لا يسيء إليهم خذلان الآخرين!

By العربية الآن



لا يضرّهم من خذلهم!

بسبب الحرب.. عام دراسي دون تعليم في غزة
ادعاء الحكمة بترك النصرة الواجبة للمستضعفين من أشد صور الخذلان (الجزيرة)

معنى الخذلان وتأثيره النفسي

تُصنف العواطف الإنسانية من قبل علماء النفس بهدف التمييز بينها، ويركز الباحثون على تحديدها عبر مؤشرات متعددة، منها المشاعر الإيجابية كسعادة الحب والمشاعر السلبية كالحزن والبغض. ومن أشد تلك العواطف تعقيدًا هي مشاعر الخذلان، حيث تتجمع الألم والصدمة والحزن في شكلٍ من التأثير النفسي العميق.

أبعاد الخذلان

الخذلان يرتكز على طرفين: الطرف الذي يخذل، والطرف الذي يتأثر بذلك. يتمثل الخذلان بعدم تقديم النصرة، وقد يأخذ أشكالاً تتضمن تعزيز الألم والمعاناة للمخذول. يُعتبر ترك النصرة خذلاناً عندما يأتي من شخص كان متوقعًا منه الدعم.

في الإسلام، تعتبر النصرة من الحقوق الأساسية بين المسلمين، حيث يقول الحديث: “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره”.

التحذير من الخذلان بين المسلمين

لكون أثر الخذلان كبيرًا، فقد جعله الله عقوبة لمن يخالف أوامره، ويستوجب التحذير من ارتكابه في العلاقات بين المسلمين. وقد ورد عنه في الحديث: “ما من مسلم يخذل مسلمًا في موضع تنتقص فيه حرمته إلا خذله الله”.

إن أصل الخذلان هو الإحباط بعد توقع الدعم، وقد تكون الآثار النفسية على المخذول جسيمة، لذا يحتم على المسلمين تقديم النصرة والعون لبعضهم البعض.

صور مختلفة من الخذلان

يتجلى الخذلان بأشكال متعددة، فترك النصرة يعبر عن خذلان، ومنعها يعد أشد. كما يعتبر الهجوم على المناصرين أو تجاهل معاناتهم نوعًا من الخذلان. أيضًا، برود العاطفة تجاه المجازر أو التقليل من قيمة التضحيات يعد خذلانًا أقسى.

ترك النصرة الإنسانية لقضايا المسلمين يُعتبر خذلانًا، وغلق المعابر في وجه المساعدات أشد. ويُعَد تحميل المستضعفين المسؤولية عن أعمال العدو نتيجة مقاومتهم شيئًا مؤلمًا وأكبر أنواع الخذلان.

تجارب المخذولين في العالم الإسلامي

تجارب القائمين في فلسطين وسوريا تفصح عن مرارة الخذلان، فهم يعيشون آلام تخلّي الأقارب وكيد الأجانب، ومع ذلك يجدون عزاءً في أنهم لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم، ما دامت نياتهم خالصة في طلب النصرة من الله.

وعلى كل مسلم أن يتأمل في دعاء رسول الله بعد خذلان ثقيف، حيث تبرز فيه الألم والثقة بوعد الله في نصرة المؤمنين.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version