كيف يصبح مشروب “دايت صودا” الأكثر إدمانًا على الإطلاق؟

By العربية الآن


كيف يمكن لمشروب “دايت صودا” أن يسبب الإدمان؟

هل تزيد المشروبات الغازية من الإصابة بأمراض الكلى؟
المشروبات الغازية “الدايت” قد تسبب الإدمان، حيث تؤثر في قدرتنا على التوقف عن تناولها بطرق لا تضاهيها أي أطعمة أو مشروبات أخرى (دويتشه فيله)

<

div class=”wysiwyg wysiwyg–all-content” aria-live=”polite” aria-atomic=”true”>
تعتبر المشروبات الغازية “دايت”، وهي المشروبات المنخفضة السعرات الحرارية التي تحتوي على محليات صناعية بدلاً من السكر، خياراً شائعاً لمرضى السكري والأشخاص الذين يحاولون تقليل استهلاكهم من السكر. يُعتبر “دايت كوك” أحد أوائل هذه المشروبات التي تم طرحها في عام 1982، حيث حقق شعبية كبيرة وسجل مبيعات مرتفعة في الولايات المتحدة.

تأثير الإدمان

ولكن الخبراء يحذرون من أن “دايت كوك” قد يؤدي إلى الإدمان، حيث تؤثر موادها على تصرفاتنا بشكل لا يمكن مقارنته مع أطعمة أخرى. يمكن أن يصبح دماغنا معتادًا على المحفزات المتعلقة به، مثل صوت فتح العلبة أو فقاعات المشروب.

أهمية الطعم الحلو

بالرغم من أن الإعلانات الترويجية ربطت “دايت كوك” بثقافة الحمية، إلا أن الدراسات أظهرت أنه على الرغم من خلوه من السعرات، فإنه لا يساعد فعلاً في فقدان الوزن. السر الحقيقي وراء جاذبيته يعود إلى مذاقه الحلو ومحتواه من الكافيين، مما يؤثر على عملية الاستجابة لدينا ويجعلنا نعود لتناوله دون وعي. إن الحلاوة تعتبر من رغبات الإنسان الأساسية، حيث أن ميلنا نحو الطعم الحلو هو فطري.

كيفية حدوث الإدمان

تشير الأبحاث إلى أن تذوق الطعم الحلو يحفز إفراز الدوبامين، وهو الناقل العصبي المعروف بشعور السعادة والمكافأة. مع استهلاكنا للسعرات الحرارية، يتم إفراز المزيد من الدوبامين في الدماغ. ما يجعل مشروبات “الدايت” مميزة هو استخدام المحليات الصناعية مثل الأسبارتام، التي تعتبر أكثر حلاوة من السكر بـ 200 مرة. هذا المستوى من الحلاوة يخلق تجربة فريدة يصعب العثور عليها في المصادر الطبيعية.

تعتبر المشروبات الغازية “دايت” من الخيارات الشائعة للكثيرين، لكنها قد تحمل مخاطر الإدمان (بيكسابي)

المشروبات الغازية التي تحمل تصنيف “دايت” تعد أكثر حلاوة من السكر بحوالي 200 مرة (غيتي إيميجز)

إدمان السكريات والإنسولين

توضح كاثلين هولتون، عالمة الأعصاب الغذائية في الجامعة الأميركية بواشنطن، أن تناول المشروبات الغازية الغنية بالتحلية الصناعية يعزز الرغبة في تناول السكريات بشكل كبير. عند تذوق الطعم الحلو، يستعد الجسم لإفراز الإنسولين، مما يساعد في استهلاك السكر المتواجد في الدم. هذا الأمر يؤدي إلى خفض مستويات السكر، ليحرك الدماغ بدوره المطالبات بالمزيد من الحلاوة، وبالتالي يقع الشخص في فخ يرغب خلاله في تناول سعرات حرارية أكثر.

هل مشروبات الدايت خالية من السعرات؟

يتساءل البعض عن كيفية تأثير مشروبات الدايت، التي تبدو خالية من السعرات الحرارية، على تحفيز هذه الإشارات السلبية. تجيب كيريلي بورسي، أستاذة التغذية في جامعة نيوكاسل بأستراليا، بأن هذه المشروبات تحتوي على مكونات فريدة تجمع بين الحلاوة الشديدة والكافيين، مما يؤدي إلى إحساس الدماغ بأنها مشروبات لذيذة مليئة بالطاقة.

الكافيين.. محفز مثير للإدمان

تفسير غيرهاردت يشير إلى أن الجمع بين الحلاوة والكافيين يعد مزيجاً غير اعتيادي، لا تستطيع أدمغتنا التعامل معه بشكل جيد. تقدم علبة “دايت كوك” 46 مليغراماً من الكافيين، نصف ما يمكن أن يتوفر في كوب قهوة. الكافيين، كمنبه خفيف، يحفز مسارات المكافأة في الدماغ بطريقة مشابهة للمواد المسببة للإدمان، مما يتطلب من الجسم الاعتماد عليه بشكل متزايد.

“نقطة النعيم” وتأثيرها على الشهية

ترى بورسي أن “دايت كوك” يمثل مثالاً على “نقطة النعيم”، حيث تصبح تجربة تناول الطعام والشراب جذابة لدرجة يصعب مقاومتها. هذا المفهوم، الذي يشير إلى المزيج المثالي من الطعم والملمس، تم تطويره من قبل عالم النفس هوارد موسكوفيتش، وذُكر تفصيله في كتاب “الملح والسكر والدهون: كيف أغوتنا شركات الأغذية العملاقة؟”.

دور الإشارات الحسية في الإدمان

عندما يتعلق الأمر بكيفية ارتباط أدمغتنا بالإدمان، تشير غيرهاردت إلى أن الإشارات الحسية مثل صوت انفتاح العبوة تساعد في تسريع إفراز الدوبامين حتى قبل تناول المشروب. تتقاطع هذه الإشارات مع عملية الاستهلاك، مما يعزز من الرغبة في استهلاك المشروبات وفقاً لمفهوم التحفيز الحسي للإدمان.

تختتم بورسي بقولها إن “دايت كوك” مُعد خصيصاً لاستهداف خلايانا العصبية وضغط الأزرار البيولوجية، مما يجعله منتجاً يتفوق على الكثير من الأطعمة والمشروبات الطبيعية فيقدرته على جذب المستهلكين والاستمرار في حياتهم لوقت طويل قادم.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version