كيف سرد الساروت قصة سوريا؟

By العربية الآن


كيف عبر الساروت عن قصة سوريا؟

عبد الباسط الساروت.. أيقونة الثورة السورية ومنشدها وشهيدها
عبدالباسط الساروت أيقونة الثورة السورية ومنشدها وشهيدها (الجزيرة)
عبدالباسط ممدوح الساروت هو الشاب الذي ارتبط في أذهان السوريين وأحرار العالم بالجرأة وأحلام الحرية في وجه الظلم والاستبداد، حيث انتقل من ملاعب الكرة إلى الشوارع المليئة بالاحتجاجات، ثم إلى ميادين القتال.

تحولات الساروت: من الشجاعة إلى الشهادة

في الذكرى السنوية لميلاده، نستذكر ما خرج من أجله في 2011، إذ تحقق حلم السوريين بالحرية بعد عقود من القمع، ونتأمل في مسيرة الساروت التي تعكس تطلعات الشباب السوري منذ عهد حافظ الأسد حتى استشهاده.

وُلِد الساروت في يناير/ كانون الثاني عام 1992 بحي البياضة في حمص، في فترة كانت سوريا تحكمها الأجهزة الأمنية بشكل صارم.

للحديث عن الساروت، يجب التطرق إلى فترة حزب البعث التي بدأت في الستينات من القرن الماضي، حيث تميزت بحقبة مليئة بالاعتقالات وعمليات القمع للمعارضة، سواء كانت سياسية أو دينية. وفي عام 1982، شهدت مدينة حماة مجزرة دمويّة، ما كان مؤشراً على العنف الذي ساد البلاد.

تأثير البيئة: كرة القدم في ظل القمع

وُلد الساروت في وسط ظروف قاسية، مما دفع الشباب لتفريغ طاقتهم عبر هوايات أكثر أماناً، فاختار كرة القدم كوسيلة للهروب من الواقع. برز في نادي الكرامة، حيث تألق كحارس مرمى، مما فتح له أبواب الانضمام إلى المنتخب الوطني للشباب.

مع اندلاع الثورات العربية عام 2011، وانطلاق الحراك الشعبي في سوريا، أصبح الساروت رمزاً لهذه الثورة، حيث قاد المظاهرات في حمص وعُرف بلقب “بلبل الثورة السورية” بفضل أهازيجه وأغانيه.

نضال عسكري: من الاحتجاج إلى القيادة

بعد الانشقاقات في صفوف الجيش، ساهم الساروت في تأسيس كتيبة “شهداء البياضة” لمحاربة النظام، حيث شارك في القتال أثناء حصار مدينة حمص، واجه التحديات بشجاعة كبيرة، ما أدى إلى إصابته عدة مرات.

لم يكن الساروت مجرد اسمٍ عابر في صفحات التاريخ، بل كانت حياته تجسد نضال السوريين ضد الظلم.

الختام: إرث الساروت بعد الثورة

في ظل عسكرة الثورة، قرر النظام شيطنة المعارضين، وصورهم كفصائل إرهابية. ومع حصار حمص في عام 2014، استمر الساروت في نضاله حتى نال الشهادة، تاركًا خلفه إرثاً عظيماً من الشجاعة والإلهام.

رابط المصدر ,

### تصاعد التوتر في سورية والعراق

في ظل انسحاب المعارضة من مناطق متعددة، تمكن تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” من السيطرة على مساحات واسعة في كل من سوريا والعراق. في تلك الأثناء، كانت الفصائل الثورية المسلحة تواجه ضعفًا شديدًا، حيث كانت تتكون من ثوار تسلحوا لحماية مدنهم وضباط منشقين يقاتلون دون أي رواتب.

نفي الانضمام لتنظيم الدولة

انتشرت أنباء مفادها أن عبدالباسط الساروت قد بايع تنظيم الدولة الإسلامية في ذلك الوقت بحجة أن “الجميع خذل الثورة السورية”. ولكن بعد مرور ثمانية أشهر على تلك الشائعات، ظهر الساروت في مقطع فيديو ليؤكد عدم انضمامه لتنظيم الدولة.

النزاعات الداخلية بين الفصائل

لم تقتصر الخلافات بين فصائل الثورة المسلحة وتنظيم الدولة فقط، بل شملت أيضًا تنظيم “جبهة النصرة”. في نوفمبر 2015، تعرضت كتيبة الساروت لهجوم من جبهة النصرة، ما أدى لطردها، ثم صدر أمر باعتقاله بزعم انضمامه إلى تنظيم الدولة ومحاربته للثوار. بعد عامين، سلم الساروت نفسه واحتُجز في سجون هيئة تحرير الشام لأكثر من أسبوع، ثم تم تبرئته من التهمة من قبل إحدى المحاكم التابعة لهيئة تحرير الشام في إدلب.

العودة إلى المعارك

بعد خروجه من السجن، عاد الساروت مجددًا إلى ساحة المعارك، حيث أصيب في أحد المواجهات مع النظام بمدينة حماة في يونيو 2019. تم نقله إلى مستشفى في تركيا لكنه توفي صباح الثامن من يونيو من نفس العام. جثمانه نُقل إلى إدلب ليوارى الثرى هناك.

إرث الساروت

لم يكن الساروت مجرد اسم عابر في تاريخ سوريا، بل كانت مسيرته تجسد تاريخ نضال الشعب السوري ضد نظام حزب البعث الذي انتهت حقبته قبل أقل من شهر من ذكرى ميلاده.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version