لماذا يُعتبر اكتئاب الحمل حالة يجب الانتباه لها؟
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن حوالي واحدة من كل خمس نساء تعاني من مشاكل صحية نفسية أثناء الحمل أو في السنة التي تلي الولادة، ويعاني 20% منهن من أفكار انتحارية أو من إيذاء النفس.
رغم الحملات المتزايدة لرفع الوعي حول اكتئاب ما بعد الولادة، لا يزال اكتئاب الحمل يظل أكثر غموضًا ويقع في كثير من الأحيان تحت طائلة التجاهل.
ما هو اكتئاب ما قبل الولادة؟
تعرف “مايو كلينيك” اكتئاب ما قبل الولادة باعتباره اضطراب مزاجي يؤدي إلى شعور دائم بالحزن وفقدان الحماس، كما قد يسبب القلق والتعب وصعوبات في النوم.
غالبًا ما يتم تجاهل الاكتئاب أثناء الحمل، حيث تعكس أعراضه مثل عدم الاستقرار العاطفي وتغيرات الطاقة والنوم والشهية ما يعاني منه العديد من النساء الحوامل، مما يجعل هذه الأعراض تُعزى بشكل طبيعي إلى الحمل بدلاً من اعتبارها علامات على الاكتئاب.
كما أن مقدمي الرعاية الصحية يميلون إلى التركيز على الصحة الجسدية للأم أكثر من الاهتمام بصحتها النفسية، رغم أن الصحة النفسية لها تأثير كبير على الجنين.
من الأكثر عرضة للإصابة؟
قد يظهر اكتئاب ما قبل الولادة في أي مرحلة من مراحل الحمل، لكن ليس بالضرورة أن تصاب به جميع النساء.
وفقًا لمؤسسة “كليفيلاند كلينيك”، هناك بعض الفئات من النساء أكثر عرضة للإصابة باضطراب الحمل، مثل النساء اللاتي يعانين من تاريخ مرضي للقلق أو الاكتئاب أو الأمراض العقلية مثل الوسواس القهري.
هناك أيضًا عوامل غير مرضية تزيد من احتمالية إصابة بعض النساء بالاكتئاب، مثل:
- الحمل بطفل ذو احتياجات خاصة.
- التعرض لمشاكل اجتماعية مثل الانفصال أو الخلافات الزوجية.
- صعوبات مالية أو دخل منخفض.
- توقع ولادة أطفال توائم أو أكثر.
- الحمل غير المخطط له.
- عدم وجود دعم اجتماعي كافٍ من الأصدقاء والعائلة.
أعراضه
بسبب التغيرات الهرمونية، يمكن أن تتواجد تقلبات مزاجية طبيعية مثل الشعور بالتعب والانفعال. ومع ذلك، إذا استمر الشعور بالحزن والاكتئاب، فقد يكون ذلك علامة على اكتئاب ما قبل الولادة ويستدعي طلب المساعدة الطبية.
تشمل العلامات والأعراض المحتملة لاكتئاب ما قبل الولادة والتي تستدعي زيارة متخصص:
- الشعور بالحزن أو البكاء في معظم الأوقات.
- الانفعالية السريعة والاستياء المتكرر.
- فقدان الحافز للأنشطة أو الأشخاص.
- النقص في الشهية أو تناول الطعام بكثرة.
- زيادة الأفكار السلبية والقلق المستمر.
- الشعور بالذنب أو اليأس.
- صعوبة في التركيز أو اتخاذ القرارات.
- الآلام المتكررة كصداع وآلام في البطن.
- الشعور بالتعب الدائم وفقدان الطاقة.
- الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية.
- الشعور بعدم القدرة على الاعتناء بالطفل.
- صعوبات في النوم.
مخاطر اكتئاب ما قبل الولادة
إذا ترك اكتئاب الحمل دون علاج، فإنه قد يتطور إلى اكتئاب ما بعد الولادة، إلا أن الاكتئاب الذي يحدث بعد الولادة لا يكون دائمًا مرتبطًا بالاكتئاب الذي سبق الولادة.
يختلف الاكتئاب قبل وبعد الولادة عن ما يُعرف بـ “كآبة ما بعد الولادة” المرتبطة بالتغيرات الحياتية، والتي تُحل عادة في غضون أسابيع قليلة، في حين يحتاج الاكتئاب قبل الولادة وبعدها إلى تدخل طبي.
يمكن أن تُشابه آثار اكتئاب ما قبل الولادة آثار اكتئاب ما بعد الولادة. حين تعاني النساء من الاكتئاب أثناء الحمل، قد يتضرر اهتمامهن بصحتهن النفسية، مما يؤثر سلبًا على تغذية الجنين وراحته النفسية.
في حالات شديدة، قد تشعر المرأة بالقلق والذعر، وقد تفكر في إيذاء نفسها.
وفقًا لمؤسسة “كيرنج فور كيدز”، يمكن أن يؤدي الاكتئاب إلى:
- الإجهاض.
- الولادة المبكرة.
- ولادة طفل صغير الوزن.
إذا لم يُعالج الاكتئاب أثناء الحمل، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الاكتئاب ما بعد الولادة الذي قد يستمر لعدة أشهر ويؤثر على صحة الأم وسرعة اتصالها بطفلها.
كيفية التعامل معه
كما هو الحال مع أي حالة صحية، من الضروري استشارة الطبيب للتشخيص والعلاج المناسب. يُعتبر الالتزام بالعلاج أمرًا حيويًا.
إلى جانب العلاج الطبي، يمكن أن تساعد بعض الاستراتيجيات في تحسين الحالة النفسية، مثل:
- الدعم العائلي من الزوج والأقارب والأصدقاء.
- المشاركة في أنشطة مخصصة لاستقبال الطفل.
- ممارسة الرياضة المناسبة للحمل.
- الاستفادة من اليوغا والتأمل.
- الخروج مع الأصدقاء والانخراط في التجمعات العائلية.
- القراءة أو ممارسة فنون مثل التلوين، أو الاستماع للموسيقى.
- الانضمام لمجموعات دعم الأمهات ومشاركة التجارب الإيجابية.
رابط المصدر