لماذا تقوم كييف بحشد قواتها على الحدود مع بيلاروسيا؟
موسكو– تقترب بيلاروسيا من خطر حدوث احتكاك عسكري مباشر مع كييف، وهو الأول منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، في خطوة غير مسبوقة تتمثل في حشد قوات على الحدود مع أوكرانيا.
تصريح وزير الدفاع البيلاروسي، فيكتور خرينين، كشف عن احتمالية وقوع “استفزازات مسلحة” من كييف بالقرب من الحدود، تزامنًا مع حشد أوكراني واستخدام الطائرات دون طيار في مهمات استطلاع.
في الأسبوع الماضي، أعلن الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، عن تدمير الدفاعات الجوية لبلاده لأهداف جوية أوكرانية، مشيرًا إلى رفع حالة التأهب للقوات وتعزيز القوة البرية على الحدود مع أوكرانيا. كما أكد على أن “أي استفزازات” لن تمر دون رد.
إرهاصات
لوكاشينكو ذكر في فبراير/شباط الماضي بأنه تم اعتقال “مخربين” كانوا يحاولون إدخال متفجرات عبر الحدود إلى روسيا وبيلاروسيا، مشيرًا إلى أن مثل هذه الحوادث تحدث بشكل متكرر.
في يونيو/حزيران، أعلن حرس الحدود البيلاروسي عن إحباط محاولة خرق للمجال الجوي بواسطة طائرة أوكرانية، وكشف أنه تم العثور على تسجيلات تثبت عمليات تجسس.
مينسك طالبت، في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي في 13 أغسطس/آب، بوقف أوكرانيا للأعمال الاستفزازية التي تُشكل تهديدًا لبيلاروسيا.
تأتي هذه الأحداث وسط تأثيرات التوغل الأوكراني في مناطق كورسك الروسية، مما يُشير إلى أن هناك محاولات لخلق ملامح جديدة للحرب في هذا الاتجاه.
تُعتبر الحدود بين بيلاروسيا وأوكرانيا حوالي ألف كيلومتر، حيث تبعد 150 كم عن العاصمة الأوكرانية. ورغم تأكيد بيلاروسيا على دعم الحلول السلمية، إلا أنها حذرت من أن أي اعتداء من كييف سيقابل بشكل حازم.
من ناحية أخرى، ترتبط بيلاروسيا مع روسيا منذ عام 1999 بمعاهدة دفاع مشترك وتعاون عسكري يتضمن تدريبات عسكرية منتظمة.
تشتيت انتباه
حسب المحلل الإستراتيجي البيلاروسي، ألكسندر سيرغييف، فإن الهدف الرئيسي من اقتراب الجيش الأوكراني من حدود بيلاروسيا هو محاولة صرف انتباه روسيا عن الحرب، خاصة في ظل التطورات الأخيرة في منطقة كورسك.
بموجب الاتفاقية الموقعة بين موسكو ومينسك، فإنه في حال حدوث غزو لأراضي بيلاروسيا، يتوجب على القوات الروسية تقديم الدعم، وهذا يعني أن أي استفزاز على الحدود سيؤدي إلى تحويل اهتمام القوات الروسية إلى غير الاتجاهات الأساسية في النزاع الأوكراني.
سيرغييف أشار أيضًا إلى أن القوات الأوكرانية التي تم الدفع بها إلى الحدود تضم جماعات من المنشقين البيلاروسيين تحت إشراف مخابرات غربية، بهدف التحضير لهجوم محتمل ضد بيلاروسيا. ومع ذلك، يرى المحلل أن أوكرانيا قد لا تمتلك القدرة على شن هجوم واسع النطاق ضد بيلاروسيا بسبب نقص القوات والموارد.
تهديد وهمي
من جهته، أشار الباحث في النزاعات الدولية، فيودور كوزمين، إلى أن هدف أوكرانيا هو استدراج بيلاروسيا إلى صراع بطريقة تُظهر كييف كضحية تتعرض لاعتداء من حليف روسيا، مع التحويل عن خطوط القتال الرئيسية.
ويعتبر كوزمين أن أوكرانيا بحاجة إلى إثبات قدرتها على تنفيذ مهام جديدة بعد التوغل في كورسك، من خلال استدراج بيلاروسيا إلى الصراع وتقديمها كمعتدية، مما يمكّن روسيا من دفع مينسك نحو هذا النزاع.
كما لا يستبعد أن يكون تعزيز القوات الأوكرانية على الحدود إشارة إلى حلفاء كييف بأنهم في حاجة لمزيد من المساعدات.
كييف حصلت مؤخرًا على 8 حزم من المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة لكنها لا تزال تواجه صعوبات في تحقيق اختراقات مهمة على الأرض.
يتوقع أن الحدود بين أوكرانيا وبيلاروسيا تبقى مناطق صعبة للعبور، مما يجعل أي تصعيد كبير هناك غير مرجح.
رابط المصدر