لوتان: هل يقترب انتهاء حظر إرسال القوات الأوروبية إلى أوكرانيا؟

By العربية الآن


لوتان: هل ينتهي الحظر على إرسال قوات أوروبية إلى أوكرانيا قريباً؟

PARIS, FRANCE - JULY 14: Eurocorps soldiers march during the annual Bastille Day military parade in Paris, France on July 14, 2019. (Photo by Mustafa Yalcin/Anadolu Agency/Getty Images)
جنود أوروبيون (الفيلق الأوروبي) بباريس في 14 يوليو/تموز 2019 (الأناضول)

ذكرت صحيفة “لوتان” الفرنسية أن انتخاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب يفرض ضغوطاً على الزعماء الأوروبيين لتجاوز الخطوط الحمراء المتعلقة بأوكرانيا. وقد أُعيد طرح موضوع إرسال قوات أوروبية إلى كييف على طاولة النقاش، رغم وجود الجنود هناك بالفعل ولكن بطريقة سرية.

لم ينتظر ترامب طويلاً بعد انتخابه ليبدأ في تحريك الخطوط الحمراء التي حددها الأوروبيون بشأن أوكرانيا، حيث أعلن أنه قادر على إنهاء الحرب “خلال 24 ساعة”. وأدى ذلك إلى دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للحصول على مزيد من الصواريخ طويلة المدى وأنظمة الدفاع الجوي، بالإضافة إلى الانضمام السريع لحلف شمال الأطلسي (ناتو).

1- ما الذي نتحدث عنه بالضبط؟

وفقاً لتقرير أعده فاليري دي غرافنريد وكميل باجيلا، فإن ترامب الآن هو من يحدد نبرة النقاش، وقد دعا في منشور له عبر منصة “تروث سوشيال” إلى “وقف فوري لإطلاق النار” بين كييف وموسكو. وهذا يثير قلق الأوروبيين من تحولهم إلى مراقبين سلبيين في “صفقة” لتجميد الصراع قد يتم استبعادهم منها، مما يعني أنهم لا يرغبون في ألا يكونوا مجرد “أداة” في مفاوضات تتعلق بأمنهم.

أصبح حلفاء أوكرانيا مستعدين في الآونة الأخيرة لدراسة خيار إرسال قوات إلى أراضيها، حيث أعرب زيلينسكي بوضوح، للمرة الأولى، عن دعمه لمثل هذا الانتشار، في انتظار انضمام بلاده المحتمل إلى الناتو. وقد ناقش ماكرون هذه القضية مع رئيس وزراء بولندا دونالد تاسك وأطلعه على مشاوراته مع ترامب وزيلينسكي.

2- ما السيناريوهات المختلفة التي تم أخذها بعين الاعتبار؟

أشارت الصحيفة إلى أن هناك عدة خيارات قيد النقاش، لكنها محاطة بالغموض لأسباب استراتيجية ولعدم تقديم إشارات واضحة لروسيا. سيكون من بين هذه الخيارات تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا لوقف إطلاق النار وضمان السيطرة على منطقة منزوعة السلاح.

وفقًا للمحلل العسكري المستقل نيكلاس ماسوهر، فإن أحد الخيارات المدروسة هو إرسال بعثة لحفظ السلام أو مراقبين بتواجد خفيف على طول خط التماس. لكن ماسوهر اعتبر أن مثل هذه القوة لن تكون رادعاً كافياً لروسيا، وأن المراقبين يجب أن يتحلوا بالحياد، في حين تعتبر موسكو معظم الدول الأوروبية أطرافًا في الصراع.

أما الخيار الآخر، فيتمثل في قوة ردع أكثر هجومية تُعرف عسكريًا باسم “سلك التعثر”، حيث يتم نشر قوات أوروبية لزيادة الضغط على روسيا.

## الوضع الحالي في الأزمة الأوكرانية

تتزايد المخاوف من تصعيد الخلافات في أوكرانيا، خاصة مع تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول إمكانية إرسال قوات أوروبية مباشرة لدعم الجيش الأوكراني، مما أثار “صدمة” في الساحة الدولية.

## المفاوضات ووقف إطلاق النار

في الوقت الراهن، لا توجد مؤشرات على استعداد روسيا للجلوس إلى طاولة المفاوضات. ومع ذلك، هناك مخاوف من أن يواصل الجيش الروسي هجماته خارج منطقة دونباس، مما سيغير الديناميات الأوروبية بشكل كبير. إذا تمكنت روسيا من تحقيق انتصارات، ستواجه الدول الأوروبية وضعًا مختلفًا عما هو عليه الآن.

وبحسب الصحيفة، قد تدفع بعض المؤشرات، مثل تراجع قيمة الروبل منذ صيف 2022 ونقص المركبات العسكرية، روسيا لتغيير سياستها. وقد لاحظ ماسوهر أنه “إذا تحقق هذا الوضع، فقد تفتح الفرصة للمفاوضات في عام 2025”.

## دعم الدول الأوروبية لأوكرانيا

تحدث الرئيس ماكرون كأول زعيم أوروبي يقترح فكرة إرسال قوات أوروبية، مشيرًا إلى أنه إذا تم اختراق الخطوط الأمامية من قبل الروس وكان هناك طلب من أوكرانيا، فيجب التفكير في هذا الأمر بجدية.

