مبعوث يسوع: هل ي usher ترامب أميركا لعصر الهيمنة المسيحية؟

By العربية الآن

“مبعوث يسوع”.. هل سيُدخل ترامب أميركا عصر الهيمنة المسيحية؟

مبعوث يسوع هل ي usher ترامب أميركا لعصر الهيمنة المسيحية؟ عصر الهيمنة المسيحية عصر الهيمنة المسيحية
قادة مسيحيون يضعون أياديهم على الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب ويصلون من أجله في مؤتمر الإيمان الوطني بمدينة أتلانتا (أسوشيتد برس)

تعود جذور النقاش حول الهويات الثقافية والتاريخية إلى عام 1993، عندما نشر عالم السياسة الأميركي صامويل هنتنغتون ردًا على أطروحة تلميذه فرانسيس فوكوياما، الذي كتب في عام 1992 كتابه الشهير “نهاية التاريخ والإنسان الأخير”. اعتُبرت أطروحة فوكوياما استنتاجًا حول انتصار الليبرالية الغربية كأعلى مراحل التطور الفكري العالمي بعد انتهاء الحرب الباردة.

نظريات متعارضة

طرح هنتنغتون في مقابل ذلك نظرية “صراع الحضارات”، حيث توقع ظهور صراعات متعددة تدور حول الهوية الثقافية والدينية، وليس حول القضايا الاقتصادية والسياسية كما كان يُعتقد سابقًا. وقد أشار إلى أن العولمة ستعيد الناس إلى جذورهم الهوياتية، مما سيؤدي إلى تفاقم الصراعات بين مختلف الثقافات.

صراع الحضارات: الغرب والإسلام

ومن أبرز الصراعات التي توقعها هنتنغتون هو الصراع بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية، مشيرًا إلى أن كلا الحضارتين تروج لكل منهما لنموذجها كالأفضل، مما يزيد من احتدام النزاعات التاريخية القائمة بينهما.

أخطاء التقدير والتاريخ المعاصر

بعد مرور أكثر من 30 عامًا على نظرية هنتنغتون، يُلاحظ أن توقعاته أصبحت أكثر دقة من توقعات فوكوياما. إذ تزايدت النزعات اليمينية في الغرب، وتعرضت القيم الليبرالية لعدد من الانتكاسات في العديد من مناطق العالم، من الصراعات في أفغانستان إلى الحرب في أوكرانيا، وصولًا إلى الوضع المتوتر في غزة.

الانتخابات الأميركية وآثارها

تشهد الولايات المتحدة الآن تحولات واضحة في الخطاب السياسي، حيث استخدم الخطاب المسيحي بشكل واضح في الانتخابات الأخيرة التي جرت في نوفمبر الماضي، مما يعكس تحولًا نحو تعزيز الهوية المسيحية في الحياة السياسية الأميركية، وهو ما قد يكون مؤشراً لبدء عصر جديد من الهيمنة المسيحية في الساحة الأميركية.

تتوسع هذه الفكرة مع تزايد الجهود من قبل الحزب الجمهوري لتعزيز دور المؤثرين المسيحيين، مما يثير تكهنات حول مستقبل الولايات المتحدة ودورها في الساحة العالمية.

صامويل هنتنغتون (رويترز)

هذا المشهد السياسي يعكس التوترات المتصاعدة بين الحركات الثقافية والدينية المختلفة، مما يجعل من الصعب التنبؤ بمستقبل العلاقات بين الحضارات في السنوات القادمة.

مارك دريسكول يحذر المسيحيين من دعم الديمقراطيين

القس الإنجيلي المؤثر في ولاية أريزونا، مارك دريسكول، دعا عبر منصات التواصل الاجتماعي المسيحيين إلى بذل كل ما في وسعهم لمنع (إيزابل) من تولي السلطة. جاءت هذه التصريحات في إطار الانتخابات التي أفضت إلى فوز الحزب الجمهوري برئاسة الجمهورية وأغلبية مجلس الشيوخ ومجلس النواب، وسط مخاوف ليبرالية من زيادة نفوذ المشروع المسيحي القومي الأبيض في الولايات المتحدة.

### الصعود المسيحي في السياسة الأميركية

شهدت تلك الفترة بروزاً لملامح جديدة في الخطاب السياسي لحزب ترامب، حيث أصبح التحالف بين الإنجيليين البيض واليمين الجمهوري قوياً. هذا التعاون أصبح جلياً خلال أحداث الشغب التي شهدها مبنى الكابيتول في 6 يناير، حيث بادر أحدهم بالصلاة شاكراً الرب على “الوطنيين المحبين للمسيح”.

