كيف تحولت منطقة ضيقة من الأراضي الحرجية إلى عقبة أمام وقف إطلاق النار في غزة

By العربية الآن


صراع غزة: الممر الفيلادلفي يعيق جهود وقف الحرب

تعتبر شريط ضيق من الأراضي العشبية والكثبان الرملية على جانب غزة من الحدود مع مصر عقبة رئيسية في المفاوضات الرامية إلى إنهاء حرب إسرائيل مع حماس وتحرير عدد كبير من الرهائن.

سيطرة إسرائيل على الممر الفيلادلفي

يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل يجب أن تحافظ على السيطرة على ما يسمى الممر الفيلادلفي لمنع حماس من إعادة تسليح نفسها عبر شبكة من الأنفاق المهربة في المنطقة. ويؤكد أن ذلك ضروري لضمان عدم قدرتها على شن هجوم آخر ضد إسرائيل مثل الهجوم في 7 أكتوبر الذي أشعل الحرب.

ومع ذلك، يقول العديد من الإسرائيليين، بما في ذلك وزير الدفاع، إن إسرائيل ينبغي أن تتخلى عن الممر، على الأقل لفترة قصيرة، من أجل تأمين اتفاق لإعادة حوالي 100 رهينة لا يزالون محتجزين في غزة، يعتقد أن ثلثهم قد توفوا.

أزمة المفاوضات بعد العثور على جثث الرهائن

وصل النقاش إلى ذروته في نهاية الأسبوع الماضي بعد أن استرجعت إسرائيل جثث ستة رهائن، تقول القوات المسلحة إن حماس قتلتهم أثناء تقدم الجنود. ويقول النقاد إنهم كان يمكن إعادتهم أحياء في صفقة وقف إطلاق النار ويتهمون نتنياهو بتعطيل المفاوضات لأغراضه السياسية الخاصة.

طالبت حماس بسحب كامل من غزة، وتقول إن نتنياهو ألقى باللوم على الممر الفيلادلفي في الأسابيع الأخيرة فقط لإحباط المحادثات.

تعريف الممر الفيلادلفي وأسباب أهمية إسرائيل له

الممر الفيلادلفي هو شريط ضيق — يصل عرضه إلى 100 متر في بعض الأماكن — يمتد على طول 14 كيلومتراً (8.6 ميل) على جانب غزة من الحدود مع مصر. ويشمل معبر رفح، الذي كان المنفذ الوحيد لقطاع غزة إلى العالم الخارجي غير الخاضع لسيطرة إسرائيل حتى استولت القوات الإسرائيلية على الممر بالكامل في مايو.

تقول إسرائيل إن حماس استخدمت شبكة واسعة من الأنفاق تحت الحدود لاستيراد الأسلحة، مما سمح لها ببناء القوة العسكرية التي نشرتها في 7 أكتوبر. وتزعم القوات المسلحة أنها اكتشفت ودمرت العشرات من الأنفاق منذ استيلائها على الممر.

في مؤتمر صحفي يوم الاثنين، أشار نتنياهو إلى خريطة للمنطقة تظهر تدفق الأسلحة إلى غزة من عبر الحدود، قائلاً إن الممر قدم “الأوكسيجيني” لحماس.

أصدرت مصر بيانًا يوم الثلاثاء ترفض فيه مزاعم نتنياهو، قائلة إنها تضلل الرأي العام الإسرائيلي وتعطل جهود وقف إطلاق النار. وتقول مصر إنها دمرت مئات الأنفاق على جانبها من الحدود قبل سنوات وأنشأت منطقة عازلة عسكرية تمنع التهريب.

آراء النقاد بشأن الممر

لسابيع،引用ت وسائل الإعلام الإسرائيلية مسؤولي أمن مجهولين ينتقدون نتنياهو، قائلين إن الممر ليس حيويًا لأمن إسرائيل ولا ينبغي أن يعوق صفقة لإعادة الرهائن. وقد اقترح البعض أن قوة دولية يمكن أن تقوم بدوريات على الحدود، ربما باستخدام حساسات إسرائيلية عن بعد.

أثارت هذه النزاعات مشادة خلال اجتماع مجلس الأمن، حيث اتهم وزير الدفاع يوآف جالانت نتنياهو بتفضيل ترتيبات الحدود على حياة الرهائن، وفقًا لمسؤول إسرائيلي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة الاجتماع المغلق. كان جالانت الصوت المعارض الوحيد في التصويت الذي جاء لاحقًا لصالح الحفاظ على السيطرة على الممر الفيلادلفي وقد دعا الحكومة منذ ذلك الحين إلى التراجع عن القرار.

