كاتب إسرائيلي: نتنياهو تخلى عن الأسرى لتحقيق مصالحه الشخصية

By العربية الآن


قال رئيس تحرير صحيفة هآرتس الإسرائيلية “آلوف بن” إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتعمد ترك الأسرى الإسرائيليين لمصيرهم، حيث إن ذلك يعزز هدفه الرئيسي في الحرب، وهو الهيمنة الدائمة على قطاع غزة، وفقًا لرأي الكاتب.

وأوضح بن، في مقال نشرته الصحيفة اليوم الأربعاء، أن الرأي العام الإسرائيلي يعتبر قضية الأسرى موضوعًا محوريًا، إلا أن اهتمام نتنياهو ينصب على ضم غزة تدريجيًا واحتلالها بشكل دائم، وهو ما يتطلب السيطرة على محور فيلادلفيا وممر نتساريم.

وأشار الكاتب إلى أن نتنياهو، الذي يُسجل تراجعًا في المفاوضات مع حركة حماس، تحدث أمس الثلاثاء عن فوائد أمنية واستراتيجية تتعلق بالسيطرة على محور فيلادلفيا وممر نتساريم، محذرًا من أنهما قد يفلتان من سيطرة إسرائيل إذا تم قبول الصفقة الحالية.

كما قال بن إن تركيز الخطاب الإسرائيلي على مصير الأسرى يعد مسألة مزعجة إعلاميًا، إذ يعتبرها أدوات يستخدمها خصومه السياسيون للتشويش عليه، مما يحول انتباهه عن هدفه الحقيقي المتمثل في احتلال غزة بشكل مستدام، وهو الهدف الذي يردده منذ بداية النزاع، ويسميه “سيطرة أمنية إسرائيلية”.

حصار من 3 جهات

ووفقًا لبن، فإن السيطرة على “شريط أمني” على طول الحدود ستتيح لإسرائيل فرض حصار على غزة من ثلاث جهات، وعزلها عن مصر. كما أن السيطرة على ممر نتساريم ستقسم قطاع غزة فعليًا إلى نصفين، شمال يفتقر فيه السكان إلى الموارد، وجنوب مكتظ بالنازحين من كل أنحاء القطاع.

ويقدر بن أن إسرائيل ستعمل على السيطرة على شمال قطاع غزة، حيث ستدفع حوالي 300 ألف فلسطيني إلى الجنوب، وهو هدف دعا لتحقيقه اللواء الاحتياطي غيورا آيلاند عبر توجيه الضغط على السكان من خلال التجويع أو الطرد بهدف إضعاف حماس.

كما ذكر الكاتب أن اليمين الإسرائيلي لطالما كان يسعى لبناء مستوطنات يهودية في غزة، نظرًا لما تملكه من إمكانيات هائلة لتطوير مشاريع عقارية، بالإضافة إلى جغرافيتها المناسبة وإطلالاتها البحرية.

لكنه أضاف أن تجربة إسرائيل في الضفة الغربية والقدس الشرقية تشير إلى أن هذا الاحتلال سيكون عملية طويلة جدًا تستلزم الكثير من الصبر والمناورة الدبلوماسية، وبالتالي، لن تُبنى مستوطنة يهودية في غزة بشكل مفاجئ، بل سيكون الاحتلال تدريجيًا تمامًا كما حدث في الخليل.

أما جنوب غزة، فسيُترك لحماس لتدير شؤون السكان العالقين في الحصار الإسرائيلي، حتى بعد أن تفقد المجتمع الدولي اهتمامه بالملف الفلسطيني وينتقل إلى أزمات أخرى.

الانتخابات الأميركية

ووفقًا لبن، فإن نتنياهو يتوقع أن يقل تأثير المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين على السياسة الأميركية بعد الانتخابات الرئاسية القادمة، حتى وإن نجحت كامالا هاريس. في حال فوز دونالد ترامب وعودته إلى البيت الأبيض، يتوقع نتنياهو أن يحقق انفراجًا كبيرًا في غزة.

وفي كلتا الحالتين، يُفترض أن تتخذ الولايات المتحدة إجراءات لردع إيران عن الدخول في حرب شاملة أو تورط نفسها في نزاع لدعم إسرائيل، كما أضاف الكاتب.

وختتم بن مقاله بالإشارة إلى أن احتلال غزة هو الهدف الذي يقاتل نتنياهو من أجله، حتى وإن كان ذلك على حساب حياة الأسرى المتبقيين ويدفع نحو احتمال نشوب حرب إقليمية. أما الوزيران إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، اللذان يساندانه في فرض سلطته، فلن يغادرا منصبيهما ما دام أنه يسعى بصورة علنية وواقعية لتجسيد الضم التدريجي لغزة لاحتلالها لاحقًا.

وقد ذكر بشعاره الانتخابي عام 1996 ضد اتفاق أوسلو، والذي كان “مفاوضات لا مفاوضات استسلام”، مما يعني أنه لن يتم التخلي عن الأراضي المحتلة مهما تعرض للضغط الدولي، وبالتالي لن تخرج غزة من تحت الاحتلال رغم صرخات الأسرى وعائلاتهم.

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version