كمبوديا تعلن عن تبرع الصين بسفينتين حربيتين عقب إنهاء توسيع ميناء استراتيجي مهم

By العربية الآن

بنوم بنه، كمبوديا (أسوشيتد برس) — أعلنت وزارة الدفاع الكمبودية يوم الأربعاء أن الصين ستمنح البحرية الكمبودية سفينتين حربيتين من النوع الذي رست في قاعدة استراتيجية تتم توسيعها بتمويل من بكين، مما أثار مخاوف بشأن إنشاء الصين وجوداً دائماً للبحرية في خليج تايلاند.

تفاصيل تقديم السفن

أفادت المتحدثة باسم الوزارة، مالي سوشيتا، لوكالة أسوشيتد برس أن الصين ستقدم لكمبوديا سفينتين حربيين من نوع كورفيت 56 الجديدتين، وهي سفن أصغر عادة ما تستخدم في الدوريات الساحلية، في أقرب وقت العام المقبل.

ولم تشأ التعليق على التقارير التي تفيد بأن الصين تخطط أيضاً لتسليم كمبوديا مرافق جديدة تم توسيعها في قاعدة ريام البحرية، بما في ذلك رصيف جديد طويل قادر على استيعاب سفن بحرية أكبر بكثير من تلك التي تمتلكها كمبوديا في أسطولها. ومع ذلك، أكدت مالي أن المرحلة النهائية من البناء ستكتمل قريباً.

المخاوف الدولية

عبرت الولايات المتحدة ودول أخرى عن قلقها من إنشاء قاعدة بحرية للصين في ريام، حيث ستتيح لها الوصول السهل إلى مضيق ملقا، وهو طريق شحن حيوي بين بحر الصين الجنوبي والمحيط الهندي.

تزايدت المخاوف بعد أن رست سفينتان من نوع كورفيت 56 في الرصيف الجديد الذي تم بناؤه في ديسمبر ولا يزال لهما وجود متقطع هناك منذ ذلك الحين.

أهداف التعاون الدفاعي

ذكرت كمبوديا أن أحد أسباب بقاء السفن الصينية هناك لفترة طويلة هو أنها كانت تفكر في سفن حربية مشابهة لأسطولها الخاص، ولأغراض التدريب. وقالت مالي إن السفن الحربية من نوع كورفيت42C التي ستُعطى لكمبوديا جاءت بعد طلبها دعم الصين.

وأضافت: “الهدف هو تعزيز قدرة كمبوديا في حماية وصيانة السلام والاستقرار والأمن، بالإضافة إلى دعم عمليات البحث والإنقاذ والأنشطة الإنسانية الأخرى”.

ولم يعلق وزارة الخارجية الصينية على السفن أو التقارير بشأن تسليم بكين مرافق قاعدة ريام الجديدة إلى كمبوديا، قائلين في رد مكتوب إن “نحن غير مدركين للمعلومات ذات الصلة”.

الإجراءات السابقة والخلافات

نشأت الجدل حول الأنشطة الصينية في قاعدة ريام في عام 2019 عندما أفادت صحيفة وول ستريت جورنال بأن مسودة اتفاق مزعومة رؤيتها مسؤولو الولايات المتحدة كانت تسمح للصين باستخدام القاعدة لمدة 30 عاماً، حيث يمكنها نشر الأفراد العسكريين وتخزين الأسلحة ورسو السفن الحربية.

نفى رئيس الوزراء آنذاك هون سن وجود مثل هذا الاتفاق مشدداً على أن دستور كمبوديا لا يسمح بإنشاء قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها.

استمرت الأعمال الصينية في القاعدة، وأصر ورثة هون سن، ابنه هون مانيت، على نفس الأمر.

تحليل الأثر المحتمل

إذا تم منح البحرية الصينية (PLAN) وصولاً تفضيليًا أو حصريًا إلى ريام مقابل السفن الحربية التي تقدمها لكمبوديا ولأعمالها في القاعدة، فقد يكون ذلك طريقة ذكية للتغلب على القضايا الدستورية، وفقًا لإيوان غراهام، محلل الدفاع البارز في معهد السياسة الاستراتيجية الأسترالي.

قال: “إنها خطوة ذكية لأنها تسمح لكمبوديا بالحفاظ على موقفها بأنها لم تنحرف عن الدستور من خلال إنشاء قاعدة أجنبية. والصين ليست لديها نقص في السفن الحربية للتبرع بها”.

مستقبل التعاون العسكري

توقع غراهام أن الصين قد تحتفظ بتعزيز بحري على متن الكورفيتات بعد انتقالها. والسؤال الحقيقي هو مستوى الوصول الذي ستحظى به البحرية الصينية إلى ريام، وما إذا كان ذلك الوصول حصرياً.

تشغل الصين حالياً قاعدة عسكرية أجنبية واحدة معترف بها، في جيبوتي، الدولة الفقيرة ولكن الاستراتيجية ذات الأهمية في القرن الأفريقي، لكن الكثيرين يعتقدون أن جيشها مشغول بإقامة شبكة خارجية.

في الوقت الحالي، لم تُمنح أي سفن بحرية أجنبية أخرى غير السفن البحرية الصينية إذنًا لاستخدام الرصيف الجديد.

امتيازات الشراكة مع الصين

قالت مالي إن كمبوديا لها الحق في تعزيز التعاون مع جميع الشركاء لصالحها، طالما تم اتباع اللوائح الدستورية. وأكدت على ضرورة أن يتماشى التعاون مع أهداف ومبادئ الدستور الكمبودي، خاصة في حماية سيادته وسلامته واستقلاله.

تُعتبر كمبوديا أقرب حليف للصين في جنوب شرق آسيا، بينما تُعتبر الصين أهم حليف وراعٍ لكمبوديا، لها تأثير قوي على اقتصادها. بالإضافة إلى المشاريع العسكرية، تمول الصين العديد من المشاريع الأخرى في كمبوديا، خاصة في مجال البنية التحتية، بما في ذلك المطارات والطرق، بالإضافة إلى مشاريع خاصة مثل الفنادق والكازينوهات وتطوير العقارات. تشكل حوالي 40% من ديون كمبوديا الخارجية البالغة 11 مليار دولار للصين.

___

ساهمت التقارير من بانكوك.

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version