ما هي دلالات زيارة العليمي إلى تعز؟
عدن – في أول زيارة له منذ أكثر من عامين بعد انتخابه رئيسًا لمجلس القيادة الرئاسي باليمن، زار الرئيس رشاد العليمي اليوم مدينته تعز، حيث استقبل بحفاوة شعبية كبيرة. وتعكس هذه الزيارة التفاؤل الذي يسود بين المواطنين بحدوث تغييرات إيجابية في ظروف حياتهم.
تتوزع السيطرة على محافظة تعز، التي تضم أكثر من 6 ملايين نسمة، بين ثلاث قوى عسكرية رئيسية هي حزب التجمع اليمني للإصلاح، وأنصار الله الحوثيون، وقوات حراس الجمهورية بقيادة العميد طارق صالح.
يعاني سكان تعز منذ عشر سنوات نتيجة النزاع، خاصة بسبب الحصار الذي فرضته الأطراف المتصارعة على الطرقات الرئيسية. وقد طرحت قضية فتح الطرقات وإنهاء الحصار في إطار جهود المبعوث الأممي.
في يونيو الماضي، قام الحوثيون بفتح الطريق الرئيسي “الحوبان” المؤدي إلى المدينة، بينما قامت السلطات في تعز بفتح شارع “جولة القصر” الموازي له.
زيارة تاريخية
يرى الكثير من اليمنيين أن زيارة العليمي “تاريخية” على رغم تأخرها. وشهدت الزيارة مرافقة من عضوي مجلس القيادة الرئاسي، عثمان مجلي، القيادي في حزب المؤتمر الشعبي، والدكتور عبدالله العليمي، القيادي في حزب الإصلاح.
رافق العليمي أيضًا وزير الدفاع الأسبق الفريق محمود الصبيحي، الذي أطلق الحوثيون سراحه في أبريل 2023 بعد احتجازه.
سافر العليمي ووفده من عدن عبر الطريق البري وصولًا إلى تعز، ويعتبر هذا الطريق جبلية وعرة شهدت العديد من الحوادث نتيجة النزاع المستمر.
شاركت قوات سعودية خاصة في تأمين موكبه، الذي كان محميًا بعدد من المدرعات والدوريات المسلحة. ووقع حادث خلال الرحلة حيث انقلبت مدرعة عسكرية ونتج عن ذلك إصابة جنود سعوديين.
أجندة سياسية
يعتقد مراقبون أن الزيارة تحمل أجندات سياسية متعددة. العليمي، الذي كان قياديًا بارزًا في حزب المؤتمر الشعبي، يهدف من خلال هذه الزيارة إلى إعادة تشكيل الحضور العسكري والسياسي في تعز، والتي تخضع لسيطرة حزب الإصلاح.
وأشار الدكتور عادل الشجاع إلى أن الزيارة تأتي بعد سنوات من المعاناة، وهي تحمل رسائل إلى الحوثيين من أجل الانصياع للسلام، كما تعكس مشاركة المواطنين القوية ترحيبهم بالدولة والأمن.
ومع ذلك، أعرب الشجاع عن مخاوفه من أن تكون زيارة العليمي مدخلاً لتعزيز الانقسام في المحافظة، معتبرًا إياها اتفاقًا مع الحوثيين.
قبضة الإصلاح
يرى العديد أن العليمي يسعى من خلال زيارته إلى تعز إلى محاولة إعادة تشكيل القوة السياسية والعسكرية في المدينة بعد هيمنة حزب الإصلاح. وأبدى قيادي في الحزب مخاوفه من أن محاولات تقويض سيادة الإصلاح في تعز ستكون محاولات فاشلة.
أكد القيادي فؤاد الحميري أن “تعز عصية على محاولات الفصل عن المشروع الوطني”. وشدد على أهمية الاندماج بين القوى السياسية من أجل بناء يمن متنوع يقبل جميع أبنائه.
واعتبر الحميري أن الأحاديث حول وجود قبضة لحزب الإصلاح في تعز هي مجرد فبركات، مشيرًا إلى دور الحزب الإيجابي في تشكيل أدوات المقاومة.
وفي ختام حديثه، أكد أنه من الضروري أن تعمل السلطة على بناء جسر مع الشعب اليمني لتلبية الحاجات والطموحات التي يسعى لتحقيقها.
رابط المصدر