ليلة من الضربات: بيروت تعاني من أقسى هجوم جوي
تفاصيل التحذيرات والأزمة
لم تتبع الدكتورة تغريد دياب مسؤول الإعلام في الجيش الإسرائيلي، الكولونيل أفيخاي أدرعي، على وسائل التواصل الاجتماعي، لذا لم ترَ التحذير الذي نشره في وقت متأخر من ليلة السبت. لكن ابنتها رصدت الخبر وقامت بإرساله إليها مع سؤال عاجل: “هل هذه عيادتك؟”.
يخصص الكولونيل أدرعي أحيانًا تحذيرات الإخلاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبيل الضربات الجوية الإسرائيلية في لبنان، حيث تتضمن تلك المنشورات صورة جوية تُظهر المبنى المستهدف باللون الأحمر. درست الدكتورة دياب، التي تقدم الرعاية لمئات النساء في الضاحية الجنوبية لبيروت، الصورة التي أرسلتها ابنتها. وسرعان ما تعرفت على المبنى السكني المجاور لعيادتها، والذي تم تظليله بمربع أحمر مرعب. وبدأت في البكاء قائلة: “بعد 30 سنة من العمل، علمت أن عيادتي ستُدمر. شعرت وكأن قلبي سينفجر”.
التصعيد الإسرائيلي وأثره على المدنيين
تـمثل الضربة الجوية الإسرائيلية التي تلت التحذير واحدة من حوالي 30 ضربة استهدفت منطقة الضاحية خلال الليل، في أقوى قصف شهدته العاصمة اللبنانية منذ بدء التصعيد الأخير ضد جماعة حزب الله التي تدعمها إيران. ووفقًا لوزارة الصحة اللبنانية، أسفرت الضربات عن مقتل 23 شخصًا وإصابة 93 آخرين.
في بيان، أفاد الجيش الإسرائيلي بأنه “نفذ سلسلة من الضربات المستهدفة على عدد من مخازن الأسلحة” التابعة لحزب الله في المنطقة. وتقول إسرائيل إنها تستهدف تلك الجماعة بهدف السماح لمواطنيها بالعودة إلى شمال البلاد بعد تعرّضهم لهجمات صاروخية متزايدة من جنوب لبنان على مدار العام الماضي.
التأثير على الحياة اليومية
تُعد الضاحية الجنوبية لبيروت معقلًا لحزب الله، وقد تعرضت لضغوط هائلة خلال هذا التصعيد. وكان القصف الإسرائيلي قد أسفر عن مقتل قائد حزب الله حسن نصر الله قبل أكثر من أسبوع، حيث دمر الضربة ستة مبانٍ سكنية. وتم الإبلاغ عن مقتل خليفته المشتبه به، هاشم صف الدين، في ضربة مماثلة ليلة الخميس، على الرغم من عدم تأكيد الخبر.
والآن، باتت المنطقة التي كانت مزدحمة تعاني من شح الحياة، حيث يمكن سماع طائرات الاستطلاع الإسرائيلية تحلق فوقها بينما تترك الهجرة الأخيرة لحوالي 500,000 ساكن الهدوء في شوارع المدينة.### دمار عيادة الدكتور دياب نتيجة الضربات الجوية الإسرائيلية
لحظة وقوع الأضرار
عند وصول فريق الـ BBC إلى موقع عيادة الدكتور دياب صباح يوم الأحد، كان البناء المستهدف قد اختفى واستبدل بفوهة عميقة يبلغ عمقها 9 أمتار (30 قدماً) مليئة بالمعادن المنحونة وممتلكات عائلية مشوهة. لم يُسجل أي قتلى نتيجة لهذه الضربة، إلا أن عيادة الدكتور دياب تعرضت للهدم، كما كان تخشى. وكانت قد قررت تعليق الخدمات قبل بضعة أيام حيث أشارت إلى أن القصف كان يستهدف كل مكان.
تأثير تدمير العيادة
وصفت الدكتور دياب تدمير العيادة بأنه “كارثة” قائلة: “يعتمد على هذه العيادة نساء من جميع أنحاء الضاحية وما وراءها. كنا نستقبل 50 مريضاً يومياً قبل القصف”. وأضافت بأن هذه الخدمة من المحتمل أن تبقى معطلة لفترة طويلة، لأن المكان والمعدات الطبية تعرضت على الأرجح للتدمير ولم تكن مؤمنة.
دمار المتجر المجاور
أسفل عيادة الدكتور دياب، تم تدمير محل الإضاءة الخاص بشكيب صالح جراء الانفجار، حيث عُلقت الأضواء المزخرفة وهي محترقة وسوداء. وعلق صالح (73 عاماً) قائلاً: “لقد تحطمت جميع مستودعاتي أو احترقت، إنها خسارة ضخمة”. وتذكر أنه استغرقه سنوات ليعيد بناء عمله بعد أن أصابت قنبلة مخزنه خلال الغزو الإسرائيلي عام 1982، والآن هو في نفس الوضع مرة أخرى.
الدمار في الضاحية
أظهرت لقطات الفيديو التي نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي خلال عطلة نهاية الأسبوع تدميراً واسع النطاق في الضاحية، حيث تحولت المباني متعددة الطوابق إلى أنقاض. وأكد موظف رفيع المستوى في مستشفى الرسول الأعظم، أحد المرافق الطبية الطارئة القليلة المتبقية في الضاحية والتي تقع على بعد 150 متراً فقط من عيادة الدكتور دياب المدمرة، أن المستشفى كان يتجاوب مع الضربات القريبة خلال عطلة نهاية الأسبوع. حيث كان يعمل بطاقة محدودة للغاية ويستقبل مرضى مصابين بجروح خطيرة، بما في ذلك إصابات في الرأس والصدر.
الاستعداد للمزيد من الضربات
استمر القصف الجوي على منطقة الضاحية حتى يوم الأحد، كما يبدو أنه يتصاعد قبل retaliatory من المتوقع من قبل إسرائيل ضد إيران في الأيام القادمة.
أحلام مدمرة
علت صوت الدكتور دياب بالتوتر وهي تتحدث عن حيها قبل بدء القصف، قائلة: “كانت هذه المنطقة دائماً مزدحمة – مدارس، متاجر، عيادات، كانت هناك حركة مرورية، والناس تسير، كانت هناك حياة في كل مكان”. لقد فتحت عيادتها بأمل أن تعمل بناتها هناك معها يوماً ما. وقد التحقت جميعهن بكلية الطب، وانضمت الابنة الكبرى، التي تخرجت حديثًا، Staffها قبل أن تدمر العيادة.
ورغم كل ذلك، أكدت دياب أن حلمها لم ينتهِ بل تأجل فقط: “سأعود إلى الضاحية وأعمل مع بناتي”.