مبدعون إسرائيليون ينكرون جنون القتل في غزة

Photo of author

By العربية الآن



مبدعون إسرائيليون ينكرون جنون القتل في غزة

كومبو بين مخرجيين الافلام من اليمين: نداف لابيد و عاموس جيتاي و يوفال أبراهام و إيرين أكسلمان
مخرجو الأفلام (من اليمين) نداف لبيد وعاموس جيتاي ويوفال أبراهام وإيرين أكسلمان (وكالات)
تظهر تصريحات نجوم الإبداع في العالم تغييراً حاسماً تجاه النزاع الذي يشهده الاحتلال الإسرائيلي ضد غزة، ما دفعهم لاتخاذ إجراءات من جهة واحدة واستخدام منابرهم على مواقع التواصل الاجتماعي من جهة أخرى، وفي هذا السياق جاءت تصريحات كل من تيلدا سوينتون، وتشارلز دانس، وستيف كوجان، وميريام مارجوليس، وبيتر مولان، وماكسين بيك وروبرت ديل ناجا والكتّاب المسرحيان تانيكا غوبتا وآبي سبالينه.

وكشف عدد من الأثرياء في إسرائيل، عن مواقف تطالب بالتوقف عن النزاع على الفور، وأعربوا عن إقتناعهم بإنصاف القضية الفلسطينية، وفي هذا السياق جاء التصريحات للمُخرج اليهودي إيرين أكسلمان، المبدع الذي قدّم فيلم “إسرائيلزم” (Israelism)، الذي أشعل الجدل داخل إسرائيل خلال الأشهر السابقة.

يقول أكسلمان “كان هناك أستاذ كان يعتقد أنني وعائلتي متقدمون جدًا وفوجئ بتأييدي لإسرائيل. “استفسر ما إذا كنت على علم بتاريخ فلسطين، فأجبت بـ “لا”. أعطاني العديد من الكتب لمؤرخين إسرائيليين يساريين ومؤرخين فلسطينيين يساريين، فبدأت في الإستيقاظ وفهمت أن السرد التقليدي”الداعمة لإسرائيل تقضي على الشعب الفلسطيني تماما”.

شجع هذا الوعي الجديد على إبداع فيلم “إسرائيلية” (Israelism)، الذي يسلط الضوء على رحلة الفرد السابق إيتان والمؤسس لحركة “If Not Now”، وهي تنظيم لليهود الأمريكيين يدعو إلى وقف دعم الولايات المتحدة لإسرائيل التي تحتل فلسطين وتقتل سكانها، في نضالهم ضد الانتهاكات القمعية الإسرائيلية. على الرغم من الاتهامات المتعددة بمعاداة السامية، حقق الفيلم نجاحا كبيرا عند عرضه في فبراير/شباط 2023 وحصل على جوائز متعددة.

تمت مواجهة أكسلمان بتهمة “معاداة السامية”، ولكن حقق فيلمه إقبالا هائلا بعد عام من عرضه لأول مرة.

 

لا مكان غير هذا

كان فوز فيلم “لا مكان آخر” في النسخة السابقة لمهرجان برلين السينمائي كصفعة قوية للسياسات الإسرائيلية، حيث كشف العمل الذي شارك في إنتاجه الإسرائيلي يوفال أبراهام والفلسطيني باسل عدرا عن قساوة معاناة الشعب الفلسطيني. وأكد ظهور أصوات مناهضة للعدوان على غزة بين الفنانين.

دعا يوفال أبراهام خلال خطابه بعد فوزه بجائزة أفضل فيلم وثائقي إلى وقف إطلاق النار في غزة، وكانت ردة فعل إسرائيل على ذلك باتهام أبراهام بـ”معاداة السامية”. ثم أكد المخرج لصحيفة “الغارديان” أنه كان يخطط للعودة إلى إسرائيل في اليوم التالي للحفل الختامي، ولكن غيّر خططه بعد وصوله إلى اليونان عندما علم بأن وسائل الإعلام الإسرائيلية وصفت خطابه بمعادي للسامية، واستشهد بتصريحات من مسؤولين ألمان.

 

الركبة

كشف المدير الإسرائيلي نداف لبيد حقيقة المجتمع الإسرائيلي من خلال فيلمه “الركبة” الفائز في مهرجان “كان” بجائزة لجنة التحكيم عام 2021. التقط لبيد الحدث الذي أثار الجدل عندما اقتحمت القوات الإسرائيلية منزل عائلة التميمي في قرية “النبي صالح”، واعتقلت الشابة عهد التميمي وعذبتها وأدينت وسُجنت لأكثر من 8 أشهر.

