## مسارات الانتهازية في الثورة
تتناول رواية “كلاب تنبح خارج النافذة”، التي صدرت في القاهرة عن دار صفصافة للكاتب المصري صبحي موسى، مفهوم الانتهازيين الذين يستفيدون من ثورات الشعوب دون أن يقدموا أي تضحيات تتماشى مع شعارات العدالة والحرية التي ينادي بها من يسعى للتغيير. تتجلى تعقيدات هذه القضية الأخلاقية بشكل أكبر عندما يكون الانتهازي من المثقفين الذين يخونون دورهم المفترض في توعية الرأي العام وتغيير الواقع.
### خلفية تاريخية وشخصيات المحور
تستند الرواية إلى أحداث “ثورة 25 يناير” لعام 2011، حيث يروي البطل، وهو كاتب وصحفي، قصته بعد تكليفه بمراقبة شخص آخر يعاني من قصور عقلي. وعلى الرغم من عبثية المهمة، فإن البطل ينفذها بجديّة كبيرة، مما يضفي عمقاً درامياً على النص.
تنقسم الرواية إلى جزئين: “أنجريتا”، وهو مكان عشوائي يسكنه الراوي، يبدو عالقاً بين الريف والمدينة، ويصف القبح والفوضى. والجزء الثاني “فئران بدينة”، الذي يشير بطريقة غير مباشرة إلى شخصيات الرواية التي تتحرك بشكل بطيء وتُظهر لا مبالاة فائقة تجاه الأحداث، حتى وإن كانت تلك الأحداث تدور حول احتجاجات ضخمة تُتابع على مدار الساعة.
### أجواء المكان والعزلة
مما يُظهر أجواء الرواية، هناك وصف للراوي وهو يشعر بالحاجة للترفيه بعد يوم عمل طويل. يتجول في منطقة تبدو خالية، باستثناء بعض الكلاب والمتسولين، محاولاً العثور على مقهى محلي. يُظهر وصف المكان بؤس الحياة اليومية، حيث يعكس الواقع الذي يعيشه الشخصيات.
يقول الراوي: “الساعة الآن تجاوزت الثامنة مساء، أشعر أنني في حاجة للترفيه، والاحتفال بأول يوم عمل في وظيفتي الجديدة؛ لذا سأخرج من شقتي باحثاً عن مكان هو الوحيد الموجود في هذه المنطقة الواقعة في آخر العالم.” وبالكاد يجد المقهى ولكنه يُفاجأ بجو من الكآبة والبؤس الذي يعكس حالة مجتمع هو جزء منه.
الرواية تمتاز بتصوير دقيق للواقع المصري وما يمر به المجتمع من أزمات، مما يجعل القارئ يتفاعل مع مشاعر الشخصيات والأحداث بشكل عميق.