لماذا تحتفي مؤثرات المكياج على “تيك توك” بتجاعيد الوجه؟
في زمن تتسم فيه معايير الجمال باللامعقول، بات من الواضح تشابه ملامح العديد من المشاهير والمؤثرات عبر منصات التواصل الاجتماعي، خاصة بعد أن أصبحت إجراءات البوتوكس وحقن الفيلر جزءًا من الروتين اليومي للعناية بالجمال.
أصبحت هذه الإجراءات التجميلية شائعة لدرجة أنه يكاد يكون نادرًا أن تجد شخصية معروفة لا تستخدمها، حيث يتمتع الكثير منهن بشفاه منتفخة وجبهات ووجنات بلا تجاعيد، حتى أثناء الضحك والكلام.
بناءً على ذلك، وكنوع من الرد على هذه “الظاهرة المزعجة” -حسب كلام العديد من النساء حول العالم- احتفت بعض المؤثرات عبر منصة “تيك توك” بتجاعيد وجوههن أثناء التعبير عن مشاعر مختلفة، وقاموا بتقديم مكياج أطلقوا عليه “المضاد للبوتوكس والفيلر”.
ظاهرة غريبة تجتاح “تيك توك”
في مزيج من مقاطع الفيديو المتعلقة بالتجميل والنقد لاستخدام الفيلر والبوتوكس، بدأت المشاركات في صيحة المكياج الجديد باستخدام مستحضرات التجميل التقليدية، ثم قمن بتغيير ملامح وجوههن بالتعبير عن مشاعر مختلفة لإظهار التجاعيد في مناطق مثل جوانب العينين والوجنتين وحول الشفاه. واستخدمت الألوان الداكنة لتظليل وإبراز تلك التجاعيد؛ مما خلق نمطًا فنيًا يعتمد على الميزات الطبيعية للوجه.
وبذلك، ظهرت العديد من التقنيات المشابهة مثل تقنية وضع ظلال العيون عند زوايا العينين الخارجية، ثم الضغط على الوجه لأعلى قبل إضافة ظل أغمق، حيث تخلق هذه الحركة تأثيرًا يشبه الشرارات في شكل العينين، وهي مظهر لافت أصبح رائجًا بين المؤثرات وخبراء المكياج عبر الإنترنت.
@dominiqueallison finally a trend for my non botox’d face🤣 ib @Hello Adri @Mei Pang !!! @nyxcosmetics_uk eyeshadow palette
كما قامت المشاركات بإضافة ألوان زاهية للشفاه، ثم استخدموا ظلاً داكناً في الطبقة العليا، مما أعطى مظهراً متشققا للشفاه مع خطوط تشبه جلد الحمار الوحشي، في محاولة للاحتفاء بالمظهر الطبيعي للجلد الذي يظهر التجاعيد عند عرض تعبيرات متنوعة.
لذلك، تحولت هذه الفيديوهات من مجرد حيل مكياج إلى أدوات لانتقاد حقن الفيلر التجميلية، بالإضافة إلى الاحتفاء بالحركة الطبيعية للوجه وتحدي القوانين الجمالية السائدة في عصر وسائل التواصل الاجتماعي.
رواج المكياج المضاد للبوتوكس
يرجع انتشار هذا الاتجاه التجميلي الجديد في أساسه إلى أنه لا يناسب جميع الأشخاص، بل ويعري المشاهير الذين لا يمتلكون ملامح صحيحة وطبيعية.
### تجاعيد البشرة وعمليات التجميل
تعتبر تجاعيد البشرة العميقة والطبيعية عنصرًا أساسيًا لنجاح صيحة المكياج المضاد للبوتوكس، حيث تساعد هذه التجاعيد في إبراز التأثير المطلوب. من المثير للاهتمام أن العمليات التجميلية مثل حقن البوتوكس تقضي على هذه التجاعيد، مما يجبر الكثير من المؤثرات على التعامل مع النقد عندما يتحدثن عن الجمال الطبيعي.
### مقاومة معايير الجمال النمطية
شهدت منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة “تيك توك”، تزايدًا في الرفض لتوجهات الجمال التي تروج لها بعض المؤثرات ذوات الشفاه المشدودة والجلد الناعم بفضل البوتوكس. يتجه العديد من المستخدمين لاحتضان مظهر أكثر طبيعية وغير مفلتر، بعيدًا عن المعايير غير القابلة للتحقيق التي يروج لها البعض.
وفي مثال على ذلك، علق أحد مستخدمي منصة “إكس” قائلاً: “من المضحك أن المؤثرين لا يستطيعون تقديم هذه الصيحة الجديدة بشكل ناجح”. بينما أضافت أخرى: “يجب أن نعتبر الشيخوخة شيئًا جميلًا وليس عيبًا”.
### الانتقال نحو الجمال الطبيعي
يشهد العالم حاليًا حركة متصاعدة نحو تقدير الجمال الطبيعي، خاصةً في ظل توجيه الأنظار نحو الرغبة في التغيير. وفقًا للجمعية الأمريكية لجراحي التجميل، هناك ارتفاع ملحوظ في عدد النساء اللاتي يفضلن التخلي عن الفيلر، ما يشير إلى تحول في معايير الجمال في المجتمع.
بدأ هذا الاتجاه بشكل خاص خلال جائحة “كوفيد-19″، حيث أصبح الوعي بصحة النفس والجسد أولوية. بالإضافة إلى ذلك، كانت قيود الحركة صعبة في الحصول على الإجراءات التجميلية المعتادة.
### روتينات العناية بالبشرة وإعادة تعريف الجمال
منذ بداية هذه الحركة، غمرت وسائل التواصل الاجتماعي بمئات الصيغ لروتين العناية بالبشرة الطبيعية، حيث يتبادل رواد “تيك توك” النصائح حول الصحة العامة وأهمية التغذية الصحية. يشير هذا التوجه إلى إعادة تعريف للجمال ترتكز على العناية الذاتية والنفسية.