كيفية تحديد الحدود مع الأصدقاء المستنزِفين عاطفياً؟

By العربية الآن



كيفية تحديد الحدود مع الأصدقاء المستنزِفين عاطفياً؟

pexels shvets production 7176324
الجميع يبحث عن الدعم والعناية، لكن هذا لا يعني أن نحل مشكلاتهم بدلاً منهم (بيكسلز)
يُعتبر البعض ما يتعرض له في حياته من أحداث مؤلمة واحباطات، مؤامرة كونية تحاك ضده منذ بداية الخليقة، فهو دائماً مَحْسُود أو مُقْهُور، والظُّلْم يحيطه من بين الجميع.

وفي هذا السياق، تقول مدرَّبة العلاقات، شيري جوردون، في مقال نُشر عبر موقع “فيري ويل مايند”: “رغم احتياج الجميع إلى متنفس للتعبير عن التحديات والظروف التي يواجهونها في وقت الشدة، إلا أن بعض العلاقات التي يقوم فيها شخص واحد بتقديم المساعدة والدعم، بينما يقوم الآخر بالشكوى طوال الوقت، تتحوّل إلى عبء وشعور ضاغط بالاستنزاف والإرهاق العقلي والنفسي وأحيانًا الجسدي أيضًا”.

علامات استنزاف الصداقات عاطفيًا:

هناك مؤشرات قد تنبهك إلى أن صديقك يستنزفك عاطفيًا، إذا شعرت بها كلها أو بعضًا منها، فهذا دليل على أن هذا الصديق يجهدك عقليًا، وتتضمن هذه المؤشرات:

  • تشعر بالقلق أو التعب والإحباط عندما تتحدث أو تتسكع معه.
  • تُقدِّم تضحيات بانتظام، لكن الشكر يكون قليلاً أو منعدمًا.
    • للتأكد من تلبية اضطلاع احتياجات صديقك.
    • القلق بشأن معضلاته أكثر من قلقك بما يخصك.
    • لست على طبيعتك معهم، تخشى دائما من الفهم السيئ ويُزيد الأمر سوءًا معهم.
    • لا مجال للاستمتاع بوقتك وتفاصيلك معهم.

    تقول منة عبد العليم (28 عام) وتعمل في التسويق العقاري، تقول أن لديها صديقة لا تسألها أبدًا “كيف حالك؟”، بل تَدْخُل صندوق رسائلها الخاص، وتترك لها يوميًا رسالة تحمل معروضًا، وعليها أن تبحث لها عن حلول، حتى وإن كانت تلك المشكلة أنها لا تجد ثوبًا لحدثٍ ما، أو أن أحدًا من عائلتها قد تباين معها في أمرٍ ما، ولكن لن تُتاح الفرصة للشابة الثلاثينية -التي تُعِب من مشاكل عديدة في عملها وحياتها الشخصية- لكي تعبّر وتنقل مشاعرها أو تجاربها في يومها.

    منة تُخبر عن محاولتها مرة أن تعبّر لصديقتها عن داعية شخصية لها، إذا عاصروها بأن الأمر لا يستحق “إن دعوتك بسيطة بالمقارنة مع دعواتي”، لم تكن الأزمة فقط في الاعتراض واستصغار الأمر، بل ما شعرت به منة من شعور الغيرة والحسد في رد صديقتها، كان مُنيرا ليضيء أمامها كل اللوامح الحمراء.

    ابتعد لبعيد

    الابتعاد، ربما يكون أفضل استشارة ونتيجة حتمية في النهاية لعلاقة مُستَنزِفة بهذا الشكل، كما ينصح الدكتور علي عبد الراضي، خبير العلاج والتأهيل النفسي بجامعة الأزهر، ومع ذلك في بعض الحالات نريد أن لا نُنهي علاقتنا مع الجميع بشكل كامل، لأنه بشكلٍ أو بآخر لا بُد أن تكون علاقات الصداقة تحمل جوانب من الدعم والتأييد، لكن مع ذلك علينا أن نُلاحظ بعض الأمور حتى لا تتحوّل العلاقة إلى مجرد أن يفرغ شخص نفاياته على آخر.

    كما يُقول عبد الراضي للجزيرة نت: “يجب أن ندرك أن الاستنزاف ليس دائمًا يجب أن يكون من الأصدقاء فقط، لذا يُسهل التخلص منهم وانهاء العلاقة، ولكن ربما يكون الأمر أكثر صعوبة عندما يأتي الاستنزاف العاطفي من دوائر أقرب، فيُكون أحد الوالدين أو الإخوة أو شريكك في العلاقة العاطفية، لذا هنا ينصح ببعض الخطوات بعيدًا عن مرحلة إنهاء العلاقة”.

    امنح الأصدقاء المُستَنزِفين عاطفيًا طريقًا يُدركون من خلاله أنك لا تقبل ذلك الاستنزاف (شترستوك)
    • لا تكون ضحية لهم

    توقّف عن تكونك متبعًا للطرف الأخر، خذ القرار وتحكم فيما تسمعهم منهم وحولهم، توقف كذلك عن إخبارهم بالضغط الذي يمارسونه عليك، ولا تتوقع منهم أن يتفهموا ما تقول، بل لا تستَشِر لهم، وتوقّف عن المشاركة بدون توضيح.

    • الالتزام بالحدود

    إذا سألوك عن تغييرك، تحدث بوضوح عن المشاعر السلبية التي تُهزُّك، وأخبرهم عن الحدود التي تُرغب في أن يتم التعامل بها في المستقبل.

    الالتزام بالحدود ربما يكون صعبًا عليهم، لكن أنت من تقرر، لا تُجيب على الهاتف، لا تكن مُتاحًا عبر الإنترنت في أي وقت للإجابة على رسائلهم، فتح الرسالة ولا تُرد إلا في الوقت المُناسب، امنحهم طريقًا يُفهمون من خلاله أنك لا تستقبل ذلك الاستنزاف.

    • توقّف عن الإصلاح

    توقف عن الإصلاح، يقول خبير العلاج النفسي بجامعة الأزهر، “إن الجميع يبحثون عن الدعم والرعاية، لكن هذا لا يعني أن نُحل مشكلاتهم بالنيابة عنهم، أو نعتني بأمورهم التي ينبغي عليهم فعلها بأنفسهم”.

    في حالة ملاحظة أن صديقك يعاني من عراض اكتئاب، ففي هذه الحالة لا تكن طبيبًا، أنت مجرد صديق (بيكسلز)
    • لست معالجًا بديلاً

    في حالة ملاحظة أن صديقك يُعاني من عراض اكتئاب أو لديه مشاكل قلق سريرية، ففي هذه الحالة لا تكن طبيبًا، أنت مجرد صديق، قدم له بديلاً معالجًا وساعده على البدء في الاستشارة بخبير.

    • البحث عن الدعم المُلائم

    الصديق الذي يأتي بالمعروض نفسه، أو الشريك الذي يمنحك أسىه كل يوم ليعيشوا تلك الأ ذاتها في عمله، أخبرهم بأنه رغم وجودك المدافع لهم إلا أن من البديهي أن حلولك لا تُحقق نتائج، وعليهم بحث سبيلًا آخر.

المصدر : الجزيرة



أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version