات المتمردين على الضواحي
تقوم قوات المتمردين بقيادة مجموعة “هيئة تحرير الشام” (HTS) بتوسيع سيطرتها عبر المدن والبلدات المحيطة بالعاصمة، مع تحقيق مكاسب ملحوظة في الأراضي. وذكر مسؤول أمريكي لمراسلينا أن دمشق “تسقط حيًا حيًا بيد المتمردين”، فيما يدعي المتمردون أنهم قد “حاصروا” المدينة. كما ظهرت مقاطع فيديو تُظهر تمثال الرئيس الراحل حافظ الأسد، والد بشار الأسد، يتم هدمه من قبل محتجين في الضاحية الجنوبية من جرامانة.
الحكومة تنفي الشائعات
أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية بأن “خلايا نائمة” تنشر مقاطع على وسائل التواصل الاجتماعي من مناطق عامة في دمشق لتوحي بأنها قد سيطرت عليها، بهدف نشر الفوضى بين السكان. وفي الوقت نفسه، نفت الحكومة الشائعات حول فرار الأسد من المدينة، حيث أكد وزير الداخلية وجود “طوق عسكري قوي” حول العاصمة.
تقدم المتمردين على الأرض
رغم ذلك، فشلت القوات الحكومية بشكل ملحوظ في توفير أي دفاع فعّال في المدن والبلدات التي سقطت في يد الفصائل المتمردة. وقد حققت قوات المتمردين، بقيادة المجموعة الإسلامية “هيئة تحرير الشام”، تقدمًا سريعًا خلال الأسبوعين الماضيين بعد شن هجوم مفاجئ، حيث استولت على مدينتي حلب وحماة قبل التوجه جنوبًا ودخول أجزاء من مدينة حمص ذات الأهمية الاستراتيجية.
هذا التقدم أدى إلى اندلاع انتفاضة من قبل المتمردين المتحالفين في المنطقة الجنوبية من درعا، الذين استولوا على أجزاء من المنطقة.
المنظمة الدولية تسحب موظفيها
أعلنت الأمم المتحدة أنها تسحب الموظفين “غير الضروريين” من سوريا وسط الوضع المتطور. وتعهدت “هيئة تحرير الشام” بحماية المنظمات الدولية الموجودة في البلاد، بينما دعا المبعوث الأممي إلى سوريا إلى انتقال منظم للسلطة وإجراء “محادثات سياسية عاجلة” لتنفيذ قرار مجلس الأمن الذي يسعى لإعادة الانتقال سياسي.الإجماع الدولي على الحل الدبلوماسي في سوريا
في تصريحات أدلى بها في الدوحة يوم السبت، أوضح جير بيدرسن أن ممثلين عن إيران وروسيا وتركيا والولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا والاتحاد الأوروبي قد أبدوا دعمهم لحل دبلوماسي للأزمة السورية.
تباين آراء سكان دمشق
تشير السيدة شاهلا إلى أن آراء سكان دمشق حول سيطرة المتمردين مختلفة، لكنهم يستعدون لاحتمال حدوث صراع مسلح بالقرب من منازلهم. أسرتها ظلّت في سوريا طوال فترة الحرب الأهلية ولم تفكر في الهجرة حتى الآن.
القلق من التصعيد
على الرغم من أنهم لا يخططون للمغادرة في هذه اللحظة، إلا أن شاهلا تقول: “إذا تصاعدت الأمور بشكل دراماتيكي أو خطر، قد نفكر في الأمر”.
تغطيه إضافية من جاك لافهام