دلالات بناء حي استيطاني بدلاً من أونروا في القدس
14/10/2024
–
|
آخر تحديث: 15/10/202406:37 ص (بتوقيت مكة المكرمة)
القدس المحتلة- بدأت محاولات استهداف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) منذ عام 2017، عندما أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أن القدس بشقّيها الغربي والشرقي عاصمة موحدة لإسرائيل. وازدادت وتيرة التحريض الإسرائيلي ضد الوكالة بعد اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
مؤخراً، صوتت لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست لصالح قانون يقطع العلاقات بين إسرائيل وأونروا، ويمهد الطريق لإنشاء 1440 وحدة سكنية في موقع المقر الرئيسي للوكالة بحي الشيخ جرّاح، وذلك وفقاً لما تم تداوله في وسائل الإعلام العبرية يوم الخميس الماضي.
وحاولت الجزيرة نت التواصل مع الوكالة للحصول على تعليق حول قرار الاستيلاء على مقرها، لكن الرد جاء بأنها قد علمت بالقرار عبر وسائل الإعلام.
تشير التقارير إلى أن القانون الذي طرح لم يتم تقديمه من قبل مجموعة من أعضاء الكنيست، ومن بينهم يوليا مالينوفسكي من حزب “إسرائيل بيتنا” ودان إيلوز وحانوخ ميليبتزكي من حزب “الليكود”، ورون كاتس من حزب “هناك مستقبل”.
إذا أقرّ القانون بالقراءات القانونية المتبقية في الكنيست، فإن إسرائيل ستلغي الوضع الدبلوماسي للوكالة وموظفيها، مما يؤدي إلى إلغاء الحصانة والمزايا الضريبية، بالإضافة إلى انقطاع قنوات التواصل بين مسؤولي أونروا والمسؤولين الإسرائيليين.
محو خط الهدنة
يقع مقر أونروا الرئيسي في حي الشيخ جراح التاريخي، فوق أرض تقدر مساحتها بعدة دونمات (الدونم يساوي ألف متر مربع).
وتدير الوكالة الدولية في محافظة القدس مخيمين للاجئين؛ هما مخيم شعفاط الذي تأسس عام 1965 ويضم حوالي 16,419 لاجئاً مسجلاً، ومخيم قلنديا الذي تأسس عام 1949 ويحتوي على نحو 16,344 لاجئاً مسجلاً وفقاً لبيانات أونروا.
كما تشمل خدمات الوكالة نحو 1800 طالب مقدسي يتلقون التعليم في 6 مدارس تتبع أونروا، بالإضافة إلى تقديم خدمات طبية مجانية للكثير من اللاجئين في عيادة الوكالة بالبلدة القديمة بالقدس.
وأشار خبير الخرائط والاستيطان خليل التفكجي إلى أن مقر الوكالة يقع مباشرة على خط الهدنة المعروف بالخط الأخضر الذي يفرق بين الأراضي منذ عام 1948 و1967.
وأوضح أن هذه الأرض تم مصادرتها خلال الانتداب البريطاني من عائلة الجاعوني “للمصلحة العامة”، ومن ثم استخدمت كمركز للشرطة في تلك الفترة. وبعد أن أصبحت المنطقة تحت السيادة الأردنية، ظلت تُعتبر أملاك دولة وتدار من قبل خزينة المملكة الهاشمية، قبل أن تسلم إلى أونروا عام 1950.
مرافق مهددة
… [تكملة النص تحتاج لإضافة المزيد من المعلومات حول تأثير الاستيطان على مرافق اللاجئين] …
مخطط بناء وحدات استيطانية في الشيخ جراح
علق الخبير المقدسي، الدكتور التفكجي، على مشروع بناء 1440 وحدة استيطانية في الشيخ جراح، مشيراً إلى أن هذا الإجراء يعكس سياسة إسرائيلية تهدف إلى تغيير التوازن الديمغرافي في القدس، بحيث تصبح المدينة ذات أغلبية يهودية وأقلية عربية.
تعزيز الاستيطان وتفكيك الهوية الفلسطينية
أوضح التفكجي أن “الاستحواذ على الأراضي وبناء مستوطنة جديدة هو بمثابة استكمال للمستوطنات الموجودة، بدءًا من معالوت دفنا مروراً برامات أشكول وانتهاءً بجفعات همفتار”. وأكد أن من الأهداف الرئيسية لهذا البناء الاستيطاني هو إنهاء خط الهدنة، سعياً لدمج شرق المدينة مع غربها وجعل القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، مما يعقّد أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية تكون عاصمتها القدس الشرقية.
تهديد حق العودة وإضعاف الأونروا
يعتبر التفكجي أن التهديد الأكبر يتمثل في إنهاء قضية اللاجئين وحق العودة، من خلال تصفية وجود الأونروا، التي تعمل لصالح ملايين اللاجئين. وأشار إلى أن “إنهاء الأونروا يعني ضرب أسس القضية الفلسطينية، حيث أن وجودها ضروري لتعليم وتعليم وتوظيف اللاجئين”. كما لفت إلى أن المخاطر لا تقتصر على المقر الرئيسي في الشيخ جراح فقط، بل تشمل أيضاً مركز التدريب المهني التابع للأونروا في قلنديا شمال القدس.
متطلبات مالية من الأونروا
في سياق متصل، طلبت الجهات المعنية من الأونروا دفع دَين ببقيمة 17 مليون شيكل (حوالي 4.5 ملايين دولار) بحجة إنشاء مبانٍ واستخدامها دون تصريح من سلطات الأراضي الإسرائيلية.
كلية تدريب قلنديا ودورها الهام
صرح مصدر مطلع في الأونروا أن كلية تدريب قلنديا تُعتبر الأولى التي أنشأتها الوكالة في فلسطين عام 1953، وتقع على مساحة 88 دونمًا شمال القدس. حالياً، تضم الكلية نحو 270 طالبًا في 14 تخصصاً، وتقدم لهم خدمات إضافية تشمل السكن الداخلي، والرعاية الصحية، والإرشاد والتوجيه المهني. يتخرج سنوياً بين 250 و300 طالب في مختلف التخصصات.
تصريحات سياسية تحرض على الأونروا
يُعد نائب رئيس بلدية الاحتلال، أرييه كينغ، من أبرز المحرضين ضد مقر الأونروا في القدس، وقد وصفه بـ”قنبلة موقوتة”، حيث كتب على صفحته قبل أيام “قريباً حي سكني بدلاً من المقر النازي للأونروا”. وتوالت المظاهرات التي نظمها مستوطنون أمام المقر منذ بدء الحرب على غزة، حيث تعرض المقر للاعتداءات، بما في ذلك إشعال الحرائق ومحاولة الخلع.