ما سبب تفاني بلينكن في دعم الحرب الإسرائيلية ضد غزة؟

By العربية الآن



لماذا يكرّس بلينكن جهوده لدعم الحرب الإسرائيلية في غزة؟

مظاهرات امام منزل بلينكن WASHINGTON DC, UNITED STATES - JULY 1: Pro-Palestinian demonstrators protest outside as US Secretary of State Antony Blinken delivers speech at the Brookings Institution in Washington DC, United States on July 1, 2024.
متظاهرون أمام منزل بلينكن في واشنطن دعوا لمحاكمته ورفعوا عبارة “دع غزة، تعش” (وكالة الأناضول)

واشنطن– جاءت تصريحات أنتوني بلينكن حول جهود وقف إطلاق النار في غزة كمثال إضافي على كيفية تحريف الحقائق من قبل وزير الخارجية الأمريكي حين يتعلق الأمر بإسرائيل ومصالحها.

تجاهل الحقائق

بعد اجتماعه الأخير مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ذكر بلينكن أن الأخير وافق على المقترح الأمريكي الجديد، مشيرًا إلى أن الموافقة النهائية بيد حركة حماس.

إلا أن بلينكن اختار تجاهل الإشارة إلى أن نتنياهو قدم مطالب جديدة صارمة بشأن مستقبل قوات الاحتلال في غزة، وهو ما ترفضه حماس وكذلك الحكومة المصرية التي تعارض وجود القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا.

انتهت الزيارة التاسعة لبلينكن إلى المنطقة منذ بدء الحرب في أكتوبر/تشرين الأول الماضي دون تحقيق أي اتفاق لوقف إطلاق النار، مما يجعل الكثيرين يرون أنه قد يكون السبب المباشر في فشل الوساطة الأخيرة.

دور بلينكن المحوري

برز دور بلينكن في تشكيل سياسة الولايات المتحدة تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة في الأشهر الأخيرة، وسط ضعف القدرة الذهنية للرئيس جو بايدن وانشغال نائبته كامالا هاريس بحملتها الانتخابية.

منذ البداية، قاوم بلينكن أي دعوات للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار، حيث لم يضع أي خطوط حمراء قد تلزم إسرائيل بإعادة التفكير في سياستها.

وأصبحت رسالة الدبلوماسية الأمريكية واضحة تحت قيادته، وهي أنه لن يكون هناك عواقب على الحكومة الإسرائيلية بغض النظر عن أفعالها في غزة، مثل القتل والترويع واستنزاف مصادر الحياة.

انتقادات لموقف بلينكن

انتقد بلينكن أيضاً قرار جنوب أفريقيا برفع قضية ضد إسرائيل أمام محكمة الجنايات الدولية بسبب اتهامات بارتكاب إبادة جماعية في غزة، واعتبر ذلك مجرد محاولة لصرف انتباه العالم.

بلينكن (يسار) فشل في الضغط على نتنياهو لقبول مقترح صفقة التبادل خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل (الأناضول)

دور بلينكن كمدافع عن إسرائيل

خلال زيارته الأولى لإسرائيل بعد هجوم “طوفان الأقصى”، وقف بلينكن بجانب نتنياهو معبرًا عن هويته اليهودية، وكان هذا بمثابة تذكير بتراث عائلته.

واصل بلينكن في الفترة الأخيرة العمل كمدافع عن أكثر الحكومات يمينية في تاريخ إسرائيل، من خلال تبرير أفعال جيش الاحتلال أمام المجتمع الدولي.

ومن الواضح أن بلينكن يعتبر نفسه صوتًا للإجماع الإسرائيلي، حيث يؤكد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، دون النظر إلى معاناة الفلسطينيين، مكتفيًا بتوجيه النصائح للحد من سقوط الضحايا من المدنيين.

استماع دون اتخاذ إجراءات

وفي احتجاجات سابقة، نصب المتظاهرون خيامًا أمام منزل بلينكن للمطالبة بإيقاف إطلاق النار في غزة، حيث اتهموه بدعم الإرهاب الإسرائيلي.

وفي اجتماع مع موظفي الوزارة، عبّر بلينكن عن إدراكه للأثر الشخصي العميق للأزمة على العديد منهم، لكنه لم يغير من دعمه المطلق لإسرائيل.

وأشاد بعض المسؤولين بجهوده في تشكيل قناة تواصل مع موظفي وزارة الخارجية، لكن الكثير منهم لا يزالون يشعرون بخيبة الأمل من مواقفه والعجز عن اتخاذ إجراءات حقيقية ضد اقترافات إسرائيل.

استمرار العنف والتوسع الاستيطاني

منذ توليه منصبه في يناير/كانون الثاني 2021، أكد بلينكن مرارًا أن الولايات المتحدة ملتزمة بحل الدولتين، ولكن لم يتخذ أي خطوة ملموسة نحو هذا الهدف.

كما استمر بلينكن في عرقلة فتح مكتب دبلوماسي فلسطيني في واشنطن، أو إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس، مما يجعل الإدارة تتجاهل الأوضاع المتدهورة على الأرض.

حقيقة المبيعات العسكرية

تحقيق وزارة الخارجية الأمريكية الذي تم تقديمه قبل عامين، أكد ضرورة تقييد مبيعات الأسلحة لوحدات العسكرية الإسرائيلية المتهمة بانتكاسات حقوق الإنسان، بينما استمر بلينكن في دعم المعاملة الخاصة لإسرائيل.

ورغم تقاعسه، إلا أن بلينكن يظل مرتبطًا بشكل وثيق ببايدن، مما يعرّضه الانتقادات وحظوظ بقائه في البيت الأبيض في حال تتبع هاريس خطوات مختلفة.

انتقادات تاريخية

انتقادات السيناتور الراحل جون ماكين لبلينكن في عام 2014 كانت بمثابة تحذير عن مستقبله القائم على الضعف، وكان ماكين قد اعتبر بلينكن خطرًا على الأميركيين.

تجارب بلينكن خلال مسيرته المهنية في السعي لتحقيق أهدافه كلفته الكثير، مما دفع المحللين إلى اعتباره واحدًا من أسوأ الخيارات لإدارة بايدن.

المصدر: العربية الآن



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version