كيف استفادت مهارات الشباب السوري في فن الموسيقى الدرامية للوصول إلى عالم الشهرة؟
<
div class=”wysiwyg wysiwyg–all-content css-1vkfgk0″ aria-live=”polite” aria-atomic=”true”>
أثناء فترة انتعاش الدراما السورية، حققت الموسيقى الدرامية وأغاني الشارات إنتشارًا واسعًا وأضافت قيمة لتحقيق نجاح تلك الأعمال.
في موسم رمضان 2023، تحققت النجاح في مسلسل “الزند” من خلال أداء أغنيتها بصوت مها الحموي، والموسيقى الدرامية، وحتى الأغاني الداخلية بأداء سارة فرح، فكان النجاح باهر في ظل بحث مكثف حول اهتمامات المشهد الجغرافي الذي تدور فيه أحداث المسلسل، وقدمت النتيجة بشكل ملموس وعميق.
هكذا، تأثرت جمهورية الإعجاب بالتلاويات والأغاني التي قدمها المطرب الشعبي برهوم رزق، لاسيما بوجود نجم بحجم تيم حسن في العمل.
المبدع الموسيقي هو خريج المعهد العالي للموسيقى في دمشق، في عام 2012، وتحدى في العديد من المناسبات الإبداعية
من خلال جهاز البزق الذي يعزف عليه، واستكشف في التراث السوري الغني بمكونات عربية وسريانية وكردية، واستلهم من الواقع السوري الأليم بالاعتماد على تنوع السوريين، وما عانوا من مآسي، خاصة في الفترة الأخيرة.
قام بإبتكار موسيقى لأعمال درامية محلية تصل إلى 11 عملا، إلى جانب مجموعة من الأغاني، عمل مع جيل شاب ومغنيات ناشئات، وقام بإنتاج لأصالة نصري، ولكن اللحظة المميزة في مسيرته المهنية كانت بتأليف تتر مسلسل “الزند” بعنوان “رفاق الدرب”.
أعاد المخرج سامر البرقاوي في الموسم الأخير تعاونه مع سرحان لتأليف الموسيقى التصويرية لمسلسل “تاج”. اتخذ الفنان السوري قرارًا بالابتعاد عن الأغنية في التتر، والاكتفاء بالموسيقى لتجنب أي مقارنة مع “الزند” بسبب اختلاف المضمون، لكن قام بإعادة توزيع للموّال السبعاوي الشهير “الشام لولا المظالم” الذي غناه تيسير السقا “أبو رياح”، والذي غنّته سارة درويش في تلاحم مع نشيد “في سبيل المجد” للشاعر الراحل عمر أبو ريشة، وذلك بتوزيع جديد للموسيقي الشاب الذي يهتم بالنقد أكثر من اهتمامه بأي مضمون إعلامي قد يصاحب عمله.
عند سؤاله عما إذا كانت الدراما السورية قادرة على تطوير هوية للموسيقى التصويرية أم خاضعة للتقليد والاستفادة من تجارب سابقة، أجاب قائلاً “دائمًا كانت للدراما السورية هوية موسيقية، بفضل وجود عدد كبير من الأساتذة الذين عملوا خلال السنوات الماضية. نحن نسعى لمواكبة آثارهم وبوجود جيل جديد من المبدعين يجب أن يكون هناك تطور، هدفنا هو بناء هوية سمعية لكل عمل نعمل عليه، ولكننا لم نعمل بنظام واحد، فلقد ظهرت أسماء واعدة قدمت موسيقى مبتكرة”.
من ناحية أخرى، أصبح واضحًا للجمهور أن المخرج سامر برقاوي والنجم تيم حسن وشركة “الصباح” يشكلون فريقًا واحدًا ينتجون مسلسلًا رمضانيًا سنويًا، ويبدو أن سرحان انضم إليهم كمؤلف موسيقي، ولكن هل تعتبر هذه الشراكة ناجحة أم أنها تُعتبر فرصة للانتقاد بـ “الجمود”؟
رد المؤلف الموسيقي السوري قائلاً “باعتقادي، أي تعاون يؤدي إلى نتائج جيدة، ولا يمكن أن يكون “جمودًا” بل تفاهم وتناغم مهني، لأن العمل المستمر مع الفريق يعزز نقاط التقاءنا، ويظهر النهج النهائي الذي يمكن أن يبرز المشروع بشكل مميز ومختلف، لذلك، تجدر الإشارة إلى أن تكرار التعاون يخلق تحديًا أكبر، نظرًا لاستمرار الرغبة في البحث عن شيء جديد”.
وعن تجاربه الموسيقية التصويرية التي لم تحقق النجاح نفسه كما في “الزند”، فأجاب سرحان “على العكس، فالحصول على ثمار العمل يتطلب وقتًا، وبالنسبة لي، استغرقت هذه الـ10 سنوات منذ تخرجي من “المعهد العالي للموسيقى” لأظهر للجمهور عملي. وتُعتبر الموسيقى التصويرية جزءًا من عمل شامل يتطلب أن يكون هذا العمل شامل التفاصيل، من النص إلى الإخراج ومن الأبطال إلى رؤية الإنتاج وبتناغم هذه العناصر، بدأ اسمي يتداول وبدأ الاهتمام بموسيقاي زادت”.