هذا الاقتراح أثار ردود فعل متباينة، إلا أن النقاش حوله تجدد خلال لقاء بين ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر. الوزير الفرنسي جان نويل بارو أكد على عدم استبعاد أي خيار وقال إن “فرنسا والمملكة المتحدة لن تسمحا لرئيس روسيا بتحقيق أهدافه”.

تسعى الدول البلطيقية المجاورة لروسيا لضغوط أكبر لتقديم الدعم لأوكرانيا، ويبدو أن الوضع الأمريكي المتغير تحت قيادة ترامب يعزز من التفكير في ارسال قوات أوروبية، خاصة من دول البلطيق وبولندا.

## موقف ألمانيا من إرسال القوات

من جانبه، قال المستشار الألماني أولاف شولتس إنه “من غير المناسب التكهن بإرسال قوات”، مشددًا على استحالة ذلك طالما استمرت الحرب. وعلى الرغم من انتقادات بعض المعلقين لألمانيا، إلا أنها تعد ثاني أكبر دولة داعمة لأوكرانيا بالمساعدات العسكرية.

المعارضة السياسية في ألمانيا، تحت قيادة فريدريش ميرز، قد تسعى لتغيير هذا الموقف من خلال تقديم مقترحات لتسليم مدفعيات وطائرات لأوكرانيا.

## الجنود الأوروبيون في أوكرانيا

تشير التقارير إلى وجود جنود أوروبيين في أوكرانيا، رغم عدم إعلان أي دولة ذلك رسمياً، مما يعكس وجود “غموض استراتيجي” حول الوضع. وقد أشار ضابط فرنسي سابق، غيوم أنسيل، إلى أن “ثلث الحلفاء لديهم جنود في الميدان”، بما في ذلك قوات من المخابرات والمتدربين والمستشارين العسكريين، لكنهم عادة لا يرتدون الزي الرسمي.

إضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون هؤلاء “العسكريون الغربيون” جزءًا من القوات الخاصة أو متطوعين. وقد أوضحت تحقيقات أن عددًا من الجنود ضمن الفيلق الدولي للقوات الأوكرانية يصل إلى 1500.

إعلان

رابط المصدر

7- خطر الانسحاب الأميركي

يشير تقرير الصحيفة إلى خطر جسيم يتمثل في إمكانية إلغاء الرئيس الأميركي ترامب جميع أنواع المساعدات المالية والعسكرية المقدمة لأوكرانيا. في حال حدوث ذلك، فإن الانسحاب الأميركي سيؤدي إلى تداعيات مدمرة بالنسبة لقدرات الاستخبارات، حيث يعتمد الأوروبيون بشكل كبير على المعلومات الاستخباراتية الأميركية، التي تتسم بالدقة في تحديد مسارات الصواريخ، وهو ما تفتقر إليه أوروبا.

وفيما يتعلق بالمساعدات العسكرية، يوضح الخبراء أنه سيكون من الصعب على أوروبا تعويض النقص الذي قد ينجم عن الانسحاب الأميركي المحتمل. يشير نيكلاس ماسوهر إلى أن أوروبا قد تكون قادرة على إنتاج ذخائر مدفعية لأوكرانيا، وهو ما يجري بالفعل، لكنه لا يعتبر بديلاً كافياً.

تدرس الدول الأوروبية عدة سيناريوهات، كما ورد في التقرير. أحد هذه السيناريوهات هو اتخاذ الولايات المتحدة موقفاً سلبياً أو عرقلة المساعدات، بينما يقول ماسوهر إن “السيناريو الأكثر قلقاً يتمثل في أن تكون الولايات المتحدة معادية تجاه الدول الأوروبية، مركزة على علاقاتها الثنائية مع روسيا على حساب حلف شمال الأطلسي وأوروبا، وبالطبع، أوكرانيا”.

أما بالنسبة للأوكرانيين، فإن السيناريو الأخطر هو إمكانية إجراء مفاوضات بين الولايات المتحدة وروسيا دون إشراك الأوكرانيين والأوروبيين، مما قد يؤدي إلى تجميد الدعم لأوكرانيا واستمرار الحرب الروسية.

8- سيناريو النموذج الكوري

شهدت الأمور تغيراً لمصلحة الجانب الأوروبي عندما قام الرئيس الأوكراني بكسر المحظورات، حيث دعا في 29 نوفمبر/تشرين الثاني إلى حمايات لحلف الناتو للمناطق التي لا تزال تحت سيطرة كييف، مبدياً استعداده للتخلي “فوراً” عن استعادة الأراضي المحتلة من قبل روسيا، والتي تشكل حوالي 18% من البلاد.

يشير غيوم أنسيل إلى وجود نموذج أطلق عليه “النموذج الكوري”، الذي يتمثل في صراع متوقف مع خط ترسيم حدود تراقبه القوات، مما يعني تجميداً للخطوط الأمامية دون أن يكون ذلك نتيجة لمفاوضات سلام. وهذا الأمر، كما يشير، يمكن أن يشجع الجيوش على محاولات أخرى للتقدم، ولكنه ينطوي على خطر كبير يتمثل في إمكانية استمرار الوضع لفترة طويلة تمتد لعقود مثلما هو الحال في كوريا.

المصدر: لوتان

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version