«كتاب وخنجر»: دور الأكاديميين في عالم الجاسوسية

By العربية الآن

### الأكاديميون في عالم الجاسوسية: نظرة جديدة في “كتاب وخنجر”

**إعادة تعريف الجاسوسية**
يقدم كتاب “وخنجر: هكذا أصبح الأكاديميون وأمناء المكتبات الجواسيس غير المتوقعين في الحرب العالمية الثانية” للباحثة الأميركية إليز غراهام رؤية جديدة للدور الذي لعبه الأكاديميون في مجال الجاسوسية. سوّق الكتاب رواية مختلفة عن صورة الجاسوس التقليدي، التي ترسخت في الأذهان من خلال الأعمال الأدبية والسينمائية مثل شخصية “جيمس بوند”. يركز الكتاب على سيرة أربعة من عملاء مكتب الخدمات الاستراتيجية (OSS)، الذي شكل نواة وكالة الاستخبارات الأميركية لاحقاً، وهم أكاديميون لم يأتوا من خلفيات أمنية أو عسكرية.

**البداية غير المتوقعة**
إن العلاقة التي نشأت بين العلوم النظرية والتنظيمات الجاسوسية تعود إلى الحرب العالمية الثانية. حينها، لم يكن في الولايات المتحدة جهاز استخبارات مدني كما هو الحال في بعض الدول الأوروبية التي أنشأت استخباراتها منذ سنوات. وكان الاعتماد على الجهاز العسكري لجمع المعلومات أمراً شائعاً. لكن مع بداية الحرب في 1939، أدرك الرئيس فرانكلين روزفلت الحاجة إلى طريقة جديدة وأصدر تعليمات لتأسيس مكتب الخدمات الاستراتيجية.

**البحث عن المواهب الأكاديمية**
استهدف ويليام دونوفان، المدير المؤسس للمكتب، البحث عن متخصصين أكاديميين يمتلكون المهارات اللازمة لجمع وتحليل المعلومات. أساتذة الجامعات وأمناء المكتبات والمعنيون بالأرشفة كانوا يشكلون مصدراً غنياً من المواهب القادرة على تنفيذ مهام جاسوسية. وهكذا، أسس دونوفان أول شبكة تجسس أميركية محترفة ضمن الفضاء المدني.

**قصص الجاسوسية من عالم الأكاديميا**
تناولت غراهام في كتابها قصص أربعة أكاديميين تم تجنيدهم لمساعدتهم في المجهود الحربي. كان جوزيف كيرتس مُعلماً في جامعة ييل، وأديل كيبري أستاذة في جامعة شيكاغو، وكارلتون كون أستاذاً في جامعة هارفارد. تلقت مجموعة الأكاديميين تدريبات مكثفة في فنون الخداع والقتال، رغم أن الأصعب كان تعليمهم ترسيخ سلوكيات تتطلب الشجاعة والتخلي عن قواعد التربية التقليدية.

**التجارب في الميدان**
أرسل كيرتس وكيبري تحت غطاء مهام أكاديمية لجمع الكتب والمعلومات في عدة دول. كما قاد كينت فريقاً من المحللين لتحديد مواقع استراتيجية لمنع قوات الاحتلال النازي من الاستفادة منها. أثبتت هذه الجهود فعاليتها في دعم الحلفاء وتحقيق الأهداف الميدانية المختلفة.

**عودة الأكاديميين إلى الجامعات**
عقب انتهاء الحرب، عاد الأكاديميون إلى حياتهم الجامعية، حيث استأنف كيرتس عمله في التعليم، بينما استمرت كيبري في دراسة الأرشيفات المحفوظة. ومع أن بعضهم غادر المجال الأكاديمي، مثل كينت الذي أسس مجلة داخلية لوكالة الاستخبارات المركزية، إلا أن تأثير تلك الفترات تبقى دليلاً على الروابط المتينة بين الحقل الأكاديمي وعالم الاستخبارات.

**استمرارية التعاون الأكاديمي في الجاسوسية**
وفقا لغراهام، أسست هذه البدايات مرحلة جديدة من التعاون بين الجامعات والمجال الاستخباراتي، حيث لا يزال يساهم الأكاديميون في جهود جمع المعلومات والتحليل، مما يعكس أهمية هذا التعاون المستمر حتى الوقت الراهن.


أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version