وفي تقرير لصحيفة الغارديان، تم الإشارة إلى أن ترامب، الذي لم يكن معروفاً بالتوجه الديني قبل دخوله السياسة، استطاع تعزيز علاقاته مع قادة الحركة الإنجيلية. إذ قدم نفسه كعنصر أساسي في خطة الرب لإعادة الولايات المتحدة إلى مسارها المسيحي، مثلاً بالاستماع لهم في البيت الأبيض وتعيين قضاة محافظين في المحكمة العليا.

### تطورات بارزة خلال ولاية ترامب

حظي ترامب بدعم كبير من الإنجيليين، حيث تمكن خلال فترته الرئاسية من تعزيز حقوقهم، مثل تغيير تركيبة المحكمة العليا. كما قام بنقل السفارة الأميركية إلى القدس اعترافًا بها كعاصمة لإسرائيل، وهو ما يتماشى مع معتقدات الإنجيليين بالتأكيد على أهمية إسرائيل في العودة المسيحية.

في سياق متصل، أظهرت انتخابات 2020 استمرار هذا التوجه، رغم خسارته، حيث حصل على 84% من أصوات الإنجيليين البيض. واستمرت تلك الحقبة الذهبية للإنجيليين بعد مغادرته السلطة، كما يتضح من قرارات قضائية في بعض الولايات تفضل التعليم الديني.

### نجاحات ترامب بعد مغادرته السلطة

من الجدير بالذكر أن الإنجازات الكبرى التي حققها ترامب في المجال الديني استمرت بعد مغادرته البيت الأبيض، إذ أسقطت المحكمة العليا في 2022 حكمًا تاريخيًا يعزز حقوق الإجهاض، ما يتيح لجميع الولايات إمكانية منع الإجهاض، وهو ما يُتوقع أن تؤيده نحو 26 ولاية.

### استنتاجات مستقبلية

لقد فتح هذا الدور الذي لعبه ترامب المجال للنقاش حول العلاقة المتنامية بين السياسة والدين في الولايات المتحدة والتأثير المتزايد للإنجيليين. هذه الدينامية تثير تساؤلات حول مستقبل السياسة الأميركية وكيف يمكن أن يتشكل المشهد السياسي في ضوء هذا التحالف المتزايد.# ظهورالدين المسيحي في الحملة الانتخابية لترامب

شهدت الحملة الانتخابية الأخيرة لدونالد ترامب تصاعدًا ملموسًا في الاعتماد على الدعم المسيحي، كما تبين من ظهوره في أكتوبر/تشرين الأول الماضي في مؤتمر الإيمان الوطني في أتلانتا. حيث اجتمع حوله عدد من القادة المسيحيين الذين صلوا من أجله، معبرين عن دعمهم ودعائهم له ليتولى رئاسة البلاد مجددًا.

## الدعم الإلهي في انتخاب ترامب

تعتبر “أنجيلا بين”، وهي عضوة في الكنيسة المعمدانية بمدينة بيتشتري في جورجيا، أن إعادة انتخاب ترامب تمثل تفويضًا من الله. وتؤكد أن عددًا من “الأولياء المعاصرين” تنبؤوا بعودة ترامب للقتال ضد الظلام الذي يحيط بالولايات المتحدة. إذ يعبر هذا الرأي عن وجهة نظر كثير من الإنجيليين البيض الذين يرون في ترامب مبعوثًا إلهيًا لإنقاذ البلاد.

## الاستفادة من التأييد المسيحي

استفاد ترامب من صورته كمدعوم من الله، خصوصًا بعد نجاته من محاولات اغتيال خلال حملته. وقد واصل التركيز على معارضي حقوق المتحولين جنسيًا والإجهاض، وعين “جيه دي فانس” نائبًا له بسبب ميوله المسيحية. كما سلط الضوء على ما اعتبره اضطهادًا للمسيحيين، ووعد بإنشاء لجنة لمكافحة هذا التحيز.

## نتائج الحملات الانتخابية والمشاعر القومية

استطلاعات الرأي التي أجريت قبل الانتخابات أظهرت أن 21% من المؤيدين لترامب يتبنون آراء قومية مسيحية و34% ألقت أذانها لصوت هذه الآراء. وقد دفعت هذه المشاعر ترامب إلى قطع وعود بتعزيز الهوية المسيحية في البلاد، مما أسفر عن حصوله على نحو 80% من أصوات الإنجيليين البيض وقطاعات كبيرة من البروتستانت والكاثوليك.

## القومية المسيحية كظاهرة سياسية

لم يكن مفهوم “القومية المسيحية” جديدًا، إذ يشمل مجموعة واسعة من الآراء والمعتقدات. وقد أظهر باحثون أن الأفراد الذين يدعمون هذه الأيديولوجيا غالبًا ما يشككون في هويات المهاجرين. وعلى الرغم من انخفاض عدد الأمريكيين الذين يمارسون الطقوس الدينية، إلا أن التأييد القومي للمسيحية لا يزال متمسكًا.

