ماذا ينتظر موظفي الشركات المرتبطة بنظام الأسد الذي تم الإطاحة به؟

By العربية الآن


ما مصير موظفي الشركات المحسوبة على نظام الأسد المخلوع؟

ماذا ينتظر موظفي الشركات المرتبطة بنظام الأسد الذي تم الإطاحة موظفي الشركات المرتبطة بنظام الأسد موظفي الشركات المرتبطة بنظام الأسد
مئات الموظفين في القطاع الخاص السوري يجهلون مصير وظائفهم بعد سقوط نظام الأسد (الفرنسية)

دمشق – توقفت العديد من الشركات والمصانع التي يملكها رجال أعمال مقربون من نظام بشار الأسد المخلوع منذ الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي. هذا التوقف أدى إلى حالة من القلق لمئات الموظفين في القطاع الخاص الذين يعتمدون على هذه الوظائف لإعالة أسرهم، في وقت يعيش فيه السوريون أصعب الظروف المعيشية منذ عام 2011.

وعلّق وزير الاقتصاد السوري، باسل عبد الحنان، على هذا الوضع، مشيراً إلى أن “العمال والموظفين في الشركات التي تتبع للنظام ليسوا مسؤولين عن الفساد والجرائم التي ارتكبتها تلك العصابة وأزلامها”.

وأكّد الوزير تقديره للمعاناة التي يعيشها الشعب السوري نتيجة سيطرة رجال النظام على الاقتصاد، وأضاف بأن “هؤلاء العمال والموظفين يواصلون العمل في معظم هذه القطاعات”.

فيما يخص الشركات والمصانع المتوقفة عن العمل، أشار عبد الحنان إلى أن “هناك لجان قانونية تدرس أوضاع هذه الشركات بهدف إعادة تشغيلها وتطويرها وتوظيف العاملين بها”.

شركات ومعامل تعود ملكيتها لرجال أعمال مقربين من نظام الأسد توقفت بشكل كامل عن العمل (الأناضول)

مصير مجهول

رغم عودة بعض الشركات والمصانع تدريجياً للعمل منذ حوالي شهر، إلا أن عددًا من المشاريع ما زالت متوقفة بشكل كامل.

قال رياض.ر (42 عاماً)، وهو مهندس مدني ومشرف على عدة مشاريع تابعة لرجل الأعمال المقرب من النظام، خالد قدور، إن “عمله وزملائه وأكثر من 150 عاملاً في مشاريع الإنشاءات في بلدة يعفور توقف منذ سقوط النظام في الثامن من ديسمبر/كانون الأول”.

وأضاف في حديثه للجزيرة نت، “معظم الموظفين لا يملكون مصدر دخل آخر سوى أجورهم التي كانت تأتي من عملهم في هذه المشاريع”. وأكد أن استمرار التوقف قد يؤدي إلى “كارثة إنسانية” بسبب غياب مصادر الدخل.

بدورها، أكدت بشرى.خ (26 عاماً)، موظفة علاقات عامة في الشركة السورية الدولية للإنتاج الفني، التابعة لرجل الأعمال محمد حمشو، أن “الشركة توقفت تماماً عن العمل منذ اليوم الأول لسقوط النظام، وليس لديها أي معلومات حول إمكانية العودة للعمل”.

وأشارت بشرى، “ليس لدي مصدر دخل آخر، ولدي مسؤوليات عديدة، وأنا قلقة جداً بشأن المستقبل”.

وقال مصدر مطلع في مدينة عدرا الصناعية شمال شرقي دمشق، إن شركات مثل “سينالكو” لتصنيع المشروبات الغازية، و”سيامكو” لتجميع السيارات، و”فيرست غلاس” لتصنيع الزجاج، و”ميديل إيست” لصناعة كابلات الكهرباء، و”معمل حديد” للصناعات المعدنية، كلها متوقفة تماماً عن العمل.

العديد من الشركات والمصانع والمنشآت التي تعود ملكيتها لرجال الأعمال المقربين من النظام السابق تعرضت للتخريب (الفرنسية)

عودة متباطئة

تلقي السلبية التجارية بظلالها على حركة السوق، حيث تظل عودة العمل بعد توقف طويل مشكلة قائمة.

## تعرض منشآت رجال الأعمال لعمليات تخريب وسرقة

في الثامن والتاسع من ديسمبر/كانون الأول الماضي، شهدت العديد من الشركات والمصانع المملوكة لأشخاص مقربين من النظام السابق عمليات سرقة وتخريب، بالإضافة إلى إتلاف الوثائق بواسطة مجهولين.

### استئناف العمل مع الحاجة للتجديد

على الرغم من أن هذه المنشآت بدأت العمل مجددًا مطلع الشهر الجاري، إلا أنها لا تزال بحاجة إلى عمليات ترميم وتجهيز لأقسامها بالمعدات التي سُرقت أو تضررت.

### شهادة من داخل الجامعة

وفي هذا السياق، تقول رغد النجم، موظفة في شؤون الطلبة في الجامعة السورية الخاصة “إس بي يو” في ريف دمشق، إن الموظفين عادوا للدوام بشكل طبيعي قبل أيام.

تعود ملكية الجامعة إلى إيهاب مخلوف، ابن خالة الرئيس السابق بشار الأسد، وقد تعرضت مكاتبها وأقسامها لعمليات السرقة والتخريب. وتضيف رغد: “مع ذلك عدنا إلى العمل ببطء، ويجري حاليًا جرد المسروقات واحتساب الخسائر والمفقودات بانتظار إعادة تجهيز المكاتب بالمعدات الضرورية لخدمة الطلاب بشكل كامل”.

### عودة شركة ميلك مان للعمل

من جهة أخرى، أكد خليل شحادة، مدير قسم التصميم البصري في شركة ميلك مان – التي تملكها رامي مخلوف، ابن خالة الرئيس المخلوع بشار الأسد – أن العمل عاد بشكل طبيعي انطلاقًا من الشهر الجاري.

وأشار شحادة إلى أن الإدارة الجديدة في الشركة قد عملت على معالجة العديد من المشكلات التي كان يعاني منها الموظفون، مثل الدوام يوم السبت والخصومات من الرواتب دون مبرر.

### سيطرة رجال الأعمال على القطاع الخاص

يجدر بالذكر أن رجال الأعمال المقربين من النظام السابق كانوا قد تمكنوا، بالشراكة مع أشخاص من عائلة الرئيس المخلوع بشار الأسد، من السيطرة على العديد من مجالات القطاع الخاص السوري عن طريق احتكار العمل فيه.

المصدر: الجزيرة

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version