ضغوط عائلات الرهائن

لقد قادت عائلات الرهائن احتجاجات جماهيرية لعدة أشهر تطالب نتنياهو بصفقة مع حماس لإعادة أحبائهم. وانفجرت أكبر المظاهرات حتى الآن في عطلة نهاية الأسبوع بعد مقتل الستة رهائن، بما في ذلك هيرش غولدبرغ-بولين، أحد المع captifs الأكثر شهرة.

يدعي مؤيدو نتنياهو أن التنازل عن الممر الفيلادلفي الآن سيكافئ حماس على قتل الرهائن. ويؤكدون أن الضغط العسكري المستمر هو السبيل الوحيد لهزيمة حماس وإعادة الرهائن وضمان أمن إسرائيل على المدى الطويل.

موقف الفلسطينيين من الممر

من المحتمل أن تعتبر أي وجود إسرائيلي داخل غزة احتلالًا عسكريًا، مما قد يطيل أمد النزاع. وقد يؤدي أيضًا إلى إغلاق معبر رفح، وهو شريان الحياة لغزة، حيث كان المعبر هو الطريقة الوحيدة لمعظم الفلسطينيين للدخول أو الخروج من غزة. خلال الأشهر السبعة الأولى من الحرب، كان أيضًا الوسيلة الوحيدة المتاحة للإجلاء الطبي والنقطة الرئيسية لدخول المساعدات الإنسانية الضرورية.

استولت إسرائيل على غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية في حرب الشرق الأوسط 1967، وهي أراضٍ يرغب الفلسطينيون في إقامة دولتهم عليها. انسحبت من غزة في 2005 لكنها تواصل السيطرة على الأجواء الساحلية وجميع المعابر الحدودية باستثناء رفح.

تعارض حماس بشدة أي وجود إسرائيلي في غزة، بما في ذلك في الممر الفيلادلفي وممر نتساريم، وهو منطقة فاصلة تفصل بين شمال وجنوب غزة. تقول إسرائيل إنها تحتاج إلى هذا الممر للبحث عن الفلسطينيين العائدين إلى منازلهم في الشمال لمنع تسلّل المسلحين.

تنكر إسرائيل أن مطالبها بشأن الممرين جديدة، مشيرة إلى أنها “توضيحات” لمقترح سابق تم تأييده من قبل الرئيس جو بايدن في خطاب 31 مايو ومن قبل مجلس الأمن الدولي.

تتهم إسرائيل أيضًا حماس بأنها تتقدم بمطالب غير مقبولة منذ ذلك الحين، وتقول إن الجماعة المسلحة تعيق الصفقة، بما في ذلك من خلال قتل الرهائن الذين كانوا جزءًا منها.

موقف الوسطاء

أشار خطاب بايدن وقرار مجلس الأمن إلى انسحاب إسرائيلي كامل. ترفض الحكومة المصرية أي وجود عسكري إسرائيلي على طول الحدود مع غزة، وقد رفضت إعادة فتح جانبها من معبر رفح ما لم يتم استرجاع الجانب الغزي إلى السيطرة الفلسطينية.

اتهمت مصر إسرائيل بانتهاك ملحقات معاهدة السلام التاريخية لعام 1979 المتعلقة بانسحابها من غزة في 2005 التي تنظم نشر القوات على الحدود. ولم ترد السلطات الإسرائيلية على الفور على طلب للتعليق.

لم تتخذ الولايات المتحدة، التي تقدم دعمًا عسكريًا حاسمًا لإسرائيل بينما تعمل أيضًا كوسيط، موقفًا علنيًا بشأن الممرات، بينما اتهمت حماس الولايات المتحدة بمحاولة فرض مطالب إسرائيل على جماعتها.

قال بايدن يوم الاثنين إن نتنياهو لم يفعل ما يكفي لتحقيق وقف إطلاق النار، دون تقديم مزيد من التفاصيل.

___

المساهمون في هذه التقرير هم كتّاب الأسوشيتد برس تيا غولدنبرغ في تل أبيب، وسامي مجدي في القاهرة، ويوسف فدرمان في القدس.

___

تابع أحدث تقارير الأسوشيتد برس حول الحرب عبر الإنترنت.

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version