### كوريا الجنوبية: الأحكام العرفية تعيد ذكريات مؤلمة
في حدث يعيد للأذهان ذكريات قديمة مؤلمة، شهدت كوريا الجنوبية إطلاق الأحكام العرفية مجددًا، مما أثار مخاوف لدى البعض من تكرار الأحداث الدموية التي وقعت في الماضي. كان تشونغ تشين أوك، وهو عضو في الجمعية الوطنية يبلغ من العمر 60 عامًا، من بين الذين استحضروا تلك الذكريات عندما فرض الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، الأحكام العرفية. يعود ذلك إلى أكثر من أربعين عامًا مضت، حيث كانت مدينته غوانغجو تشهد احتجاجات ضد قمع المجلس العسكري في ذلك الوقت.
### مواجهة عابرة للبوابات
في مشهد درامي، تسلق تشونغ ومعه مجموعة من المشرعين السياج المحيط بالجمعية الوطنية في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء، هرباً من قوات الشرطة المتواجدة. وهدفهم كان إبطال قرار الرئيس بسرعة. يُذكر أن المشرعين صوتوا بالإجماع ضد فرض الأحكام العرفية يوم الأربعاء، بعد الوضع المتوتر الذي رافقهم.
### مخاوف من العنف
عبّر تشونغ عن مشاعره، قائلاً لصحيفة “نيويورك تايمز” عبر الهاتف: «تذكرتُ على الفور ما حدث في عام 1980، والخوف واليأس الذي شعرنا به. وكأن التاريخ يعيد نفسه بعد كل هذه السنوات». وقد شهد المشرعون خلال تلك الليلة عمليات إنزال للقوات الخاصة عبر المروحيات، مما أعاد ذكريات مؤلمة للكثيرين.
### تجربة السجن والتساؤلات
لي جاي إيوي، الذي كان طالبًا جامعيًا في عمر الرابعة والعشرين عندما وقعت أحداث غوانغجو، تحدث بدوره عن تجربته. فقد استيقظ لي في منزله في غوانغجو ليشاهد البث المباشر للقوات تدخل الجمعية الوطنية. “لقد كان الأمر أشبه بعودة إلى الماضي. لم أعتقد أنه بعد التحول للديمقراطية سأشهد مثل هذه المشاهد مجددًا”، أضاف لي الذي يبلغ الآن 68 عامًا.
### دعوات للإجراءات القانونية ضد الرئيس
مع تزايد الاستياء، تقدمت أحزاب المعارضة في كوريا الجنوبية باقتراح لإجراءات لعزل الرئيس يون سوك يول الذي يعاني الآن من ضغوط كبيرة. يتطلب طرح اقتراح الضغط للحصول على دعم غالبية أعضاء البرلمان، بالإضافة إلى دعم عدد من قضاة المحكمة الدستورية.
### النهج الديمقراطي والرغبة في عدم التكرار
أكد لي أن المجتمع المدني والناس الذين عاشوا تجربتهم مع الديمقراطية يدركون تمامًا الحاجة للحفاظ على حقوقهم ومنع تكرار الأخطاء التاريخية. الأمور تبدو مختلفة الآن، حيث يتشبث الكثيرون برغبتهم في عدم العودة إلى حكم عسكري أو أحكام عرفية.