## التفسير وراء الدعم المتزايد

يبدو أن الدعم المتزايد لخطاب القومية المسيحية يستند إلى مجموعة من التعقيدات الاجتماعية والسياسية، حيث يعبر كل من العلمانيين وأتباع الديانات الأخرى عن دعمهم أحيانًا للأفكار القومية المسيحية. وتعتبر الدراسات أن هذا الأمر يترافق مع تجربة التحولات السياسية والثقافية في البلاد، مما يعكس توجهات معقدة يتعذر تفسيرها بسهولة.## أفكار “المسيحية الحضارية” وصعودها في الغرب

في الفترة الأخيرة، طرحت أفكار “المسيحية الحضارية” في العالم الغربي لتكون بديلاً عن التركيز التقليدي على القومية المسيحية البيضاء. وتفترض هذه الأفكار أن الحضارة الغربية تعد استثنائية، حيث قدمت لشعوبها حقوقًا وحريات وتقدمًا لم توفره حضارات أخرى، مشيرة إلى أن هذا التقدم جاء نتيجة الثقافة المسيحية وتطورها. وهذا يدفع مؤيديها للحفاظ على أركان هذه الحضارة ومواجهة تهديداتها داخليًا وخارجيًا، بما في ذلك إغلاق الحدود أمام المهاجرين غير القادرين على تبني القيم الغربية.

## مظلة واسعة تشمل مفكرين وعلمانيين

تعتبر المسيحية الحضارية إطارًا أوسع من القومية المسيحية، حيث تشمل أفراداً يسعون لتطبيق تعاليم الإنجيل لكن بعضهم يحمل أفكارًا قد تعتبر عنصرية. ورغم ارتباط بعضهم بالإدارة الأميركية الجديدة، إلا أنهم لا يشكلون الأغلبية. في المقابل، تضم هذه المظلة مجموعة من العلمانيين الذين لا يؤمنون بالتطبيق الحرفي للكتاب المقدس، فضلاً عن أن بعض رجال الدين المسيحي الغربيين لا يعتقدون بأمور أساسية مثل المعجزات، ومع ذلك يحتفظون بمناصبهم في المؤسسات الدينية.

## تعبير عن الاحتجاج والثقافة

أصبحت كلمة “مسيحي ثقافي” شائعة لوصف الأشخاص الذين يتبنون أفكارًا محافظة بدون الالتزام بالطقوس الدينية. يتشارك هؤلاء في مشاعر متزايدة من الاستياء تجاه تزايد الهجرة وأفكار اليسار المتعلقة بالجنس والأسرة. كما يرون أن المسيحية تُقدم أساسًا أخلاقيًا قويًا أكثر من أي دين آخر، لدرجة أن الشخصيات البارزة مثل إيلون ماسك وجوردان بيترسون أعربوا عن إيمانهم بالقيم المسيحية ثقافياً.

## التحديات المستقبلية للحضارة الغربية

يتفق العديد من المفكرين على أن ظهور البروتستانتية كان له تأثير عميق في صعود الغرب، إذ شجع على قيم العلم والعمل. ويشير المفكر إيمانويل تود في كتابه “هزيمة الغرب” إلى أن الحضارة الغربية قد تكون في طريقها للانهيار نتيجة الانهيار الروحي الذي يعاني منه المجتمع، ما أنتج فوضى في القيم وأنماط الأسرة وارتفاع معدلات الاكتئاب.

## تأثير المسيحية في السياسة الأميركية

من المؤكد أن الصعود المسيحي في السياسة الأميركية سيرتبط بتغييرات واسعة على المديين القصير والبعيد. يرى دوف واكسمان أن الانتصار المحتمل للحركة القومية المسيحية البيضاء، المدعومة من ترامب، قد يهدد الديمقراطية والليبرالية الأميركية، مما قد يهمش اليهود وباقي الأقليات.

تشير الصحف الأميركية إلى كيفية تأثير تغير التوجه المسيحي في السياسة على مستقبل الولايات المتحدة، محذرة من تهديد المكتسبات الليبرالية والنظام العلماني، خاصة مع وجود متشددين مسيحيين يساندون ترامب. لكن الأهم هو أن الدعم الذي يتلقاه ترامب يظهر تحولًا في كيفية تعامل الأميركيين مع الدين في السياسة، حيث بدأت النبوءات الدينية والمعاني الروحية تُستخدم بشكل متزايد في الحملات الانتخابية، مما يشي بتغيرات عميقة تؤثر على العلاقة بين الدين والسياسة الغربية في المستقبل.

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version