صراعات لبنان في السينما
تعيش لبنان حاليًا فترات من القصف والتدمير بفعل الهجمات الإسرائيلية، مما يدفع الأذهان للعودة إلى مراحل تاريخية معقدة تأرجحت فيها البلاد. على مدى خمسين عامًا مضت، عانى لبنان من أزمات وصراعات متعددة، بدءًا من الحرب الأهلية التي اشتعلت عام 1975 واستمرت لمدة 16 عامًا.
تصوير النزاع في الأفلام
استجابت السينما اللبنانية لرغبة في توثيق هذه الصراعات، حيث تم إنتاج العديد من الأفلام التي تناولت الحرب الأهلية من زوايا مختلفة. يعد فيلم “لبنان لماذا” للمخرج جورج شمشوم مثالًا على هذا النوع من السينما، حيث قدم رؤية محايدة توثق الحقائق المأساوية التي عاشها الشعب اللبناني.
وعلى نفس المنوال، قدم المخرج الراحل رفيق حاجار فيلم “الملجأ” ليظهر تأثير الحرب على الأشخاص العاديين من مسلمين ومسيحيين.
أعمال بارزة بعد الحرب
ازدادت الأفلام التي تتناول الحرب بعد انتهائها، مثل “زنّار النار” لبهيج حجيج الذي يعرض قصة معلم يواجه أزمات شخصية وحروبًا. وفي السياق ذاته، تطرقت مي المصري في أفلامها مثل “يوميات بيروت” و”أحلام المنفى” إلى الأثر الفلسطيني على الوضع اللبناني.
نظرة جديدة للأزمات
أخرج برهان علوية ومارون بغدادي مجموعة من الأفلام التي تعكس أزمات العيش والحرب. في فيلم “بيروت اللقاء” لعلويه، يتم تناول اللقاء الذي لا يمكن أن يحدث بسبب الحرب. بينما ناقش بغدادي في أفلامه مثل “بيروت يا بيروت”، اللبنانين من مختلف الطوائف ورغباتهم في التعرف على بعضهم البعض.
قضايا العدالة في السينما
قدم زياد الدويري في فيلمه “القضية 23” نظرة عميقة لمشاكل العلاقات اللبنانية الفلسطينية بعد الحرب. يروي الفيلم قصة طوني، وهو مهجر يشعر بمشاعر كراهية تجاه الفلسطينيين، ليُظهر كيف تظل الجروح مفتوحة رغم مرور الزمن.
تعتبر هذه الأفلام تعبيرات فنية عن الأزمات التي يمر بها لبنان، وستستمر في إنتاج أعمال جديدة تعكس الوضع الراهن وتشهد على تاريخ البلاد المضطرب.
وثائق السينما
فيلم “طرس… الصعود إلى المرئي” لغسان حلواني يُعد من الأعمال القيمة التي تتناول الذكريات المعقدة لعائلات فقدت أفرادًا في النزاع، فيظهر أهمية استمرار الحوار حول الماضي وأثره على الحاضر والمستقبل.