ما الذي جاء به كبير أمناء سر نتنياهو إلى روسيا؟

By العربية الآن

زيارة ديرمر إلى روسيا: عمق العلاقات والتحديات الراهنة

شهدت العاصمة الروسية موسكو زيارة لوزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، الأسبوع الماضي، وهي زيارة تحمل دلالات كبيرة على مستوى العلاقات بين روسيا وإسرائيل. بعض المراقبين يرون أن الهدف من الزيارة كان محاولة تكليف روسيا بدور رقابي لمنع نقل الأسلحة الإيرانية إلى «حزب الله» في لبنان، ولكن هذا التصور قد يبدو مبسطاً ولا يعكس حقيقة العلاقات المعقدة.

التفاهمات بين موسكو وتل أبيب

تعتبر زيارة ديرمر جزءًا من اتصالات مكثفة بين موسكو وتل أبيب. وقد شهدت نفس الفترة زيارة وفد روسي رفيع إلى إسرائيل، حيث جرت محادثات سياسية استراتيجية، وتم تبادل عدد من المقترحات المهمة. يعود ديرمر إلى موسكو حاملاً أجوبة حول القضايا المطروحة.

التقارب بين إسرائيل وإيران

ما يثير اهتمام الحكومتين حالياً هو ما أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 18 أكتوبر، حيث أبدى استعداده للعب دور وساطة بين إيران وإسرائيل لتجنب التصعيد نحو حرب. لكن إسرائيل تجاهلت التصريح عملياً، وقامت بشن غارات واسعة ضد مواقع إيرانية بعد أيام قليلة.

التنسيق الأمني بين روسيا وإسرائيل

منذ فبراير 2016، قامت روسيا وإسرائيل بتطوير آلية تنسيق أمني فعّالة، هدفها الرئيسي هو تجنب التصادم بين القوات الروسية في سوريا والقوات الإسرائيلية. وقد تُعتبر هذه التجربة ناجحة حتى الآن، حيث نفذت سلاح الجو الإسرائيلي العديد من الغارات دون وجود ردود فعالة من الجانب الروسي.

العلاقات الاستراتيجية

يشدد السفير الروسي في تل أبيب، أناطولي فكتوروف، على أن العلاقات بين البلدين تمثل نموذجاً للتعاون الاستراتيجي، بالرغم من الخلافات الموجودة. كما دعا في أغسطس الماضي، المواطنين الإسرائيليين من أصول روسية للعودة إلى روسيا لتجنب المخاطر الأمنية.

التحديات السياسية

تواصل حكومة نتنياهو تلقي انتقادات حادة من المعارضة المحلية بسبب تعاملها مع روسيا، ومن جانب الإدارة الأميركية أيضاً. ومع ذلك، فإن العلاقات الدافئة بين بوتين وترمب ساهمت في إتاحة الفرصة لإسرائيل لتطوير علاقاتها بشكل أكبر. زيارة ديرمر تأتي في إطار رؤية لعلاقات جديدة وعودة التعاون الروسي الأميركي في معالجة قضايا الشرق الأوسط.

بهذا، تبدو العلاقات بين إسرائيل وروسيا تتجاوز المجرد التكليفات الأمنية، إذ تدخل في تعقيدات السياسة الدولية، مع احتمالية عرض صفقة جديدة لحل النزاعات في المنطقة بناءً على المتغيرات السياسية القادمة.

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version