بعيدًا عن “الأونروا”: ما الدلالات؟
هذا هو ما تهدف إليه الحكومة الإسرائيلية، عبر قرار الكنيست حظر عمل الأونروا بشكل كامل على الأراضي الفلسطينية، بعد أن سبقه قرار مماثل رفض إقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967. ويمثل الحصول على 92 صوتًا مؤيدًا، باستثناء الأصوات العربية، إجماعًا صهيونيًا يعكس توافقًا بين كافة الكيانات السياسية الإسرائيلية، بحيث أصبحت المعارضة متفقة تمامًا على قضايا حقوق الفلسطينيين وفق قرارات الأمم المتحدة.
لكن هذه القرارات لم تلقَ ردود فعل حادة من أي إدارة أميركية، الأمر الذي يعكس تحديًا واضحًا تجاه المنظومة الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة.
**الأونروا في مواجهة التحديات الإسرائيلية**
تعتبر الأمم المتحدة، التي أوفدت بعثة خاصة للاجئين الفلسطينيين، اليوم في حالة من الضعف والعجز أمام الهجوم الإسرائيلي. فمع أن دولة الاحتلال فشلت سابقًا في إنهاء الأونروا، إلا أنها الآن تلجأ إلى القوة لتحقيق ذلك، مما يظهر نواياها لإنهاء القضية الفلسطينية وتقليل وجود اللاجئين أمام العالم.
المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، أكد أن الحملات ضد الوكالة هي خطوات سياسية تهدف إلى التخلص من حقوق اللاجئين، على الرغم من الأدلة التي تسرد زيف الادعاءات الإسرائيلية بشأن ارتباط موظفي الأونروا بحركة حماس. تتضح هذه النوايا الإسرائيلية أيضًا من خلال الأحداث الحاصلة في قطاع غزة، حيث تتعقد الظروف المعيشية أكثر.
**التحديات الدولية القادمة**
في سياق آخر، سبق للكنيست أن وافق على قرار يمنع إقامة أي قنصلية تقدم خدمات للفلسطينيين في القدس، مما يقوض إمكانية الولايات المتحدة في الوفاء بوعدها بإعادة فتح قنصليتها. هذا جميعه يأتي في إطار استمرار التحديات التي تواجهها الدولة الإسرائيلية على الصعيدين الدولي والعربي.
السؤال الجوهري هو: إذا نجحت إسرائيل في إلغاء عمل الأونروا داخل فلسطين، هل يمكنها أن تلغيها خارجها؟ كيف ستتعامل مع اللاجئين في الدول المجاورة مثل الأردن ولبنان وسوريا؟
**ردود الفعل المتوقعة**
لن تقف ردود الفعل العربية والدولية عند حدود التنديد، بل ستثير قضايا اللاجئين الفلسطينيين التي مرت سنوات طويلة على إهمالها. النقاشات حول حقوق الفلسطينيين وما تمثله من ظاهرة مقاومة لن تنقطع، مما قد يسبب أرقًا كبيرًا لدولة الاحتلال.
في الختام، يظهر قرار الكنيست بشأن الأونروا كفرصة متاحة للمجتمع الدولي لتجميد عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة، ومحاولة إنهاء عزلتها الدولية. لذا، هذه التحديات قد تفرض نفسها على الساحة الدولية، مع مزيد من المراقبة والاحتجاجات التي لا يستهان بها.