ما هي دلالات التوغل الأوكراني في منطقة كورسك الروسية؟

By العربية الآن


تحليل الوضع الأوكراني في كورسك الروسية

أشار المحلل السياسي الكندي أندريس كاسيكامب إلى ضرورة أن تتخذ أوكرانيا المبادرة من أجل تغيير مجريات الأحداث. فقد كانت الصورة العامة تشير إلى حرب استنزاف دون أمل، حيث كان الجانب الروسي يتقدم ببطء على حساب المدافعين. وكان الضغط يتزايد على أوكرانيا لتقديم تنازلات أراضٍ مقابل السلام، مما كان سيؤدي إلى مكافأة المعتدي وتحفيز العدوان في المستقبل.

الإعاقة الأميركية وتأثيراتها على الأوكرانيين

وذكر الدكتور أندريس كاسيكامب، أستاذ التاريخ في كلية مونك بجامعة تورنتو والمدير السابق لمعهد السياسة الخارجية الإستوني، في تقرير لمجلة “ناشونال إنتريست” الأميركية أن أوكرانيا تعرضت للإعاقة بسبب الخطوط الحمراء الخيالية التي وضعتها الإدارة الأميركية.

شاحنات عسكرية روسية متضررة بسبب قصف القوات الأوكرانية منطقة كورسك (أ.ب)

تداعيات التوغل الأوكراني

برزت أوكرانيا في تقديم أنظمة الصواريخ عالية الحركة، تلتها الدبابات ومقاتلات “إف – 16″، وأخيراً أنظمة الصواريخ التكتيكية بعيدة المدى. وعلى الرغم من التهديدات المتكررة، تجاهل الكرملين تلك التطورات واعتبرها جزءاً من الوضع الطبيعي الجديد.

يرى كاسيكامب، وفق تحقيقات الوكالة الألمانية، أن العقيدة الروسية في اللجوء للأسلحة النووية في حالة التعرض لخطر وجودي، لم تتأثر بسيطرة القوات الأوكرانية على مناطق واسعة في كورسك. ورغم تهديد بوتين باستخدام السلاح النووي، إلا أنه تراجع منذ بدء التوغل الأوكراني في تلك المنطقة، مما شكل صدمة للعديد من المراقبين الغربيين.

مواطنون روس نازحون من منطقة كورسك يتلقون مساعدات من السلطات الروسية (إ.ب.أ)

الأولويات الروسية والمخاطر المحتملة

يبدو أن روسيا تركز على احتلال الأراضي الأوكرانية أكثر من اهتمامها بحماية مصالحها الداخلية. يقول كاسيكامب إن أحد الأهداف الرئيسية للهجوم على كورسك هو حث الولايات المتحدة على تغيير سياستها في إدارة التصعيد. وهذا الإجراء ساهم في prolongar الحرب ومنح روسيا الفرصة لتدمير الأرواح والبنية التحتية الأوكرانية دون عقوبة.

السلوك الأكثر منطقية وفعالية هو استهداف مصدر النيران، بدلاً من التفاعل مع الهجمات.

خطط أوكرانيا الاستراتيجية

وفقاً للرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، يعتبر توغل أوكرانيا في كورسك خطوة نحو إقامة منطقة عازلة، حيث أن القتال على أراضي العدو هو أفضل من الاتكال على حماية الأراضي الخاصة بهم. إلا أن هذا التوغل لم ينجح في إجبار القوات الروسية على الانتقال بعيداً عن جبهة دونيتسك.

بينما تواصل أوكرانيا شن هجمات جريئة باستخدام الطائرات المُسيّرة ضد قواعد عسكرية روسية، مما يجعل الحرب أكثر وضوحًا وتأثيرًا على حياة المواطنين الروس.

صورة مأخوذة من مقطع فيديو نشرته وزارة الدفاع الروسية تظهر جنوداً روساً يطلقون النار على مواقع أوكرانية بالقرب من الحدود الروسية – الأوكرانية (أ.ب)

التحديات الداخلية في روسيا

يطرح كاسيكامب سؤالاً بشأن متى ستبدأ هذه النكسات في التأثير على الشعب الروسي. تاريخياً، شهدت الأنظمة الروسية المنهارة تغييراً مفاجئاً جراء الهزائم العسكرية، مثلما حدث خلال حرب القرم والحرب الروسية – اليابانية.

رجل إطفاء يطفئ سيارة بعد قصف من غارة أوكرانية في بيلغورود (أ.ف.ب)

التوقعات المستقبلية

أشار كاسيكامب إلى أن بوتين قد تحول نحو تعزيز صموده ضد الضغوط الغربية، مع توقعه أن تؤدي الأزمات الاقتصادية والصراعات الحالية إلى تقويض عزيمة الغرب. ويرى أن الانتخابات الأميركية القادمة، حتى إذا خسرت لترامب، فإن التوترات الداخلية ستفيد موسكو.

أيضاً، يمتلك بوتين حلفاء في بعض الدول الأوروبية، ويستغل التضارب في الأنظمة السياسية لزعزعة الاستقرار في دول مثل فرنسا وألمانيا.

دعوة للإدارة الأميركية

أكد كاسيكامب أن نجاح أوكرانيا يعتمد على إقناع الإدارة الأميركية بتغيير نهجها. ومع فشل محاولات تحريك الرئيس بايدن ومستشار الأمن القومي، يعتبر التوغل الأوكراني نصراً يائساً لإظهار مصداقية قضيتهم.

اختتم كاسيكامب تقريره بالنداء لإدارة بايدن بفهم أن انتصار أوكرانيا يعزز مصالح الولايات المتحدة، وأن السماح لروسيا بالسيطرة على الأراضي الأوكرانية سيشجع الخصوم في العالم على تصعيد تحدياتهم.

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version