لعبة التوقعات: هل يحقق الأدب غير الغربي الفوز بجائزة نوبل للآداب 2024؟
في السنوات السابقة، تمكنت الجزيرة نت من تحقيق توقعات دقيقة ثلاث مرات، حيث قامت بتوقع فوز الأديب النرويجي يون فوسه في عام 2023، والأديبة الفرنسية آني إرنو في 2022، والكاتبة البولندية أولغا توكاركوك في 2019.
بعد ساعات قليلة، ستكشف الأكاديمية السويدية عن اسم الفائز بجائزة هذا العام 2024. ومن المتوقع أن تُعلن الأكاديمية اليوم الساعة 11:00 بتوقيت غرينتش عن الفائز الذي سيحصل على مكافأة تبلغ 11 مليون كرونة سويدية (أكثر من 1.06 مليون دولار).
ترشيحات متنوعة لكتّاب غير غربيين
يتوقع خبراء أن يفوز كاتب غير ناطق بالفرنسية أو الإنجليزية بجائزة نوبل لهذا العام، بعد هيمنة الكتّاب الغربيين على الجائزة لفترة طويلة. ومن بين الأسماء المرشحة، تأتي الكاتبة الصينية كان تشوي (تسان شيئه)، حيث تُعتبر واحدة من المفضلات لدى النقاد.
عانت تشوي من ظروف صعبة خلال طفولتها بسبب الاضطهاد السياسي لعائلتها، مما أثر على نظرتها الأدبية. تُقارَن كتاباتها بأسلوب كافكا، حيث تتصف بالأجواء القاتمة واللاعقلانية، وتتناول موضوعات تمس القضايا الإنسانية بشكل سريالي.
يعتقد بيورن فيمان، رئيس القسم الثقافي في صحيفة “داغنز نيهيتر” السويدية، أن اختيار الفائز هذه السنة سيختلف عن توقعات النخبة الثقافية، ويشير إلى أن اللجنة تميل للمفاجآت، لذا من الممكن أن يفوز كاتب مكسيكي أو أرجنتيني أو كاتب من القارة الإفريقية.
وعن الأدباء الشهيرين، يفضل فيمان الكاتب سلمان رشدي، الذي يتمتع برمزية خاصة كمدافع عن حرية التعبير بعد تعرضه للطعن في عام 2022.
الإحصائيات تظهر أن معظم الفائزين بجائزة نوبل للآداب هم من الرجال الأوروبيين، حيث نالت 17 امرأة فقط الجائزة من أصل 120 فائز. ومن الكتاب الناطقين بالعربية، حصل الكاتب المصري نجيب محفوظ بمفرده على الجائزة عام 1988.
تشير الأستاذة كارين فرانزين إلى أن الأدب الصيني غني وواسع، ولكنه لم يُعكس بشكل كافٍ في تاريخ جوائز نوبل، حيث كانت آخر مرة فاز فيها كاتب صيني، مو يان، عام 2012.
### ضبابية الفائزين بجائزة نوبل للأدب
تستمر تساؤلات النقاد حول أداء الأكاديمية السويدية في اختيار فائزين بجائزة نوبل للأدب من الكتاب غير الناطقين بالإنجليزية أو الفرنسية. وفقاً لفيكتور مالم، رئيس القسم الثقافي في صحيفة “إكسبرسن”، يعاني الأعضاء من نقص في المعرفة بالأدب الأجنبي. وأعرب مالم عن توقعه بفوز الكاتبة الأميركية الأنتيغوية جامايكا كينكيد هذا العام، مشيراً إلى صعوبة ظهور كاتب هندي في القائمة، نظراً لعجز الأعضاء عن فهم اللغة الهندية.
عجز في فهم الأدب الأجنبي
يشير مالم إلى الاعتماد الكبير على الترجمات، ما يجعل من التقييم المعني بالأعمال الأدبية الأجنبية أقل دقة. وقد اعتمدت الأكاديمية منذ عام 2021 هذا النهج عند التعامل مع اللغات التي لا يتقنها الأعضاء، لكن الصحافية الأدبية لينا كالمتيغ من الإذاعة العامة السويدية أوضحت أن قراءة الترجمات ليست كالأصلية وأنه نادراً ما تكون أعمال الكتاب المشاركين باللغة السويدية.
الثقافة الغربية وتأثيرها
يرى الناقد الأدبي راسموس لاندستروم أن السبب وراء نقص الفائزين من غير الناطقين بالإنجليزية أو الفرنسية يعود إلى الهيمنة التاريخية للثقافة الغربية. على الرغم من تقدمه في هذا الجانب، إلا أنه يرى أن الموضوع قد تم مناقشته كثيراً خلال العقود الماضية مع الكشف عن مداولات اللجنة السرية التي تستمر لمدة 50 سنة.
محاولة تغيير الاتجاه
تسعى الأكاديمية حالياً لتوسيع نطاق الجائزة جغرافياً ولغوياً، حيث تعبر فرانزين عن أهمية الانفتاح على رؤى غير أوروبية، بينما يتوقع يوهان هيلتون، المسؤول عن القسم الثقافي في صحيفة “يوتيبورس بوستن”، فوز كاتب من أوروبا الوسطى أو الشرقية. ورغم ذلك، يستبعد هيلتون احتمال فوز كاتب روسي نظراً للاعتبارات السياسية التي قد تُفقد الجائزة مصداقيتها.
الانتقادات لتحيزات اللجنة
يعتبر الأكاديمي الأميركي بروتون فيلدمان أن “جائزة نوبل تُعتبر سياسية بشكل واسع”، حيث يتجه النقاد إلى الاعتقاد بأن أعضاء اللجنة يتحيزون ضد الكتاب ذوي الأذواق المختلفة. وأعرب الروائي البريطاني تيم باركس عن شكوكه في قدرة الأعضاء على تقدير الأدب والثقافات غير الإسكندنافية، مشيراً إلى أن 16 كاتباً إسكندنافياً حصلوا على الجائزة من أصل 113 كاتباً منذ انطلاقها.
حقائق عن جائزة نوبل للأدب
منحت جائزة نوبل للأدب 110 مرات منذ تأسيسها، وفي 4 حالات تمت مشاركة الجائزة بين كاتبين. يظل الكتاب الأكبر سناً هم الأكثر فوزاً، حيث كان متوسط أعمار الفائزين بين 1901 و2017 حوالي 65 عاماً. وتُعتبر فرنسا الدولة الأكثر تتويجاً بالجائزة بواقع 16 مرة، تليها الولايات المتحدة وبريطانيا بواقع 12 مرة لكل منهما.
في حين ظن العديد أن وينستون تشرشل فاز بجائزة نوبل للسلام، فإنه حصل فعلاً على الجائزة في الأدب عام 1953. تستمر هذه الجائزة في كونها حديث النقاش بين الأكاديميين والنقاد الأدبيين حول معايير اختيار الفائزين وسياقات العمل الأدبي العالمي.