ما حقيقة المخطط الخارجي لاحتلال مناطق في بيلاروسيا بعد تصريحات مسؤوليها؟
موسكو- حذر ألكسندر فولفوفيتش، وزير الدولة لشؤون مجلس الأمن في بيلاروسيا، من تهديدات جديدة على الأمن القومي في بلاده من قبل جماعات متطرفة تتمركز في الخارج.
وأوضح أن “المعارضة المتطرفة تتلقى دعما في الغرب لتحقيق خطة تهدف للإطاحة بالسلطات البيلاروسية بالقوة”.
وأضاف أنه وفقًا للمعلومات المتوفرة، هناك دراسة لاستخدام هذه المجموعات في عملية مسلحة للسيطرة على منطقة حدودية أو أكثر في بيلاروسيا، مع إعلان هذه المنطقة حرة وإدخال قوات حفظ سلام غربية إليها.
وأشار إلى انشاء مركز “الكومنولث البولندي الليتواني” لتنسيق تدريب هؤلاء المسلحين، متهما أوكرانيا بأنها “منطقة رمادية” يستخدمها الغرب لصبغ الصراع مع روسيا وبيلاروسيا.
وتحدث عن مشاركة المسلحين في عمليات ضد القوات الروسية، مما يتيح لهم اكتساب خبرة قتالية.
التوتر بين بيلاروسيا والغرب
تتعرض العلاقات بين بيلاروسيا والغرب لتوتر شديد، إذ تتهم بروكسل مينسك بدعم موسكو في الحرب مع أوكرانيا، إضافة إلى الانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان والتزوير في الانتخابات الرئاسية عام 2022.
وفي هذا السياق، رفضت كل من أوكرانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الاعتراف بألكسندر لوكاشينكو كرئيس منتخب شرعي.
وتدهورت العلاقات كذلك بعد حادثة هبوط طائرة أيرلندية في مينسك في مايو 2021، حيث اعتقلت السلطات المعارض رومان بروتاسيفيتش وصديقته الروسية.
اتهامات للغرب بدعم المعارضة
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اتهام الغرب بمساندة جماعات المعارضة البيلاروسية الموجودة خارج البلاد؛ ففي نوفمبر من العام الماضي، ظهرت تقارير إعلامية بيلاروسية تشير إلى أن الغرب والمعارضة يخططان لشن هجمات على 4 مناطق في جنوب غرب بيلاروسيا، بهدف الانقلاب على لوكاشينكو وتأسيس قاعدة جديدة ضد روسيا.
وفي سبتمبر من العام نفسه، أعلن لوكاشينكو أن المعارضة في الخارج تخطط لهجوم مسلح، مطالباً بوتين بنشر صواريخ “أوريشنيك” في بلاده، بينما قال بوتين إن ذلك سيكون ممكنا في النصف الثاني من عام 2025.
المتطوعون والخبرة القتالية
وفي حديث فولفوفيتش، لم يتم تحديد أسماء أو مواقع هذه المجموعات، لكن يبدو أن المقصود هو المتطوعون البيلاروس الذين يقاتلون جنبًا إلى جنب مع القوات الأوكرانية في الحرب ضد روسيا، والذين يتواجد أغلبهم في فوج “قسطنطين كالينوفسكي”، والذي يعد جزءًا من الفيلق الدولي للدفاع عن أوكرانيا.
تم تشكيل هذا الفوج في فبراير 2022 بهدف مكافحة الغزو الروسي، وخصوصاً للدفاع عن العاصمة كييف.
رابط المصدر
**تشكيل فوج “قسطنطين كالينوسكي”**
أعلن متطوعون بيلاروسيون عن تأسيس فوج “قسطنطين كالينوسكي”، تكريمًا لزعيم الانتفاضة البولندية ضد الإمبراطورية الروسية في 1863-1864. يشمل الفوج متطوعين من بيلاروسيا وليتوانيا، ويضم أكثر من ألف متطوع، فيما يُظهر العديد من المتطوعين الأخرين استعدادهم للانضمام بعد تلقي تدريبات في بولندا.
**المشاركة في العمليات العسكرية**
بدأ المتطوعون البيلاروس مشاركتهم في العمليات العسكرية في شرق أوكرانيا منذ ربيع 2014، حيث شاركوا في معركة بيسكي القريبة من مطار دونيتسك في يوليو 2014. في يونيو 2015، تم تشكيل مجموعة تكتيكية تحت اسم “بيلاروسيا”، التي قاتلت إلى جانب القوات الأوكرانية في معارك أفدييفكا، وبيسكي، وفولنوفاخا، وماريينكا.
**مساندة سياسية ودعم شعبي**
دعم إنشاء الفوج زعيمة المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا، التي أكدت على انضمام المزيد من أبناء بيلاروسيا لمساعدة الأوكرانيين في الدفاع عن بلادهم.
**التحركات العسكرية على الحدود**
من جهة أخرى، قامت بيلاروسيا بتعزيز قواتها حول مدينتي غوميل وموزير بعد تدمير طائرات مسيرة أوكرانية في أجوائها. اتهمت مينسك كييف بانتهاك مجالها الجوي، محذرة بأن “أي استفزازات لن تمر دون رد”.
وفي بداية يناير 2023، أعلن المتحدث باسم هيئة الحدود الأوكرانية، أندريه ديمشينكو، عن بناء تحصينات على الحدود مع بيلاروسيا، مؤكداً على ضرورة توفير كل الإمكانيات لجنودهم لمواجهة أي تهديد.
**جغرافيا الحدود بين بيلاروسيا وأوكرانيا**
تمتد الحدود المشتركة بين بيلاروسيا وأوكرانيا لنحو 1084 كيلومتر. توجد العديد من المناطق على الحدود البيلاروسية التي تعد هدفًا محتملًا لعمليات انتقامية من المسلحين المناهضين للسلطات في مينسك، وأبرز هذه المناطق تشمل كوفالي، وبارانتسي، وبيكي، وتريخوفكا، ونوفايا، وغوتا، ولوييف، بالإضافة إلى مناطق شيتسي، وخميليشي، ودروشيفا.
