كيف تغير وجه رمسيس الثاني من الشباب إلى الشيخوخة؟ فريق بحثي يقدم الإجابة
في دراسة سابقة، قدم الفريق دراسة حول وجه رمسيس الثاني في مرحلتي الشباب والشيخوخة، ولكن الدراسة الجديدة تقدم تفاعلًا أفضل، حيث تظهر الرسوم المتحركة التي تعرض الفرعون وهو يتقدم في العمر، مما يتيح للمشاهدين استعراض ملامحه وهو يتغير مع مرور الزمن. تقول د. سليم: “نحن نمنح المشاهد فرصة التفاعل مع الماضي بطريقة جديدة، مثل رؤية ملك عظيم كرمسيس الثاني وهو يكتسب ملامح الشيخوخة”.
استند الفريق البحثي إلى بيانات أنثروبولوجية جمعت من مومياء رمسيس الثاني، بالإضافة إلى مراجعات للسجلات التاريخية والأعمال الفنية، مما زودهم برؤية أوضح عن كيفية تصوير المصريين لأنفسهم وأيضًا الآخرين.
مراحل العمل المتعددة
أوضح الفريق في دراستهم أن عملهم شمل عدة خطوات، بدءا من تنظيف نموذج وجه رمسيس الأصغر سناً. استخدم الباحثون برنامج (أوتوديسك مايا) لجعل النموذج أكثر سلاسة، لتسهيل إضافة تفاصيل مثل التجاعيد.
بعد ذلك استخدموا برنامج (زبراش) لتشكيل الوجوه الأدق. على الرغم من اختلاف العمر، إلا أن الباحثين حرصوا على وجود بنية أساسية مشتركة بين النموذجين. وعند الانتهاء من التفاصيل الدقيقة، قاموا بتلوين الجلد وفقاً للألوان المستندة إلى شكل المومياء الحالية.
وبعد إتمام عملية النحت والطلاء، قاموا بمقارنة النموذجين للتأكد من توافقهما، مما زودهم بوسيلة فعالة لاستعراض وجه رمسيس الثاني في مراحل مختلفة من حياته، مع إمكانية إنشاء رسوم متحركة تظهر الانتقال بين الوجهين.
النسخة الأكثر واقعية
بدعم من تقنيات حديثة وبالتزام كامل بالأساليب العلمية، أكدت الباحثة سليم أن الفريق لم يسعَ إلى إنتاج نسخة مطابقة تماماً لرمسيس الثاني، بل أكدوا أنهم أنجزوا عملية إعادة بناء تعتمد بشدة على المنهج العلمي، مما جعلهم يقدمون صورة أكثر مصداقية وواقعية، مختلفة عن المحاولات السابقة التي لم تملك نفس المعلومات الدقيقة التي توفرت لديهم.
محاولات خاطئة لتشكيل الوجوه القديمة
لقد شهدت الفترة الأخيرة محاولات غير دقيقة لتكوين تصورات عن ملامح المصريين القدماء، تضمنت أخطاء عديدة، حيث استندت تلك المحاولات إلى صور عدة لمومياوات متاحة على الإنترنت، وهي مصادر غير كافية لإنتاج صور ثلاثية الأبعاد دقيقة. بدلاً من هذا، استخدم الباحثون طرقًا علمية موثوقة مثل الأشعة المقطعية وتقنية الفوتوغرامتري التي تتيح تصوير الرأس من زوايا متعددة.
وحذرت سليم من النتائج الخاطئة لتلك التجارب، حيث أوضحت أنها تؤدي إلى تمثيل غير دقيق لملامح المصريين القدماء، مُشيرة إلى أن المعلومات الأثرية والتاريخية تثبت الخصائص الشكلية التي تميزهم عن الشعوب الأخرى.
الأساليب العلمية المستخدمة
وذكرت سليم أن الاستعانة بتقنية التصوير المقطعي المحوسب زودتهم بمعلومات متعلقة بالبنية العظمية والجلدية وملامح الوجه، وبالتالي تمكنوا من إجراء إعادة بناء أكثر دقة للوجه مقارنةً بالجهود السابقة.
يُشار إلى أن فريق إعادة بناء الوجوه بجامعة ليفربول لديه خبرة بارزة في تطبيق تلك التقنيات في سياقات متنوعة، بما في ذلك حل الجرائم وتحقيق العدالة.
اعتبارات أخلاقية في إعادة بناء الوجوه
أثناء عملهم في إعادة تشكيل رمسيس الثاني، أبدى الباحثون حرصًا كبيرًا على الاعتبارات الأخلاقية، حيث اختاروا تفعيل تعبيرات وجهية محايدة خلال النقاشات، متجنبين أي إيماءات قد تُفسر على أنها عدم احترام للمتوفى.
وصرحت سليم بأن الهدف من هذا المشروع هو تعزيز فهم التاريخ وحياة الملوك الذين عاشوا عصورًا طويلة، مما يسهم في جذب جمهور أوسع للحضارة المصرية القديمة.
معرض رمسيس الثاني يثير الاهتمام العالمي
تتجه أنظار العالم حاليًا نحو المعرض المتنقل الذي يضم مجموعة متنوعة من القطع الأثرية الخاصة برمسيس الثاني، ويضم أيضًا تابوت الملك، حيث بدأت عروض المعرض في الولايات المتحدة وكما انتقل إلى أستراليا وألمانيا، ومتوقع أن يصل إلى اليابان في بداية العام المقبل.