ماذا ينتظر العراق بعد خروج القوات الأمريكية؟ آراء خبراء عسكريين

By العربية الآن



ما مستقبل العراق بعد الانسحاب الأميركي؟ خبراء عسكريون يجيبون

انسحاب أميركي من العراق baghdad, iraq - march 10: a u.s. soldier from the 4th infantry division removes a concrete block as troops prepare to pull out of camp rustamiyah on march 10, 2009 in baghdad, iraq. as us president barack obama unveiled the details of his plan to withdraw u.s forces from iraq, violence rose in baghdad. a suicide bomber struck shiite and sunni tribal leaders at a market after they attended a peace conference on march 10, 2009, killing 33 and wounding many more in the town of abu ghraib west of baghdad, iraq. the attack is the second major attack in just two days. (photo by wathiq khuzaie/getty images)
يوجد نحو 2500 جندي أميركي بالعراق في إطار التحالف الذي تشكّل عام 2014 لمحاربة تنظيم الدولة (غيتي)

بغداد- عادت قضية انسحاب القوات الأجنبية من العراق إلى الواجهة، بعد تصريح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في مقابلة مع تلفزيون “بلومبيرغ” حيث أكد فيها أن وجود القوات الأميركية لم يعد ضرورياً بعد أن حققت نجاحاً كبيراً في هزيمة “تنظيم الدولة الإسلامية”، وذكر أنه يعتزم الإعلان عن جدول زمني لانسحاب هذه القوات قريباً.

وكشفت مصادر لوكالة “رويترز” أن الخطة تشمل خروج مئات من قوات التحالف الدولي بقيادة أميركا بحلول سبتمبر/أيلول 2025، وبقية القوات بحلول نهاية 2026، مع الإشارة إلى أنه تم الاتفاق بشكل كبير على الخطة، وهناك حاجة للحصول على موافقة نهائية من البلدين وقيد تحديد موعد رسمي للإعلان عنها.

وأفادت ذات المصادر بأن الإعلان كان مقرراً أن يصدر قبل عدة أسابيع، لكن تم تأجيله بسبب التصعيد الإقليمي الناتج عن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ولإتمام بعض التفاصيل النهائية، مع سعي الطرفين لإقامة علاقة استشارية جديدة قد تسمح ببقاء بعض القوات الأميركية في العراق بعد الانسحاب.

يُعتبر هذا الاتفاق المتوقع انتصاراً سياسياً لرئيس الوزراء العراقي، الذي يسعى لتحقيق توازن في موقف بغداد كحليفة لكل من واشنطن وطهران اللتين تختلف مواقفهما تجاه الشرق الأوسط.

تحتفظ الولايات المتحدة حالياً بنحو 2500 جندي في العراق، بالإضافة إلى 900 في سوريا، ضمن التحالف الذي تشكّل في عام 2014 لمكافحة تنظيم الدولة بعدما اجتاحت أراضي شاسعة في البلدين، لكن تم طرد التنظيم من معظم تلك المناطق قبل عدة سنوات.

سد الفراغ

تحدث اللواء الركن المتقاعد والخبير في الشؤون العسكرية عماد علو عن قدرة العراق على سد الفراغ بعد انسحاب القوات الأجنبية، مشيراً إلى أن القدرات العسكرية العراقية قد تطورت على مر السنوات، لاسيما في القوات البرية التي تمتلك خبرات تقنية وعسكرية جيدة لمواجهة أي تهديد.

وأضاف علو أن القدرات الجوية والدفاع الجوي لا تزال بحاجة إلى دعم دولي لتعزيز تلك القدرات، خصوصاً فيما يخص أنظمة الرادار والتصدي للأهداف المعادية ومنظومات الصواريخ الشاملة.

كما أكد أنه منذ عام 2020، يواصل الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن بشأن إعادة هيكلة العلاقة بينهما، حيث تم تشكيل لجنة فنية عسكرية لمتابعة هذا الملف.

