كيف استغلت إسرائيل خطاب “الخوف” لتبرير أفعالها في غزة؟

By العربية الآن

كيف استغلت إسرائيل خطاب “الخوف” لتبرير جرائمها في غزة؟

توظيف خطاب الخوف كمبرر
في المقالة السابقة، تم الإشارة إلى أن تأثير سياسة الخوف لم يقتصر على التصورات الشعبية بل وصل إلى المجال الأكاديمي أيضًا، حيث استخدمته إسرائيل لتبرير انتهاكاتها في غزة. وقد عكس هذا الخطاب كل من المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين، حيث دعا المفكر الكندي جوردن بيترسون في تغريدة له إلى “إذلالهم”، في إشارة إلى الفلسطينيين.

تناقضات المعادلات السياسية
كان وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، قد اهتم بتشبيه أفعال حماس بتنظيم الدولة، مشيرًا إلى “أسوأ ما عرفه العالم” من أفعالهم، مما يعكس مشاعر سلبية متزايدة ضد الفلسطينيين. وقد أدى هذا إلى تحويل النقاش العام ليتجسد في فرضية أن حماس تستحق مصيرًا مماثلاً لتنظيم الدولة.

سيطرة الخطاب الإعلامي
عقب 7 أكتوبر، تكررت المقارنات بين حماس وتنظيم الدولة في وسائل الإعلام الغربية، مما غطى على الحقيقة الأساسية المتمثلة في أن حماس حركة وطنية تحررية تمثل تطلعات الفلسطينيين. وعبر استخدام هذه الأساليب، يستمر استغلال الخطاب السياسي للترهيب.

استذكار المآسي التاريخية
عبر مقارنة أفعال حماس بالمحرقة النازية، وسع المسؤولون الإسرائيليون والأمريكيون من مدى تأثيرهم النفسي، إذ حصلوا على تعاطف أمريكي تجاه الإسرائيليين مستندًا إلى أحداث 11 سبتمبر. ونتيجة لذلك، تتجاوز التعليقات السياسية تقديم روايات على أنها حقائق موثوقة.

إسقاط الحقيقة عن الاحتلال
على الرغم من التصريحات الجريئة التي صدرت عن بايدن، حيث وصف أفعال حماس بأنها “شر خالص”، إلا أنه أغفل الإشارة إلى جذور الكراهية التي أدت إلى هذه الأفعال، ولم يوضح أن الاحتلال الإسرائيلي بدأ قبل 76 عامًا، مما يظهر إزدواجية المعايير في الموقف الأميركي.

النظرة المشرقة للعدوان
لا عجب أن ينظر نتنياهو إلى هجماته على غزة كنوع من الصراع بين “الخير” و”الشر”. وقد أظهر هذا انحيازًا لدى المسؤولين لإعادة تشكيل الواقع وفقًا لاحتياجاتهم السياسية، مما يؤدي إلى تبرير أفعالهم الفظة.

إبادة اللاجئين الفلسطينيين
في نهاية المطاف، يجري طمس الحقائق المتعلقة بالاحتلال، ويُسوق لخطاب ينكر إنسانية الفلسطينيين، مما يمهد لتقبل أفكار متطرفة، مثل الاقتراح الذي قدمه وزير التراث الإسرائيلي، عميحاي إلياهو، بخصوص “إسقاط قنبلة نووية” على غزة. هذا الأمر يتطلب إعادة النظر في السياسات والمواقف التي تتبناها هذه الأنظمة.## التحليل السياسي: العودة إلى خطاب الخوف

لم يعد مفاجئًا لنا إصرار رئيس الولايات المتحدة، الذي يروج لنفسه كزعيم للعالم الحر، على وصف حركة حماس بأنها تجسد “الشر الخالص”. من خلال هذا التحليل، يقدم بايدن تبريرات واضحة لدعم الجرائم الإسرائيلية في غزة، مما يؤثر على الرأي العام الغربي الذي ينظر إلى حماس على أنها شر مطلق، بينما تُصوّر إسرائيل على أنها نموذج للديمقراطية.

تشويه الصورة الفلسطينية

خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، أدلى دانيال هاغاري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، بتصريحات جريئة حيث أكد أن “حماس تكرّس نفسها للموت والدمار، بينما إسرائيل مكرّسة للحياة”. يبرز هذا الخطاب التمييز بين الطرفين، إذ أصبحت الصورة النمطية عن الفلسطينيين أكثر تشويهًا، حتى أن بعض المسؤولين الإسرائيليين استدعو نصوصًا عبرية من التوراة لتبرير الاعتداءات على غزة. في هذا السياق، استشهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمثال من التوراة، داعيًا إلى “حرب مقدسة” ضد الفلسطينيين.

التخويف كوسيلة للبقاء

تُعد سياسة استغلال الخوف وسيلة للبقاء السياسي لنتنياهو، فقد استطاع عبرها مد فترة حكمه في ظل الظروف الحالية. يتناول التحليل كيفية استثمار الحكومات الإسرائيلية المخاوف الشعبية لتبرير تصرفاتها العدائية، حيث تُعتبر أي مقاومة فلسطينية بمثابة عمل إرهابي يتطلب العقاب الجماعي.

الفلسطينيون كضحايا

بينما يعاني الفلسطينيون من أزمات متكررة، فهم في واقع الأمر شعب أعزل محروم من حقوقه الأساسية، وليس لديهم جيش لحمايتهم من اعتداءات الاحتلال. ومع ذلك، فإن وجود أي مجموعة مسلحة في غزة يعد رد فعل على الاحتلال، وليس خيارًا. وفقًا للقانون الدولي، يحق للشعوب تحت الاحتلال مقاومته، لكن تُشوه هذه الحقوق في كثير من الأحيان.

داعية للسلام والعدل

على الرغم من محاولة الإعلام الغربي وصياغة الرواية لصالح إسرائيل، يبقى لزامًا توضيح أن تاريخ أي حركة تحرير يتم تشويهه من قبل الاحتلال. يتضح أن المطلوب هو اعتماد لغة السلام والإنسانية للتوصل إلى حل سلمي. ستبقى المساعي لتحقيق استقلال الفلسطينيين غير ممكنة في ظل السياسات الحالية، مما يستدعي دعم المجتمع الدولي للكرامة الإنسانية للفلسطينيين، حتى لو كانت تلك الكرامة تتجلى من خلال نضالهم ضد الاحتلال.

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version