كيف بالإمكان تحويل امتلاك حقائب الأناقة الفاخرة من كونها ترف باهظ إلى فرصة استثمارية مربحة؟

By العربية الآن



كيف بالإمكان تحويل امتلاك حقائب الأناقة الفاخرة من كونها ترف باهظ إلى فرصة استثمارية مربحة؟

حقائب اليد الفاخرة
باتت دور المزادات تعوّل كثيرًا على الإقبال على حقائب اليد الفاخرة المستعملة وتوليها اهتمامًا لا يقل عن تركيزها على بيع لوحات كبار الفنانين (شترستوك)

يمكن أن يتجاوز ثمن حقيبة يد جلدية نسائية -بأبعاد تقريبية 15×20 سنتيمتر- ثمن سيارة صغيرة، إذ أصبحت هذه الإكسسوارات الفاخرة مرغوبة للغاية خلال فترة قصيرة لدرجة أنها تعد استثمارًا ماليًا، وقد بدأت تداولها في سوق جانبية.

لم تعد المجلات النسائية، مثلًا، تتحدث في السنتين الأخيرتين عن “اقتناء” أو “حصول” أو “شراء” هذه الحقيبة أو تلك، بل أصبحت تستخدم مصطلح اختيار حقيبة “للاستثمار” فيها.

توضح نجمة مواقع التواصل الاجتماعي ماي بيرتلو المتخصصة في السلع الفاخرة المستعملة والمديرة الإبداعية في “فينتد”، أن بعض حقائب اليد الفاخرة ترتفع قيمتها أحيانًا “فور خروجها من المتجر”.

تشرح الفرنسية التي بدأت باقتناء بعض الحقائب العادية في بداياتها أن “الاستثمار في حقيبة يد يعني ببساطة استخدامها (أو عدم استخدامها)، ثم إعادة المناقشة وإطلاق سراحها في السوق مجددًا”.

تم بيعها مع استعادة قيمة الاستثمار على الأقل.”

تقول بيرتلو إنها كانت مهتمة بشراء حقائب يد قديمة كانت تُعرض في مزادات لدار “دروو” عندما كانت طالبة، وكانت تستلهم من نصائح “جدات الثمانينيات”، علمت كيفية إصلاح هذه الحقائب وكانت ترتديها عندما تذهب إلى الجامعة، ولكنها بدأت في توسيع نطاق اهتمامها، ولجأت إلى شراء هذه الحقائب وإعادة بيعها في الخارج.

وتتزايد الحسابات المختصة في “الاستثمار” بحقائب اليد بشكل سريع على وسائل التواصل الاجتماعي، وتجذب خصوصا النساء اللائي لا تمتلكن القدرة على الاستثمارات التقليدية.

نزوع لعبة المزايدات

وتنبه بمؤسسة موقع “بلان كاش” الفرنسية التي تهتم بتعليم الاستثمار للنساء، ليا لوجون، إلى أن هذه الاستثمارات تحمل مخاطر، وتنصح على سبيل المثال بتجنب المشاركة في المزادات في اليوم الرئيسي لتجنب الوقوع في فخ لعبة المزايدات.

وباتت منازل المزادات تولي اهتمامًا كبيرًا لحقائب اليد الفاخرة المستعملة، مثلما تولي اهتمامًا كبيرًا لبيع لوحات كبار الفنانين.

واستبدلت “كريستيز” قسم الأزياء لديها بقسم للإكسسوارات، وحققت من خلاله مبيعات بقيمة 35.8 مليون دولار في هذا القطاع في عام 2023.

وتوضح المديرة لوسيل أندرياني لهذا القسم أن “الطلب ضخم للغاية”، مشيرة إلى أن “النمو الاستثنائي الذي يشهده هذا القسم”. وتشير إلى أن 61% من العملاء في قطاعها ينتمون إلى جيل الألفية الذي تتراوح أعمارهم بين 25 و35 عامًا، وأكثر من نصفهم يشاركون لأول مرة في المزادات الحضورية أو الافتراضية للدار.

وتلاحظ رئيسة قسم المنتجات الجلدية في منصة “كولِّكترز سكوير” الخاصة التي أنشأها موظفون سابقون في دار “آركوريال”، سارة بناني، أن هناك منتجات ذات قيمة مضمونة في هذا السوق، مثل “حقيبتي (بيركين) و(كيلي) من دار (إيرميس)، والنسخ المحدودة من حقائب (سبيدي)، وصناديق (لوي فويتون) القديمة، وحقائب (شانيل) من الجلود غير التقليدية، التي شهدت زيادة كبيرة في الأسعار والطلب عليها منذ إعلان دار الأزياء توقف استخدام هذا النوع من الجلود”.

أعلى مستويات الرفاهية

تُعرض “كريستيز” و”كولِّكترز سكوير” حقائب “بيركين” في المزادات بسعر يبدأ من حوالي 100 ألف دولار، وقد تباع أحيانا بسعر نهائي يصل إلى نحو نصف مليون دولار.

الدور الإنتاجي لهذه الحقائب يدير ببراعة متناهية لعبة العرض والطلب، حيث تحرص “إيرميس” على عدم بيع أي حقيبة “بيركين” إلا لمن تكون على قائمة الانتظار، مما يؤدي إلى نشوء اقتصاد فرعي، وإلى مبيعات قياسية على المنصات.

رفع شخصان من ولاية كاليفورنيا الأمريكية دعوى قضائية ضد العلامة التجارية الفرنسية بعدما تعبا من الانتظار، اتهموها بتبني نظام يشجع المستهلكين على شراء كميات من الإكسسوارات ليحصلوا على مكانة كافية تمكنهم من شراء “بيركين”.

أما حقيبة 2.55 الشهيرة من “شانيل” التي تحمل السلسلة، كانت تباع بحوالي 1600 دولار في عام 2005، لكن ثمنها اقترب من 11 ألف دولار في عام 2024، بزيادة تصل إلى حوالي 20% في عام واحد فقط.

توضح الدار الباريسية ردًا على سؤال حول هذه الزيادة، أن “الحصول على المواد التي تلبي” احتياجاتها “أصبح أصعب بشكل متزايد”، وأن التضخم أثر على أسعار هذه المواد.

تضيف “شانيل” أنها تولي اهتمامًا بـ”الاستمرار في تجسيد أعلى مستويات الرفاهية”، رافضة “الانخراط في إغراء زيادة حجم المبيعات”… ولكن ليس للانخراط في إغراء زيادة الأسعار.

المصدر : الفرنسية



أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version