لماذا تتلاسنين مع شريك حياتك في نهايات الأسبوع والعطلات؟ إليكِ الأسباب وسبل الحل
تكون روتينك وروتين أسرتك سليماً خلال أيام الأسبوع، بسبب العمل والمهام المتعددة، فضلاً عن المسؤوليات المنزلية والعائلية، وأحياناً متطلبات والديك أيضاً، تتنقلين بين مهمة وأخرى والتزام وآخر. تنتظرين عطلة نهاية الأسبوع للاسترخاء والحصول على قسط من النوم الأكبر والأعمق من الذي تحصلين عليه خلال بقية أيام الأسبوع.
ولكن ما يحدث – في كثير من الأحيان – هو وقوع نزاع كبير بينكِ وبين شريكك الحياة، يثير انفعالك ويحتل تفكيرك وقد يدفعك إلى الابتعاد عن المنزل تجنباً للمزيد من التوتر. إذا كان هذا السيناريو يتكرر بالنسبة لكِ، قد تحتاجين إلى معرفة أسباب “صراع نهاية الأسبوع”، وكيفية التعامل معها بفعالية.
التعب العاطفي!
تشير موقع “سيكولوجي توداي” إلى أن من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الخلافات الروتينية بين الزوجين خلال عطلة نهاية الأسبوع، هو تراكم مستوى عالٍ من الإجهاد خلال الأسبوع، مما يجعل التواصل في العطلة أكثر صعوبة، ويضطرهما لقضاء وقتهما معًا.
يؤدي التوتر الذي ينشأ بسبب انشغال الطرفين بإنجاز المهام المختلفة خلال الأسبوع، إلى رغبتهما في التخلص من الضغوطات، مما يجعل الخلاف وسيلة للتحرر.
التوتر الزائد يؤثر سلبًا على قدرة الزوجين على التكيف والتفاعل بشكل فعال، وقد يؤدي أيضًا إلى تقليل قدرتهما على التحكم في أنفسهما، فتصبحان كقنبلتين موقوتتين جاهزتين للانفجار في الوقت المناسب.
“استنزاف التنظيم الذاتي” يلعب دوره هنا، حيث يشير إلى أن الزوجين تجاوزا العديد من التحديات وتعرضا للكثير من التوتر خلال أيام العمل، لدرجة أنهما لا يستطيعان المواجهة. وباقتراب العطلة، ينفد طاقتهما في التكيف. والخلاف هنا قد لا يكون بسبب الغضب من الآخر، بل لعدم قدرتهما على التعامل مع المزيد من التوتر.
التوقعات غير المتسقة
من جهة أخرى، يوضح جوسلين وآرون فريمان، خبراء العلاقات والمؤلفان المشاركان في كتاب “صداع الجدل” (The Argument Hangover)، أن هناك سبباً أساسياً آخر يمكن أن يكون وراء حدوث الاختلافات أثناء عطلة نهاية الأسبوع، وهو: عدم توافق التوقعات بين الزوجين حيال كيفية قضاء وقتهما الفراغي. وقد يصبح الأمر أكثر تعقيداً خصوصاً عندما يتعلق الأمر بعطلة طويلة كإجازات الأعياد.
ففي الوقت الذي قد يميل فيه الزوج إلى الاسترخاء على الأريكة ومشاهدة التلفاز وتناول وجبة دافئة، قد ترغب الزوجة بالتنزه وتغيير الروتين اليومي خلال الأسبوع أو زيارة العائلة. ومن الممكن أيضاً أن يكون العكس صحيحًا، حيث يشعر الزوج بالرغبة في الخروج.
عندما يرغب الزوج في البقاء في المنزل بينما تشعر الزوجة برغبة في الخروج، يمكن أن يؤدي هذا الاختلاف في التوقعات إلى وقوع خلافات بينهما.
كيف يمكن تجاوز هذا؟
وفقًا لـ “سيكولوجي توداي”، يمكن تحقيق تغيير في المشكلات وكسر حلقات النقاشات المتكررة بالتعرف على جوهر المشكلة واستيضاحها. فلا تتنازلين عن هدوئك بسبب تفاهات مثل صوت الجهاز التلفزيوني أو كوب الماء، بل خذين تلك الخيوط لتعبرين عن التوتر الذي تملئينه وتحتاجين للاعتراف به.
بعد الاستيضاح والاعتراف، ستحوزين أنتِ وشريككما على وعي “بالمتين”، وقد تسعى إحداكما لتهدئة الأخرى عند الضجر كي تشعركما بأنكما فريق موحد ضد التوتر. وستتماسك عندما يدرك كل منكما أنهما ليسا الخصم بل الضيق المستمر.
الافصاح عن دوافع النزاع يمكن أن يمنحك فرصة لاعادة النظر في الأمور بدقة أكبر وتهدئة غضبك العابر، لتجنب الرد العاطفي المفاجئ والتصاعدي نتيجة الضغوط النفسية التي تمرين بها.
قد تتعذر عليك الخروج مِن دائرة التوتر هذه، ما يدفعك للاصطدام أو الانسحاب عند الشريك، وهذا يتضمن الهروب من الحوار أو الشجارات لتحفظي على نفسك وحمايتها. لكن تهدئتك قبل الاندفاع الموجي يُمكنك من تفادي الصدامات وتحديث الروابط بينكما.
عند تفهم سبب النزاع حقيقيا، ربما تجدين فرصة لإجازة الحديث الابتدائي بينكما، فلم لا تفتحين الباب لشريكك ليتنفس ويطلق أعصابه، دون تجاوز المدة العشر دقائق، حتى لا تزيد من ارتفاع حرارة المواجهة.
بخلاف التوقعات المتضاربة، رأت أسرة فريمان أن مفتاح الحل يكمن في بساطة حدائق الوقت قبيل نهاية الأسبوع، حيث يمكنكما التخطيط معًا للرحلات واحتياجات الإقامة. ينصح بالتفاوض والمبادرة لتحقيق توافق الرغبات، فالاحتراز من التقصير أو الإحباط يمكن بتفهم الجهود المناصرة ومينائية الطموحات.
وبصفة عامة، يمكن لكل من الطرفين أن يحصل على فسحة زمنية خاصة به للاستراحة الشخصية التي يحتاجون إليها لتهدئة أعصابهم وتعزيز الروابط بينهم. كما أن تقديم الدعم لشريكك ومساعدته في الاسترخاء يمثلان جزءًا من بناء العلاقة القوية بينكما.