أسباب فقدان أبناء اليوم لإحساس الاتجاهات وطرق استعادته
تتحدث شركات التكنولوجيا الكبرى عن أن أبناء هذا الجيل هم الأول بين الأجيال الذين لن يعرفوا معنى الضياع. فهل هذه حقيقة إيجابية؟
وذكر جيري بروتون في مقال بصحيفة “ذا غارديان” أن هناك فقداناً في الشعور بالاتجاه، وأن أدمغتنا تتقلص، خصوصاً في جزء الذاكرة والتعلم المعروف باسم “الحُصين”.
الذاكرة المكانية
تلعب الذاكرة المكانية دوراً مهماً في تحديد المسارات لوصول الفرد إلى أماكن معينة، مثل المنزل والمدرسة، وتعتبر جزءاً من الذاكرة الطويلة المدى حيث تقوم بمعالجة المعلومات المرئية والسمعية كأدلة أثناء التنقل واستخدام الخريطة العقلية.
يشغل القسم المخصص للذاكرة المكانية نحو 75% من مساحة الحُصين، الذي يكون حجمه حوالي 5 سم.
أصبحت سمعة سائقي سيارات الأجرة في لندن بأن لديهم حصيناً بحجمٍ كامل معروفة، لكن بحلول 2011، أثبت علماء من جامعة لندن كولدج أن حجم حصين هؤلاء السائقين يتقلص بعد التقاعد.
شروق الشمس وغروبها
تُشير “ذا غارديان” إلى أن الأطفال الذين يعيشون في المدن نادراً ما يشاهدون شروق الشمس أو غروبها، مما يضعف قدرتهم على التمييز بين الاتجاهات. كما تُظهر الأبحاث بأن الأطفال يقطعون مسافات أقل بكثير مقارنة مع الأجيال السابقة؛ حيث انخضت المسافة من 10 كيلومترات قبل 4 أجيال إلى 270 متراً فقط.
من ناحية أخرى، يُدرك العديد من الآباء أن هذا التناقص في حرية الحركة مرتبط بزيادة بنسبة 50% في الخوف من الفضاءات المفتوحة، مما يؤثر بطريقة سلبية على الصحة العقلية والجسدية للأطفال. يؤدي هذا الخوف إلى تجنب الطبيعة، وقد يتطور ليشمل اللامبالاة تجاه البيئة، مما يزيد من احتمالية العداء تجاه الحفاظ عليها.
وتشير الدراسات أيضاً إلى علاقة بين الارتباك الطبوغرافي التنموي والصحة العقلية، حيث تساهم التفاعلات عبر الإنترنت في تنمية وعي مشوّه بالمكان والفضاء.
الوعي بالعالم المادي
ولتقوية مهارات التنقل وتعزيز الارتباط بالعالم المادي، يمكن اتباع النصائح التالية التي ذكرتها “ذا غارديان”:
- تحديد الاتجاهات الأساسية: استخدم البوصلة لتحديد الاتجاهات الأربعة الأساسية.
- استخدام الخرائط الورقية: يساعد الاستخدام المنتظم للخرائط الورقية في فهم محيطك بشكل أفضل.
- الاعتماد على الرياح: تعلم الاتجاهات بالاستناد إلى اتجاه الرياح كما كان يفعل الأسلاف.
- التجوال دون أجهزة إلكترونية: خصص وقتًا لاستكشاف الطبيعة بدون الاعتماد على الهواتف، لتعزيز قدراتك الحسية وتقديرك للعالم من حولك.