لوفيغارو: 3 أسابيع في عمق السودان الم devastated والمعزول عن العالم

By العربية الآن



لوفيغارو: 3 أسابيع في قلب السودان المدمر والمعزول عن العالم

a view shows a destroyed building interior as clashes between the army and the paramilitary rapid support forces (rsf) continue, in omdurman
آثار الدمار في الخرطوم شاهد على ضراوة القتال (رويترز)

تحولت الخرطوم، التي كانت جوهرة على ضفاف نهر النيل، إلى حطام ودمار، وصارت مقبرة مليئة بالجثث التي نهشتها الكلاب الضالة. تتصاعد فيها رائحة الموت في كل مكان، بينما تحولت محطة التلفزيون، التي كانت مركزا للدعاية، إلى سجن يعذب فيه المحتجزون.

هذا هو المشهد المفزع لمدينة الخرطوم كما تصفه صحيفة لوفيغارو، وهو حصيلة أكثر من عام من النزاع بين الجيش السوداني برئاسة الجنرال عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي). خلال هذه الفترة، أصبح السودان برميل بارود حقيقياً، حيث قُتل أكثر من 150 ألف شخص وتشرد الملايين، مع انتشار المليشيات في خضم أزمة إنسانية حادة.

عمل صحفي ميداني

تناولت الصحيفة عملاً تصويرياً أنجزه المصور إيفور بريكت لصالح صحيفة نيويورك تايمز، بعنوان “حرب فوق النيل: السودان المجزأ”. استند العمل إلى أسابيع قضاها في السودان مع الكاتب ديكلان والش، حيث تعتبر البلاد واحدة من أكثر الأماكن صعوبة على الصحفيين.

وأكد الصحفيون أن الانتصارات المتتالية لقوات الدعم السريع أدت إلى تصاعد وجود الجماعات المسلحة، بينما يتربص شبح المجاعة بالأطفال، مما يهدد حياتهم. كانت التأشيرات لدخول البلاد من الصعب الحصول عليها، لكنهم تمكنوا من الوصول إلى بورتسودان ومن ثم إلى الخرطوم.

الاشتباكات تصاعدت في الخرطوم في الآونة الأخيرة بين الجيش وقوات الدعم السريع (رويترز)

أمطار القذائف

ذكر الكاتب أن القذائف تتساقط على المستشفيات والمنازل من دون توقف، وشاهد الصحفيان السكان يدفنون موتاهم عند أبواب منازلهم محاولين الحفاظ على بعض مظاهر الكرامة. كما شهدوا تزايد الغضب بين السكان الذين شكلوا مليشيات مدنية، مما زاد من تعقيد الصراع.

في المدينة، تتغير الخطوط الأمامية باستمرار، وكل شارع أصبح ساحة معركة محتملة. في الجزيرة الوسطى، التي كانت وجهة للتمتع، لا يُسمع فيها إلا أزيز الطائرات المسيرة تتعقب أهدافها.

في مستشفى علياء، حيث تعالج الجنود، تشاهد دكتورة مناهل محمد وقد استُهدفت النوافذ من قبل القناصين، مما يوفر رؤية حزينة لوسط المدينة الذي كان مزدهراً خلال التسعينيات ولكنه الآن يعاني من الفقر والدمار.

شوارع الخرطوم بحري تكتظ بالسيارات والمباني المدمرة جراء القتال (الجزيرة)

صرخة أممية

بداية أغسطس/آب، حذرت الأمم المتحدة من أن 26 مليون شخص يواجهون خطر سوء التغذية. وأشار ستيفن أومولو، نائب المدير العام لمكان العمل والإدارة في برنامج الأغذية العالمي، إلى عدم الاستجابة لتحذيراتهم، وأن المجاعة قد عادت إلى دارفور، بينما يواجه 230 ألف طفل خطر الموت.

يبدو أن أكثر من 10 ملايين لاجئ يتجمعون على الحدود مع دول مثل تشاد وجنوب السودان ومصر وإثيوبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى. تواجه العديد من المناطق مستويات حرجة من المجاعة، ويمكن أن يتسبب ذلك في أزمة أكثر دموية مما شهدته إثيوبيا في ثمانينيات القرن الماضي.

السودان عالق في دوامة حرب قد تسحب دول المنطقة معها.

مع تفاقم الأزمة، يسعى بعض الأشخاص لتقديم المساعدة، مثل مطبخ الحساء الذي يوفر وجبات طعام، بتمويل من الشيخ الأمين، الذي أصبح شخصية محورية في السودان.

صورة تظهر مخزنًا طبيًا مدمرًا في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور (الفرنسية)

توسع الحرب

فيما يتعلق بالتدخل الأجنبي، أعرب خبراء أميركيون عن قلقهم الشديد من دور دولة الإمارات، التي أصبحت أكبر مورد للأسلحة لقوات الدعم السريع في انتهاك للحظر المفروض من الأمم المتحدة.

في المقابل، يُقال أن الجيش النظامي يحصل على دعم من مصر وإيران، وكذلك مرتزقة فاغنر الروسية، مما زاد من تعقيد الموقف العسكري. السودان يعاني من توترات إقليمية قد تؤدي لانزلاق دول جديدة إلى الصراع.

المصدر: لوفيغارو



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version