تتضمن بداية كل عام دراسي تحديات كبيرة لكل من الطلاب والمعلمين الجدد، إذ يشعر الطلاب بعدم الارتياح وقد يقاومون التكيف مع المعلم الجديد، بينما يواجه المعلم صعوبات في التواصل مع طلابه.

على الرغم من أن هذه المشاعر قد تكون مبررة أم لا، إلا أنها تشكل عبئًا على جميع الأطراف المعنية. فما الحلول التي من شأنها تسهيل عملية التكيف، خاصة في ظل تكرار هذه التجربة مع بداية كل عام دراسي جديد، حيث يتغير المعلمون والفصول الدراسية بشكل مستمر؟

رحل الطيب وجاء الشرير

شيماء خميس، المعلمة بإحدى مدارس القصير في محافظة البحر الأحمر بمصر، لم تنسَ أنها كانت طالبة يوماً ما. تذكر تجربتها في المرحلة الابتدائية عندما تم تغيير معلم اللغة الإنجليزية لديها بشكل مفاجئ.

تقول شيماء: “كنت متفوقة في مادة الإنجليزية بفضل معلمي الذي كان يعرف كيف يتعامل معنا، لكن تم تغييره بسبب ظرف طارئ، وجاء معلم جديد لم يستطع التعامل معي بالطريقة نفسها”. أضافت أن المعلم الجديد أبلغ والدتها بأنها طالبة غير طموحة، مما أدى لعائق أمام قدرتها على التعلم، حتى أن عودته لمعلمها القديم ساهمت في تحسن مستواها الدراسي.

كانت شيماء تدرك أن قدرة المعلم على احتواء طلابه تساعد في عملية التعلم، لذلك تُركّز على الأنشطة المشتركة مع المعلمين الجدد لكسر الحواجز بينهم وبين الطلاب.

وقد وجدت دراسة أجريت بإحدى الجامعات الهولندية عام 2019، أن انتماء الطلاب إلى المدرسة يلعب دورًا حيويًا في حياتهم الدراسية، وذلك من خلال تحفيز المعلمين لهم عاطفيًا واجتماعيًا. لكن ما العوائق التي تمنع المعلمين من القيام بهذا الدور عند دخولهم صفوف جديدة؟

لهذا يقع المعلمون في الفخ

لا يواجه كل الأطفال صعوبة في تقبل المعلمين الجدد؛ بل تتعلق المسألة ببعضهم الذين يتميزون بسلوكيات “نمط التعلق”. حسب منى لملوم، الباحثة في الدراسات النفسية للأطفال والمراهقين، فإن الفتيات هن الأكثر تأثراً بهذه المشكلة، التي تبدأ عند تغيير معلم محبوب كان لديه ذكريات جيدة مع الطلاب.

توضح منى أن المعلم القديم يعرف أسماء الطلاب ومستوياتهم، بينما المعلم الجديد يكون ن unfamiliar with their previous experiences. بعض الطلاب يختارون عدم التفاعل، مما يؤدي للمشكلات، رغم أنه لا يعني أن الجديد أقل كفاءة.

ومع ذلك، في بعض الأحيان تكون المشكلة ناتجة عن المعلم الجديد نفسه، خاصة إذا اتصف بعدة سمات، منها:

• عدم الاهتمام بأسماء الطلاب.
• عدم منح الطلاب فرصة للتعبير عن أنفسهم.
• كثرة الصراخ على الطلاب.
• عدم القدرة على حل النزاعات بينهم.
• عدم شعور الطلاب بأنهم مهمون كما كانوا مع المعلم السابق.
• تقديم واجبات منزلية فوق قدرة الطلاب.
• استخدام التهديد أو السخرية عند عدم إجابة الطلاب بشكل صحيح.

تقترح منى بعض الحلول لمساعدة المعلمين الجدد في تحسين علاقة التفاعل مع الطلاب، ومن بينها:

• الاعتراف بأن تعلق الطلاب بالمعلم القديم طبيعي.
• الاستعانة بالمعلم القديم للتعريف على الطلاب وتسهيل الانتقال.
• تشجيع الطلاب واستخدام أسمائهم لخلق جو من الألفة.
• التركيز على الجوانب التربوية والسلوكية بالتوازي مع الجوانب التعليمة.

هكذا يمكن للولي مساعدة طفله

يمكن لأولياء الأمور دعم أطفالهم في عملية التكيف من خلال اتباع مجموعة من الخطوات الفعالة. من بين هذه الخطوات ما يمكن استعارة أسلوب الشركات الكبرى في تحسين الأداء وتقارير قياس الأداء. ينبغي على الوالدين طرح بعض الأسئلة لفهم الوضع الحالي بدقة وتحديد سبب صعوبة التكيف.

ما الذي يحدث؟ اطلب من طفلك وصف ما يجري في الفصل وتفسير وجهة نظره حول الأسباب. على سبيل المثال، إذا لم يتعرف المعلم الجديد على أسماء الطلاب بعد، اسأله “هل كان المعلم مشغولاً أم لم يكن لديه الوقت الكافي؟“

ما أفضل شيء حدث اليوم؟ ساعد هذا السؤال في معرفة ما يفضله طفلك في المدرسة، مما يوفر له دفعة إيجابية.

ما أسوأ شيء حدث اليوم؟ من خلال ذلك يمكن تحديد المشكلة التي تحتاج إلى حل.

يؤكد الخبراء أنه طالما أن المعلم الجديد لا يشكل خطرًا على الطفل، فإنه يمكن التعامل مع الوضع، مما يتطلب وقتًا ودعمًا حتى تمر الفترة الأولى من العام الدراسي بشكل سلس.