ما مستقبل القضية الفلسطينية بعد فوز ترامب؟
<
div class=”wysiwyg wysiwyg–all-content css-1vkfgk0″ aria-live=”polite” aria-atomic=”true”>رام الله- بعد إعلان دونالد ترامب فوزه مجددًا برئاسة الولايات المتحدة، تتجه الأنظار إلى منطقة الشرق الأوسط، وبخاصة القضية الفلسطينية، التي تشهد تصاعدًا في التصعيد العسكري على قطاع غزة وتزايد التوترات في الضفة والقدس.
ترامب هزم المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في الانتخابات، حيث حصل على حوالي 315 صوتًا من المجمع الانتخابي. وفي تصريح له أثناء تجمع انتخابي في فلوريدا، أكد ترامب فخره بفوزه في التصويت الشعبي، مما يعكس محبة الشعب له.
سجل ترامب مع الفلسطينيين
يعاني الفلسطينيون من تاريخ صعب مع ترامب وإدارته، حيث عُرف بقراراته التي شملت إيقاف تمويل الأونروا وإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن عام 2018. كذلك، قام بنقل سفارة بلاده إلى القدس عام 2017 وأعلنها عاصمة موحدة لإسرائيل، قبل أن يطرح رؤيته لتحقيق “السلام” في ما يعرف بـ”صفقة القرن” عام 2020، والتي قوبلت بالرفض من قبل الفلسطينيين لأنهم رأوا أنها تنتقص من حقوقهم ولا تتضمن إقامة دولة فلسطينية.
وجهات نظر المقدسيين
عبر فلسطينيون في مدينة القدس عن عدم期待هم لأي تحسينات جراء نتائج الانتخابات الأمريكية، واعتبر البعض أن المقارنة بين ترامب وهاريس هي أشبه بالاختيار بين “سيئ وأسوأ”. لديهم تجربة سابقة مع ترامب الذي نقل السفارة الأمريكية.
موقف الفلسطينيين من نتائج الانتخابات
أشار واصل أبو يوسف، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إلى أن كلا الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، يتسمان بدعمهما للاحتلال الإسرائيلي. وأوضح أن هناك شراكة كاملة في استمرار العدوان ضد الشعب الفلسطيني، وأن فوز ترامب لا يغير من موقف الولايات المتحدة المنحاز للاحتلال.
وأكد أبو يوسف على أهمية الوحدة الوطنية، وضرورة مقاومة أي محاولات لتهجير الفلسطينيين سواء من غزة أو الضفة. كما شدد على الحاجة لاستمرار الجهود السياسية نحو إنهاء الاحتلال وحماية الشعب الفلسطيني من حالات الفقر والتجويع.
في ختام حديثه، أكد أبو يوسف أن الفلسطينيين يجب أن يثبتوا تمسكهم بحقوقهم الوطنية وأن يظلوا موحدين في مواجهة المخاطر والتحديات.
تداعيات فوز ترامب على القضية الفلسطينية
يعتقد أستاذ العلوم السياسية المختص بالشأن الأمريكي الدكتور أيمن يوسف أنه ستكون هناك “تداعيات واضحة” لفوز دونالد ترامب، خاصة فيما يتعلق بالملف الفلسطيني. ويشير إلى أن التأثير الأبرز سيكون في كيفية إدارة الحرب في قطاع غزة. ومن المحتمل، حسب رأيه، أن يعطى نتنياهو الوقت الكافي لإنهاء هذه المعركة قبل الحديث عن أي مخرج سياسي.
وأضاف يوسف في حديثه للجزيرة نت أن الشهرين المقبلين سيكونان “حاسمين جداً” بالنسبة لقطاع غزة، حيث يُمكن أن يوجه ترامب رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تنص على ضرورة إنهاء الحرب قبل استلامه الرسمي لمهامه في البيت الأبيض.
محاولات ترامب لتفعيل التطبيع العربي
تجاوزًا للجانب الفلسطيني، يتوقع يوسف أن يسعى ترامب إلى استراتيجيات جديدة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية عبر تعزيز مشروع التطبيع العربي الاقتصادي والسياسي، محاولًا إدارة الأمور بعيدا عن النزاعات المسلحة. ويُرجح أن يُؤدي هذا إلى “تطبيع عربي شامل” يضم أغلب الدول العربية، حيث يُعتقد أن ترامب يرى أن الفلسطينيين غير قادرين أو غير راغبين في اتخاذ قرارات تاريخية تعترف بإسرائيل.
وأشار إلى أن إسرائيل ستستمر في فرض وقائع جديدة في قطاع غزة من خلال تهجير السكان والتضييق عليهم، وضم أراض جديدة في الضفة الغربية، بالإضافة إلى تكثيف النشاط الاستيطاني.
ولا يتوقع يوسف حدوث أي ضغوط أمريكية على إسرائيل بخصوص البناء في المستوطنات الكبرى، مما يعني فشل الحل السياسي. وبالتالي، يُعد الحل الاقتصادي أو التطبيعي هو البديل الأكثر احتمالية في هذه المرحلة.
تداعيات على السلطة الفلسطينية
من جهته، يتوقع المحلل السياسي أحمد أبو الهيجا أن يتخذ ترامب خطوات لوقف الحرب على غزة، ولكن في نفس الوقت هناك مخاوف من أن تؤدي هذه التطورات إلى تداعيات سلبية على الضفة الغربية، حيث قد يبارك ترامب خطوات الحكومة الإسرائيلية اليمينية بضم جزء كبير منها.
ويعتقد أبو الهيجا أنه سيكون هناك تدخلات إقليمية للتعامل مع القضية الفلسطينية تساهم في إضعاف دور السلطة الفلسطينية بشكل أكبر، مما يجعلها في وضع حرج للغاية.
ونوه بأن الحكومة الإسرائيلية مهتمة في نهاية المطاف بإنهاء وجود السلطة الفلسطينية، لكنها ستبقيها في مرحلة تعول فيها على بقاء السلطة ككيان، حيث وصفها وزير المالية السابق بتسلئيل سموتريتش بأنها “كالغريق الذي يحافظ على رأسه فوق الماء”.
الحكومة الإسرائيلية تُتوقع أن تقوم بتقليص وجود السلطة في غالبية مناطق الضفة الغربية، خاصة شمالاً، وأن تُنكر وجودها في بعض المناطق، مستبدلة إياها بنماذج من القطاع الخاص، وربما ستعمل على تحميل الأردن بعض المسؤوليات.
ختم أبو الهيجا بالتأكيد على أن مشكلة إسرائيل مع السلطة ليست بشأن أدائها، بل تتعلق بالرمزية السياسية لوجودها.