لحظة المعجزة: الثورة السورية والتفاؤل الجديد
«يسقط الطاغية (الثلج) الآن في مونتريال، والأشجار وقوفاً كالأشجار»، كانت هذه جملتي المفضلة على «فيسبوك»، طيلة ثلاثة عشر عاماً بداية من الثورة السورية. كنت أهيّئ نفسي للكتابة عن اللحظة التي سيسقط فيها الطاغية بشار الأسد في دمشق.
مع مرور الوقت، تحررت سوريا من هذا النظام، وسقط النظام السوري المجرم، مما جعل السوريين يشعرون بخفة كبيرة. تمسكنا بالحلم، وقررنا ألا نسمح لأحد بسرقته.
التفاؤل وانتصار الإرادة
بعد سنوات من المعاناة والمجازر والمآسي، عادت إلينا روح التفاؤل. مرتسماً على وجوهنا عزم في مواجهة المعاناة، لم نعد نريد أن يكون الحلم مجرد ذكرى.
وفي يوم الثامن من ديسمبر 2024، جاء كأنه بابا نويل يحمل العلم السوري، ليوزع الأمل على جميع السوريين كبارًا وصغارًا. اقترح علينا السلام والمصالحات رغم كل الآلام والمآسي التي شهدناها.
سارعنا لتوقيع عقد التفاؤل، ورقصنا في ساحات المدن، نرفع علمنا ونعلن حريتنا، مُجددين وضوح هويتنا كأبناء وطن استرداه الشعب.
الحذر من الآمال المغشوشة
لكن، كان هناك شيء من الخوف والحذر في قلوبنا، خصوصاً مع وجود تجارب مؤلمة سبق أن عشناها. قطعنا وعوداً بالتفاؤل، لكننا عشنا تحت عرش الخوف.
صديقتي الكندية تقول: «الثلج هو وطني»، وأردت أن أقول: «الخوف هو وطني»، مخاوف من مستقبل قد نقع فيه ضحايا لأحلام مغشوشة.
مواجهة التحديات ومبادرات البناء
في ظل هذه المشاعر المتضاربة، زمننا السوري المقبل يتطلب منا الإقدام والتضامن، بل ورؤية سوريا دولة قانون ومجتمع مدني.
ومع عودة سوريا، التي تبدو محطمة، نُدرك أن التغيير يتطلب بذل الجهود من جميع السوريين.
تتصدر الصورة مجموعة من الثوار الإسلامويين، يتحدثون عن وعود بسوريا جديدة. الملحمة السورية تأخذ مجراها، والسوريون لن ينتظروا بعد الآن.
لقد بدأوا فعلياً في كتابة تاريخهم الجديد، متمسكين بحلمهم. لن نسمح بعد الآن لأي جهة أو تنظيم أن يسرق هذا الحلم.
الخاتمة: مستقبل مشرق رغم التحديات
نعم، نحن في صفقة مع التفاؤل، حتى ولو كان هناك بعض الغش. آمالنا تتخطى العقبات، ونجدد إيماننا بمستقبل أفضل لسوريا.
* سينمائية سورية