غرد نائب رئيس الكنيست عن رغبته في إطلاق النار على “عهد” في ركبتيها لمنعها من المشي. ألهم هذا التعليق المخرج الإسرائيلي نداف لبيد ليكشف عن قساوة الاحتلال والوحشية التي يتميز بها نوابه وساسة.

يكشف الفيلم التناقضات والتطرف والعنصرية في المجتمع الإسرائيلي ومحاولته لقمع المعارضة. الشخصية المركزية في الفيلم، مخرج يعرف فقط باسم “واي” يُمثله أفشالوم بولاك، ويرغب في استخدام السينما لكشف الأكاذيب التي بنيت عليها إسرائيل دولتها.

نداف لبيد مشهور أيضا بفيلمه “المرادفات” (2019) الفائز بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين، يروي قصة شاب يتخلص من هويته الإسرائيلية ويهرب إلى باريس، ويرفض التحدث بالعبرية أو التواصل مع والديه في الوطن بعد إقتناعه بأنه “ولد في الشرق الأوسط عن طريق الخطأ”.تنعكس أفلام لبيد الغضب تجاه الفكر القمعي لـ إسرائيل.

مغلق جناح البينالي

وقد رفض ممثلو الاحتلال في بينالي فينيسيا الدولي للفنون، فتح أبواب الجناح في شهر أبريل/نيسان السابق، احتجاجًا على استمرار العدوان في غزة، ووعدوا بفتحه في حال توقف إطلاق النار على غزة.

عُلى الجناح لوحة تقول “سيتم فتح أبواب الجناح الإسرائيلي عندما يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار”.

صرحت روث باتير، المسؤولة عن الجناح “أشعر بالانزعاج من هذا الإغلاق، ولكن أعتقد أنه ضروري، فعلى الرغم من أن البينالي يمثل فرصة كبيرة للفنانين الشبان، إلا أن الوضع في غزة أكبر منا، وإغلاق الجناح هو الخطوة الوحيدة التي يمكنني اتخاذها”.

مذكرة الرفض

كان عدد من النشطاء والمبدعين من جميع أنحاء العالم، قد وقعوا على بيان منظمة العفو الدولية في إسرائيل في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، يعارض “تجريد سكان غزة والفلسطينيين والمسلمين واليهود من إنسانيتهم”.

وكانت بين الموقعين على هذا البيان مجموعة من الفنانين الإسرائيليين، بما في ذلك الكاتب ديفيد غروسمان، والمغنية ذات الجذور اليمنية أشينوعام نيني، المعروفة خارج إسرائيل باسم “نواه”، والمخرج السينمائي نداف لبيد.

انتقدت البيان “الاتجاه المزعج في الغرب الذي يسعى إلى تجريد الفلسطينيين عمومًا وسكان غزة بشكل خاص من إنسانيتهم، بهدف تبرير القتل التعسفي وحرمانهم من المعونات الإنسانية”.

رسالة إلى صديق

أوجه المخرج والكاتب الإسرائيلي عاموس جيتاي في فيلم “رسالة لصديق في غزة” انتقاد شديد للحصار الذي تمارسه “إسرائيل” على قطاع غزة المحاصر، والعنف الذي يمارس على الفلسطينيين، داعيًا الإسرائيليين إلى التفكير بضميرهم.

عُرض الفيلم لأول مرة في مهرجان فينيسيا 2018، وفيه يستعرض ممثلون إسرائيليون وفلسطينيون قصصًا وأشعارًا تتضمن مقالة كتبتها الصحافية عميرة هاس ونشرت في صحيفة “هآرتس” البربرية بعنوان “كنت أنفذ الأوامر فقط: ما الذي ستقوله لأولادك؟”.

قال جيتاي لوكالة “رويترز”، حينها “هذه المقالة كتبت للإسرائيليين، أريدهم أن يدركوا ما يجري على بُعد بضعة كيلومترات من حدودهم، حيث يعيش مليون شخص كأنهم في قفص بغزة”.

وفي عام 2020، قدم جيتاي فيلمه الروائي “ليلى في حيفا” في نفس المهرجان، وأعرب عن طموحه لعلاقات “معقولة” وسلمية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، من خلال مجموعة من الشخصيات التي تلتقي وتتفاعل في حيفا.

تتنوع أحداث الفيلم بين مجموعة من التفاعلات واللقاءات، بعيدًا عن حبكة روائية واحدة. وتتميز هذه اللقاءات بتجاوز الانقسامات الاجتماعية والجنسية والدينية والهويات الوطنية.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية



أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.