كيف تسهم صناعة التأثير في مجابهة التفاهة المنظمة؟
اعتماد الإفساد المعاصر على التفاهة المنظمة
يتطلب الفساد المعاصر نوعًا جديدًا من التأثير والذي يقوم على نشر التفاهة بصورة ممنهجة تضمن فقدان المعنى لدى الأجيال الشابة. كما أشار آلان دونو في كتابه “نظام التفاهة”، حيث قال إن التفاهة تدفعنا للقبول بالأشياء بدون تفكير، مما يجعل مجتمعنا عرضة لفقدان القيم.
السبيل للإطاحة بتأثير التفاهة
يؤكد دونو أن محاربة نظام التفاهة يجب أن تكون جهدًا جماعيًا وليس فرديًا. يستلزم ذلك تغييرًا في طرق التفكير نحو إنهاء المؤسسات التي تروج لقيم هدامة. فالإصلاح يحتاج من الجميع مواجهة التأثير السلبي الذي تروج له ثقافات معينة.
نماذج على أهمية صناعة التأثير
صناعة التأثير تعتبر أداة حيوية لمواجهة التأثيرات السلبية التي تنشر التفاهة. يمكن للشباب وذوي التأثير الإيجابي العمل معًا على نشر الأفكار السليمة والقيّم البناءة، وذلك من خلال تبني مناهج جديدة تهدف إلى النهوض بالوعي المجتمعي في المعركة ضد التفاهة.
صناعة التأثير من الماضي إلى الحاضر
تحظى صناعة التأثير بأهمية متزايدة من الأزمنة القديمة حتى يومنا هذا، مع تغييرات ملحوظة في الأساليب والأدوات المستخدمة لتحقيق ذلك.
لماذا أصر موسى على التأثير في الجماهير؟
إذا نظرنا إلى مفهوم التأثير، نجد أن نبي الله موسى عليه السلام كان يدرك أهمية الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس. فعندما قال “موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى”، كان يسعى لإيصال رسالته ليس فقط إلى فرعون وساحرته، بل إلى المخدوعين به ومؤيديه.
دروس من سيرة النبي محمد
في سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، نجد العديد من المواقف التي تعكس أهمية التأثير. بدءًا من إعلان دعوته بصوت عالٍ على جبل الصفا، إلى إرسال الدعوات إلى الحبشة، ونشر رسالته بين الأغنياء والأعيان. حادثة إرسال مصعب بن عمير كباحث ومؤثر في المدينة قبل الهجرة، وتصريح المنبر لحسان بن ثابت ليعبر عن الإسلام بقصائد جميلة، جميعها دلائل على استراتيجيات التأثير.
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي
مع التحول إلى العالم الافتراضي، شهدت صناعة التأثير تحولات جذرية. اعتاد الشباب اليوم على التواجد في منصات مثل فيسبوك، إنستغرام، تويتر، وتيك توك، مما جعل التأثير في الرأي العام أكثر تعقيدًا. الرأسمالية والمادية الطاغية جعلت الصناعة تدخل مرحلة ديناميكية وحادة.
هندسة الحياة وصناعة التأثير
يشير الدكتور علي الحمادي إلى أن صناعة التأثير تعني أن يكون لديك دور قيادي في المجتمع وأن تكون فاعلًا في الحياة. إذ يجب علينا أن نكون عناصر فعّالة تسهم في رفعة العالم من حولنا. إن من لا يضيف شيئًا يعتبر زائدًا، لذا من الضروري أن نكون أرقامًا يصعب تجاهلها.
صناعة التأثير يجب أن ترتبط بقيادة الآخرين وإحداث تغيير ملموس في مجتمعاتنا. الحياة قصيرة، وكل لحظة ثمينة، لذا فإن ترك أثر جميل وذكر طيب وراءك هو من أبرز أهداف الوجود.
خلاصة
علينا أن نعمل بجد لنترك بصمة في هذا العالم وأن نكون سببًا في تحسين الحياة. إذ يتوجب على كل إنسان أن يسعى لترك أثره الخاص، فالوجود يحتاج إلى قيمة تُظهر تأثيرنا.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
المصدر: الجزيرة