وقد أسفرت الحوارات عن تشكيل ثلاث لجان:

  • لتقييم قدرات تنظيم الدولة.
  • للبحث في احتياجات القوات العراقية العسكرية والأمنية.
  • للترتيب للعمليات المطلوبة للتنسيق والتعاون بين الطرفين.

وأشار إلى أن اللجان أنجزت تقريرها ودراستها، وتم بحث جدولة إنهاء وجود القوات في العراق، دون أن يتم التطرق بشكل صريح إلى انسحاب القوات الأميركية، قائلاً إن “الوضع الحالي يتطلب المزيد من التنسيق والنشاط مع الجانب الأميركي لتعزيز هذه القدرات، خصوصاً في المجال الاستخباري والاستطلاع، مما يستدعي وقتاً كافياً لإكمال تلك الجهود”.

قلق سني وكردي

في المقابل، استبعد المحلل السياسي محمد حارث المطلبي انسحاب القوات الأميركية حتى في حالة الاتفاق مع الحكومة العراقية، معتبراً أن وجودها يمثل “هدفاً أساسياً لتأمين الجبهة الشرقية لإسرائيل واستمرار محاصرة إيران”.

وأوضح المطلبي أن المكونات السنية والكردية تشعر بالقلق من انسحاب القوات الأجنبية، نتيجة الصراعات الطائفية الماضية التي أدت إلى تغييرات ديمغرافية كبيرة في مناطق متعددة داخل بغداد وبعض المحافظات، رغم استمرار وجود القوات الأميركية.

وأشار إلى أن هذا الأمر أوجد انطباعاً لدى تلك المكونات بأن انسحاب الأميركيين يعني “زوال الشرطي الذي يفصل بين المكونات ويحافظ على توازن الانتشار الجغرافي”، حيث توجد مخاوف من “دكتاتورية الأغلبية”، وهو قلق مبرر، لكنه أكد أن الأمور في العراق تسير وفق أطر قانونية وتشريعية، ما يستوجب عدم الاعتماد على المخاوف في اتخاذ القرارات.

كما شدّد أن تساؤلات حول ثمن خروج القوات هو “الانهيار الاقتصادي الكبير للعراق”، من خلال ارتفاع سعر الدولار وعدم قدرة الحكومة على الوفاء بالتزاماتها، كذلك توقع وجود صراعات سياسية في بعض المناطق “بفضل دراسة مخابراتية أميركية واضحة تهدف لإجبار الحكومة على إبقاء تلك القوات”.

وأكد على أن الحكومة أمام “واجب شرعي وأخلاقي تجاه الشعب العراقي وكذلك الأمتين العربية والإسلامية” تستوجب تحقيق السيادة الكاملة وإنهاء الاحتلال، وحثّ على أن هذا هو الخيار الذي يجب دعمه للوصول إلى الاستقلال الاقتصادي.

مستقبل الفصائل

بدوره، أكّد الخبير الاستراتيجي حيدر حميد على قدرة القوات العراقية في “مواجهة خطر داعش”، مشيراً إلى أن التحدي يبقى في توفير الدعم اللوجستي بما يتعلق بالجهود الاستخباراتية والتقنية والجوية لمواجهة هذه التهديدات.

كما حذّر من خطورة أن يبقى العراق ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية، ما لم تعالج تلك المشكلات، مبيناً أنه رغم انتهاء مهمة التحالف الدولي لن تعني بالضرورة نهاية العلاقة مع الولايات المتحدة، بل سيتم تنظيمها من خلال اتفاقات أمنية مستدامة لدعم القوات العراقية.

وبشأن مستقبل الفصائل المسلحة في العراق، قال إن هذه إحدى المخاوف التي قد تنشأ بعد انسحاب القوات الدولية، حيث يعتقد الكثيرون بأن انسحاب الأميركيين قد يمهد الطريق للمد الإيراني.

المصدر : الجزيرة



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version