<
p style=”direction:rtl”>ومع ذلك، يُعتَبَر نجاح “الزند” أعظم من الناحية النقدية، خاصةً على المستوى الموسيقي، “أنا لا أرغب بالحديث عن النجاح، لأنه يخص الجمهور، كل ما أستطيع قوله هو أنني أتعامل مع المواد الموسيقية بكل صدق، وقد ظهر ذلك في “الزند” و “تاج” هذا العام، حاولت بالتعاون مع مخرجي العملين إدراج تتر في المسلسل الأول، بينما تم الاتفاق على شرك الموسيقى فقط في الثاني، وعلى الرغم من أن جعل الموسيقى تتحول إلى ‘تريند’ ليس أمرًا شائعًا، كان هناك بذل جهد كبير لتناسب الموسيقى المرحلة الزمنية والصورة والقصة التي يحملها المسلسل، وجرّبنا في الحلقة الأخيرة تتويج جهدنا بإعادة تقديم الموال: “بلاد الشام لو لا المظالم” بتصاحب مع نشيد “في سبيلبهاء”.
وحول الغاية من التعاون مع مغنيات صاعدات مثل مهى الحموي في “الزند” أو مع سارة درويش في “تاج”، يقول سرحان “فقط نبحث عن أصوات متنوعة ونوفر فرصة للشباب، هذا الأمر ضروري، ولكن الكل يدرك الواقع في سوريا وعدم وجود شركات إنتاج موسيقية وغنائية هناك، لذلك تظل الدراما هي المسرح الرئيس الذي نستطيع من خلاله إيصال الأصوات الجديدة إلى الجمهور العربي أو السوري”.
ويضيف، “عندما طلبت مها الحموي لأداء شارة “الزند” لم يكن بناء على تحاملها الأكاديمي وحسب، بل لأنها من نفس المنطقة التي تدور بها القصة، ولديها مهارة فائقة في التعبير لذلك كان اختيارنا لها. وعندما غنت سارة درويش الموال في “تاج” ليس فقط لأنها معروفة في الوسط السوري والعربي ولكن أيضا بصوتها الرائع بشكل لا يصدق، إن هذه التجارب تأتي في إطار سعينا للعثور على الصوت الملائم للعمل، هذا أكثر من كونه بحثًا عن مواهب؛ لأنني لست شركة إنتاج تستغل هذا النجاح وتعتبره مشروعًا، ولكن إذا كانت هناك فرصة لإنتاج ألبوم لأحدهن، فسأكون سعيدًا بالمشاركة بتلحين أو توزيع”.
“من جانبي، أعرب دائمًا عن استعدادي التام مع كل من يتعاون معي لكوني جنبًا إلى جنب معهم على جميع المستويات المهنية” يوضح سرحان، ويكمل بتصريح يجسد الفكرة بأن “هدفنا يتلخص في تمكين هذه الأصوات من الوصول إلى الجمهور، لأنها أصوات علمية ومتعلمة واحترافية، ولكن لنُصنع تجربة غنائية سورية، نحتاج إلى وجود شركات إنتاج وطنية”.
أما بخصوص آراءه فيما يتعلق ببعض القرارات المتعلقة بالمعهد العالي للموسيقى، التي تنص على أنه في حالة نشر أي طالب من السنوات الأولى أغنية في السوق دون موافقة إدارة المعهد يتم طرده، فهو يقول “بالنسبة لي، لا علاقة لي بالمعهد الموسيقي، حيث أدرس في “المعهد العالي للفنون المسرحية” وعلاقتي تقتصر على طلاب التمثيل المهتمين بالموسيقى، عندما أريد التحدث عن المعهد العالي للموسيقى يتوجب علي القيام ب6 مقابلات ويفضل تجنب الحديث عنه، ليس لدي أي مشكلة، ولكن هذه القوانين الخاصة به لا أعتقد أنني مخول للتحدث عنها”.
وعند سؤاله كموسيقي عما يتعلق بالأكاديمية الموسيقية الرسمية في سوريا وقراراتها، يوضح “المعهد العالي للموسيقى هو أبرز أكاديمية موسيقية في بلادنا، وليس لدي مشكلة مع قوانينها، ولا يحق لي تقديم رأي في ذلك القانون إن كان موجودًا. إن مجلس الإدارة هو من يضع القوانين استنادًا إلى رؤيته، وينبغي على الطالب في السنوات الأولى التركيز على دراسته فقط، نظرًا لاحتياجه إلى الانتباه إلى البيانات الدراسية، والتفاصيل الموجودة في المعهد”.
ويُختم سرحان، “كخريجين من هذه الجامعة نحن مُلّزمون بالبقاء على اتصال مستمر معها ومع أساتذتها والموسيقيين عمومًا، ونحاول تحسين المنظر الموسيقي في سوريا”.