كيف تمكنت هوليود من دخول السوقين الصيني والهندي بعد عقود من الجهود؟

By العربية الآن



كيف تمكنت هوليود من دخول السوقين الصيني والهندي بعد عقود من المحاولات؟

كيف تمكنت هوليود من دخول السوقين الصيني والهندي بعد عقود
يسعى منتجو السينما الأميركية منذ سنوات طويلة للدخول بقوة إلى السوقين الصيني والهندي (شترستوك)

لطالما وضعت السينما الأميركية خططاً تهدف إلى تحقيق أقصى انتشار في الأسواق العالمية بهدف زيادة الأرباح الناتجة عن التصدير.

ورغم نجاح هوليود في الوصول إلى العديد من دول العالم، إلا أن السوقين الهندي والصيني كانا يمثلان تحديات كبيرة، نتيجة كثافة الإنتاج المحلي وصعوبة منافسته في الشعبية.

ومع ذلك، حققت هوليود في السنوات الأخيرة تقدمًا ملحوظًا في هذين السوقين. على سبيل المثال، جمع فيلم “ووركرافت” 220 مليون دولار في شباك التذاكر الصيني عام 2016، بينما لم يحقق إلا 47 مليون دولار فقط في الولايات المتحدة.

فما هي خطوات هوليود التي أدت إلى هذا التطور في هذين السوقين الآسيويين الصعبين؟

كيف بدأت علاقة هوليود بالهند؟

بدأت هوليود بالتوجه نحو الهند في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي، عندما كانت البلاد تحت الاستعمار البريطاني، حيث مثلت سوقًا واعدًا بسبب عدد سكانها الكبير واهتمام الهنود المتزايد بالسينما، على الرغم من ولائهم للصناعة المحلية التي كانت راسخة منذ السينما الصامتة عام 1913.

تقدمت صناعة السينما المحلية بسرعة، وكانت الهند من أوائل الدول التي تنتج أفلام ناطقة مع فيلم “عالم آرا” (Alam Ara) عام 1931. وفي نهاية الثلاثينيات، بدأ المنتج ديفيد سيلزنتك، مالك شركة “إم جي إم”، في وضع استراتيجيات لجذب الجمهور الهندي إلى الأفلام الأميركية.

حقق فيلم “ووركرافت” إيرادات بلغت 220 مليون دولار في شباك التذاكر الصيني عام 2016 (الجزيرة)

لذا، كان التركيز في هوليود على تقديم أفلام ذات تأثير بصري كبير تلائم الذوق الهندي. وعرضت عديد من أشهر الأفلام الأميركية، مثل “ذهب مع الريح” و”ساحر أوز”، بالتزامن مع عرضها في الولايات المتحدة، وقد حازت هذه الأفلام على قبول واسع في السوق الهندي، مما ساهم في تعزيز صناعة السينما الأميركية هناك.

هوليود تواجه عقوبات السوق الصيني

أما في الصين، التي تعد السوق الأكبر من حيث المبيعات ولها دور كبير في نمو الأفلام الأميركية، فقد كانت البداية بطيئة مقارنة بالهند. إذ واجهت الأفلام الأميركية الكثير من القوانين السياسية والثقافية منذ عام 1949، مما أدى إلى فرض حظر شامل على عرض الأفلام الأجنبية.

كما أن الموقف الأميركي من الصين خلال الحرب الكورية في الخمسينيات أدى إلى تعزيز هذا الحظر، مما أعطى دفعة قوية لصناعة السينما المحلية التي كانت تتعرض لتحكم رقابي مشدد.

ومع الانفتاح الاقتصادي بقيادة الزعيم دينغ شياو بينغ في أواخر السبعينات، بدأت الحكومة الصينية في رفع بعض هذه القيود، لكن ما زالت الأمور مقيدة بالأفلام الأميركية، حيث تم السماح بعرض 20 فيلماً أجنبياً سنويًا فقط، وبدأت بعض الأعمال الأميركية تحصل على صدى واسع مثل “المرشح المنشوري” عام 1981 و”إي تي: المخلوق الفضائي” عام 1982.

عرض فيلم “ساحر أوز” في الهند بالتزامن مع عرضه في الولايات المتحدة (الجزيرة)

وخلال تلك الفترة، تم فرض قوانين جديدة علَى الأفلام الأميركية، بما في ذلك تحديد مواسم عرض محددة بعيدة عن مواعيد العطلات، إضافة إلى وضع شروط بالنسبة لتوزيع الإيرادات بين هوليود والشركات الصينية.

وبعد دخول الألفية الجديدة وانضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية، بدأت بكين بتخفيف القيود على صناعة السينما، وقد تم التوصل إلى اتفاق في عام 2012 سمح بعرض 34 فيلمًا أجنبيًا في السنة، مما ساهم في زيادة الطلب المحلي على الأفلام الأجنبية مع ارتفاع مستوى الدخول ونمو الطبقة الوسطى.

كيف سعت هوليود لاستمالة الصينيين والهنود؟

بدأت هوليود منذ التسعينيات في اتخاذ خطوات جادة نحو استقطاب جمهور الصين والهند، من خلال الإنتاج المشترك للأفلام المصممة خصيصًا لكل من هذه الأسواق، مثل “كتاب الأدغال” عام 1994، الذي تم تصويره في الهند. كما قدمت العديد من الأفلام الأميركية الصينية، مثل “شجار في برونكس” عام 1995، الذي ساهم في انطلاق الممثل جاكي شان في السينما الأميركية.

كما قامت شركات الإنتاج الأميركية بتصوير أفلام في المدن الصينية والهندية، الأمر الذي ساعد في تعزيز السياحة في البلدان، مثل فيلم “الجدار العظيم” عام 2016، الذي صُوِّر في مواقع شهيرة في الصين.

واستخدمت بعض الشركات أسلوب دبلجة الأفلام إلى اللغتين الصينية والهندية، مثل شركة “ديزني” التي دبلجت أفلامًا ناجحة مثل “الأسد الملك” و”حكاية لعبة”.

كما تم تنظيم عروض خاصة لأبرز الإنتاجات الهوليودية بحضور نجومها في مدن مثل هونغ كونغ ومومباي ونيودلهي، حيث ساهم ذلك في جذب الجمهور المحلي. ومن الأمثلة على ذلك حضور الممثل توم كروز العرض الخاص لفيلم “مهمة مستحيلة: بروتوكول الشبح” بالهند عام 2011، وتصدر السوق الصيني في العروض الترويجية لأفلام مثل “السرعة والغضب 7″ و”المنتقمون: عصر الترون”.

تعتبر مشاركة الممثلين الهنود والصينيين في الأفلام الأميركية جزءًا من الاستراتيجية التسويقية لكسب هذين السوقين، حيث برزت أسماء مثل النجمة الهندية بريانكا شوبرا التي بدأت رحلتها مع فيلم “باي ووتش” عام 2017، ومواطنتها ديبيكا بادوكون أيضا انطلقت عام 2017 مع فيلم “إكس إكس إكس: عودة إكساندر كايج”.

وعلى الصعيد الصيني، يبرز الكثير من الأسماء، مثل توني لونغ تشيو واي وزانغ زيي، الذين تمكنوا من ترك بصمات واضحة في الصناعة السينمائية الأميركية.

المصدر: الجزيرة + مواقع إلكترونية



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version